توقيت القاهرة المحلي 19:25:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ريما دودين

  مصر اليوم -

ريما دودين

بقلم: نبيل عمرو

بعيداً عن الزهو والتباهي بما وصلت إليه الفلسطينية الأصل ريما دودين من مكانة مرموقة على قمة العالم – البيت الأبيض - مع أنها تستحق أن يتباهى بها؛ فإن ريما بالنسبة لي أثارت قضية بالغة الحيوية والأهمية وحتى الإلحاحية، عنوانها: كيف يتعامل العرب في أميركا مع وضعهم، والفرص المتاحة لهم للمشاركة في الحياة السياسية؟ هل هم أميركيون من أصل عربي، أم عرب يعيشون في أميركا، ولا همَّ لهم إلا لقمة العيش بعيداً عن المؤسسات الأميركية التي تصنع السياسة في الدولة العظمى؟
بعض العرب - ومنهم فلسطينيون كثر - تعاملوا مع وضعهم بوعي كأميركيين من أصل عربي، واستفادوا من الفرص المتاحة لهم لإثبات فاعليتهم على مستوى الحياة الأميركية الحزبية والأكاديمية والثقافية والرسمية، مع احتفاظهم بالولاء الفطري للأصل.
وفي أميركا مساحات واسعة تستدعي الأذكياء لاستخدامها والصعود منها وفيها، إلى أعلى المراتب وأكثرها فاعلية، وصل المقدسي سنونو إلى موقع مدير البيت الأبيض، الأشبه برئاسة الوزراء في بلدان أخرى. ووصل إدوارد سعيد إلى أن يشار إليه كأهم مثقف في الولايات المتحدة، ووصل إبراهيم أبو لغد إلى المكانة ذاتها، وبالتأكيد هنالك غيرهم الكثير الكثير ممن نعرف ولا نعرف.
أما ريما دودين، ولكي نعرف كيف شقت هذه الفتاة الفلسطينية طريقها إلى البيت الأبيض كموظفة رئيسية، فلنقرأ تفاصيل مسيرتها في الحياة الأميركية، لنجد أنها فتاة تعبت على نفسها في مجال تأهيل ذاتها، من طالبة مجتهدة إلى ناشطة اقتحمت أهم المراكز والمواقع المؤثرة في الحياة الأميركية على مختلف مجالاتها. اندمجت في الواقع الأميركي، وعرفت كيف تترجم العنوان، أميركية تماماً من أصل فلسطيني عربي، ونجحت بامتياز في الإفادة من الفرص التي ينتجها النظام الأميركي أمام كل من يحمل جنسيته، بصرف النظر عن شجرة عائلة المنشأ، فالمهم هنا هو الكفاءة أولاً وأخيراً.
لا أتوقع دوراً سياسياً مباشراً لريما، كما يتصور المتحمسون، ولن تكون مندوبة للفلسطينيين في البيت الأبيض، إنها بالضبط مساعدة مهمة للرئيس بايدن، وأقصى ما تستطيع فعله في المجال السياسي أن تقول كلمة موضوعية لمصلحة العدالة حين لا تتعارض مع سياسة رئيسها، أو حين تُسأل.
إنسانياً وحتى غرائزياً، لا نستطيع منع أنفسنا من الزهو بوصول شابة فلسطينية ذكية وجميلة ونشيطة إلى أي موقع رفيع المستوى في أي دولة أجنبية، فما بالك بأميركا والبيت الأبيض! إلا أن ما يتعين عليها فعله في موقعها المهم هي وحدها من يقرره، فهي أميركية من أصل فلسطيني، ولها منا تمني النجاح فيما اختارت لنفسها وفيما وصلت إليه.
بالمناسبة، أقرأ كثيراً عن شبان وشابات فلسطينيين وعرب؛ خصوصاً أولئك الذين وُلدوا في أميركا وترعرعوا في بيئتها، وأجادوا لغتها، وتعرفوا على الطرق المؤدية إلى إثبات فاعليتهم في البناء الأميركي الضخم.
إنهم كثيرون، ويزدادون باستمرار، ومع إتقانهم لأداء «أميركيتهم» فإنهم يتقنون كذلك دورهم الإعلامي والسياسي، ويتمكنون من إقناع كثيرين بعدالة قضية أهلهم.
نحن في زمن يراكم الأذكياء فيه مزايا، ويتقدمون، ويهدد فيه الأغبياء ما راكمه الأذكياء، ويخسرون ويخسرون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ريما دودين ريما دودين



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك يشوّق جمهوره لـ مطعم الحبايب

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبايات ملونة لمظهر أنيق

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 07:24 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عدد الغرف الفندقية في دبي إلى 151.4 ألف غرفة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon