توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روسيا والتسوية الفلسطينية

  مصر اليوم -

روسيا والتسوية الفلسطينية

بقلم - نبيل عمرو

تردد اسم روسيا كثيراً هذه الأيام ليس بفعل دورها شبه المركزي في الحرب الدائرة على الساحة السورية، وإنما بفعل ترشيح الفلسطينيين لها من أجل قيادة تحالف جديد يرعى عملية السلام، ولإضفاء قدر من الواقعية، لا يمانع الفلسطينيون من أن تكون واشنطن عضواً فيه!!

وقد ازداد الحديث عن هذا الأمر خلال الزيارة التي قام بها الرئيس محمود عباس لموسكو، وما سبقها من تصريحات له نشرتها وكالة إنترفاكس، حدد فيها ما يريد من موسكو في أمر رعاية عملية السلام، وأكد رفضه للاحتكار الأميركي، وشكك كذلك في قدرات اللجنة الرباعية الدولية في أن تكون راعياً بديلاً.
ترشيح موسكو لهذا الدور جاء كرد فعل انفعالي على اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومن أجل تحويل الانفعال إلى سياسة، فقد طاف المبعوثون الفلسطينيون أرجاء العالم لعلهم يحصلون على موافقة ولو دولة واحدة على القيام بهذا الدور، وكل من زاره الفلسطينيون أبدى تفهماً لموقفهم، وربما سمعوا شكوى أكثر مرارة من الموقف الأميركي، إلا أن أحداً بما في ذلك الروس والصينيون لم يوافق الفلسطينيين على أمر تغيير الرعاية، فهنالك إجماع إقليمي ودولي على أن أميركا شر مستطير ولكن لا بد منه.
الروس لهم موقف راسخ لا يتغير من الحقوق الفلسطينية، كما أن لهم موقفاً في غاية الوضوح من القدس... «القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين».. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ومع التسليم بمحدودية القدرة الروسية في التأثير على إسرائيل في هذا الأمر، إلا أن الفلسطينيين يعتبرون الموقف الروسي بمثابة شهادة إثبات دولية على حقهم في المدينة المحتلة، مثلما يعتبرون تنامي النفوذ الروسي في الشرق الأوسط بمثابة وعد بتأثير ولو مستقبلياً على التسوية حال طرحها للتداول الفعلي.
ولا شك أن روسيا تدرك وربما أكثر من غيرها أهمية الورقة الفلسطينية في لعبة النفوذ في الشرق الأوسط، وإن لم تستطع لعب هذه الورقة في الوقت الراهن بحكم اعتبارات كثيرة منها التحفظ الأميركي والإسرائيلي، ومنها كذلك التفرغ لإدارة حرب معقدة في سوريا، إلا أن الاحتفاظ بها وإضافتها إلى الرصيد الاستراتيجي، وانتظار مناخ مواتٍ لتفعيلها يبدو أساسياً في سياسة دولة عظمى تعتبر اتساع النفوذ مبدأً راسخاً لا يصح إهماله والتخلي عنه، وتقدير روسيا للوضع في هذا السياق يتماثل مع تقدير جميع دول البريكس، التي تشكل ثُلث سكان الكرة الأرضية، فهذه الدول التي تعترف بحقوق الفلسطينيين وتواصل التصويت لصالحهم في كل المنتديات والمحافل، تدرك أن لا تسوية مضمونة أو جدية تلوح في الأفق، وبالتالي لن ينخرطوا في تنافس لا على الرعاية ولا على المشاركة، أي أنهم لن يذهبوا بأرجلهم ولن يهدروا طاقاتهم في أمر لا طائل منه، والجميع كذلك يشعرون برضا الضمير حين يصبح الفشل صناعة أميركية، فلا لوم عليهم بل ترفع القبعة لتعاطفهم مع الفلسطينيين حتى لو تجسد هذا التعاطف بمساعدات محدودة كتلك التي قدمتها الهند في الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء مودي لرام الله.
استمعت إلى تصريح أعجبني لسفير فلسطين النشيط في موسكو، حيث قال إن الرئيس بوتين طلب منه العمل على توفير إمكانيات عملية لاستقبال مليون سائح روسي في فلسطين، وهذا إلى جانب المنح الدراسية يبدو مفيداً للفلسطينيين وهذا ما يكفي حتى الآن.

نقلا عن الحياة اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا والتسوية الفلسطينية روسيا والتسوية الفلسطينية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon