توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عباس والخلافة الغامضة

  مصر اليوم -

عباس والخلافة الغامضة

بقلم - نبيل عمرو

منذ تأسيس منظمة التحرير، وإلى أن رحل ياسر عرفات، كان هنالك مرشحون تلقائيون لخلافة الرئيس.
في الأيام الأخيرة للشقيري كان المرشح التلقائي ياسر عرفات وهذا ما حدث، وفي الأيام الأولى والأخيرة كان المرشح التلقائي لخلافة عرفات رجل اصطلح العالم على تسميته بالرجل الثاني... صلاح خلف «أبو إياد»، ومرشح يقف خلفه وكان من كبار الساسة والمثقفين العرب واسمه خالد الحسن «أبو السعيد»، وحين توفي الرجلان وشيعهما ياسر عرفات، صار المرشح التلقائي محمود عباس، بفعل كونه واحداً من التاريخيين المؤسسين، وأضيف إلى ذلك ميزة ربما تكون الأهم، وهي قيادته للمحادثات السرية التي أدت إلى اتفاقات أوسلو، ومَن غير قائد هذه العملية يصلح ليخلف عرفات، لتنفيذها أو إنقاذها من الانتهاء.
وبسلاسة لا يحدث مثلها حتى في أهم الديمقراطيات الغربية، حلّ عباس محل الراحل عرفات في كل المهام التي كانت مسندة إليه وهي على الأقل أربع رئاسات دستورية.
الوضع هذه الأيام اختلف كثيراً بل وكثيراً جداً، فلم يعد عند الفلسطينيين مرشح تلقائي، ولم يعد لديهم مجلس تشريعي قريب من البرلمان، وحتى منظمة التحرير التي فتكت بها الانقسامات والانهيارات، لم تعد مؤهلة لاختيار خليفة محسوم، وهذا الوضع فتح الباب واسعاً أمام كل من له صلة بالوضع الفلسطيني، كي يستنتج وفق فهمه من سيكون الرئيس الخليفة، وكيف يمكن أن يتم اعتماده، وفي هذا السياق طرحت أسماء كثيرة ووضعت سيناريوهات لمصلحة هذا الاسم أو ذاك، وسربت أخبار، وفي بعض الأحيان صريحة، حول رغبة دول معينة بمرشح معين، فتشكلت على الفور معارضة شعواء لمن اقترح اسمه، وتكاثر الذين يقفون على رؤوس أصابعهم للدخول في بازار الرئاسة، فكان أن جرى تضليل فوضوي للشعب الفلسطيني الذي يسأل كالآخرين عن الخليفة، وتضليل للكثير من الدول التي تظن أجهزة مخابراتها أنها متمكنة في معرفة الكيمياء الفلسطينية، بينما واقع الأمر يقول إن كل شيء معروف عن الفلسطينيين إلا كيمياء توليد الزعامات وتكريسهم.
ما العمل إذن؟ صار بديهياً أن الرئيس الفلسطيني ليس صناعة فلسطينية خالصة، وأن هنالك ناخبين غير الفلسطينيين لهم دور فعّال بنسبة ما في من يكون وحتى كيف يعمل، والناخبون غير الفلسطينيين هم المؤثرون في المعادلة السياسية التي قد تتبلور بصورة أوضح حين يطرح المشروع الأميركي للتسوية، غير أن هؤلاء الناخبين وهم دول وأجهزة وقوى لا يستطيعون وضع العربة أمام الحصان فهم بحاجة إلى شرعية فلسطينية يسترون بها تدخلهم في هذا الأمر، وهذه الشرعية لا تكون بالتوريث أو التعيين أو التلفيق، بل لها مدخل واحد ووحيد هو الانتخابات العامة، فلا مصداقية لرئيس إلا إذا حظي بهذه الشرعية التي تشكل الجزء الأول من المعادلة أما الجزء الثاني فهم الناخبون من غير الفلسطينيين، ودورهم في هذه العملية أن يضمنوا انتخابات حقيقية، وأن يمكنوا الرئيس المنتخب من أن يكون رئيساً حقيقياً بدعمه بعد انتخابه، ومعروف أن المحيط هو من يوفر للرئيس قدرة معقولة على أن يكون رئيساً فعالاً.
ليس أمام الفلسطينيين والمهتمين بشأنهم إلا أن يعتمدوا هذه الصيغة، فلا مصداقية لرئيس لا يأتي من خلالها.
المجلس الوطني الفلسطيني المنهك والمتعب سينعقد خلال شهرين، وهو على أي حال الشرعية الدستورية المتبقية من كل الشرعيات الفلسطينية، وبمقدوره أن يحسم هذا الأمر بتحديد موعد إلزامي لانتخابات رئاسية وتشريعية، وعلى من يرغب في رؤية شريك فلسطيني حقيقي أن يدعم هذا الاتجاه وإلا سيجد الجميع نفسه أمام فوضى قيادية لا يعرف أحد متى وكيف تعالج.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عباس والخلافة الغامضة عباس والخلافة الغامضة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon