توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اليوم التالي للمنطقة

  مصر اليوم -

اليوم التالي للمنطقة

بقلم: نبيل عمرو

منذ اندلاع حرب غزة، وعلى نحو مبكر، ظهر مصطلح «اليوم التالي»، وجرى نقاش دولي واسع حوله، قادته الدبلوماسية الأميركية، كأن الحرب على غزة حُسمت في أيامها الأولى ولم يبقَ سوى ترتيب أوضاعها فيما بعد الحرب.

نتنياهو وحده لم ينجرّ إلى هذا النقاش، رغم الإلحاح الأميركي عليه، فارضاً أجندته الحربية على الجميع، وعنوانها: «بعد النصر المطلق، لكل حادثٍ حديث».

على مدار السنة، التي لا تزال الحرب مشتعلة فيها وقد ولّدت حرباً مماثلة في قوة النار والدمار على الجبهة الشمالية، يواصل نتنياهو اعتناقه أجندة «النصر المطلق»، ولكن هذه المرة على الشرق الأوسط كله، معلناً، بالقول والفعل، أن أي مبادرة، كي يقبل بها، لا بد من أن تكون محطةً على طريق نصره المنشود.

تَواصُل الحرب على غزة وتواصُل الاشتعالات جرّاءها في كثير من مناطق الشرق الأوسط، وأكثرها سخونة الآن الجبهة الشمالية، ألقى ظلالاً على سؤال «اليوم التالي بشأن غزة»، ليحل محله سؤالٌ أكبر منطقية وإلحاحاً: ما «اليوم التالي لاشتعالات الشرق الأوسط» وكيف يكون؟

هل ستتواصل «إدارة الأزمات» بما يؤدي إلى انفجارها في وقت ما - وهذا ما حدث فعلاً على امتداد القرنين العشرين والحادي والعشرين - أم يذهب العالم نحو جهدٍ جديد أكبر فاعلية ويوفر هدوءاً مستداماً على مستوى المنطقة بأسرها؟

بعد حرب الخليج الثانية فُتح ملف القضية الفلسطينية على الحل، ونُظّم «مؤتمر مدريد» ومحادثات واشنطن وأوسلو السرية، وأدى ذلك كله إلى مشروع سلام دولي، كان واعداً في بداياته، ثم ما لبث أن انهار، ليتحول السلام المنشود إقليمياً ودولياً إلى حالة حربٍ هي الأشدّ دماراً وإراقة للدماء من كل الحروب التي سبقتها، ويُستخلص من ذلك كله أن القضية الفلسطينية إن لم تجد حلاً جذرياً ترى كل الأطراف مصلحةً لها فيه، فالحرب هي البديل، وهذا ما حدث ولا يزال يحدث؛ ليس في فلسطين وحدها، بل على مساحات أوسع من الشرق الأوسط.

سؤال «اليوم التالي للمنطقة» أُجيبَ عنه بصورةٍ يُتوقع أن تكون أكبر فاعلية ونجاعة من كل ما سبقها من جهودٍ ومبادرات، والمعني هنا تحديداً الجهد السعودي، الذي بدأت مقدماته الأولية في نيويورك لينطلق رسمياً وفعلياً من الرياض.

المناخ مُواتٍ لانطلاقةٍ فعّالة هذه المرة، وما أعنيه بالمناخ هو الإجماع الدولي على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة أضحى ضرورة حتميةً للهدوء والاستقرار في المنطقة، وأن الوقت حان لمغادرة «إدارة الصراعات» نحو «حلها جذرياً».

في الماضي وُلدت «المبادرة السعودية للسلام»، التي تحولت إلى «عربية إسلامية»، غير أن «العواصف العاتية» التي هبّت على الشرق الأوسط، و«التجاهل» الأميركي والإسرائيلي لها، لم يوفرا للمبادرة ما تحتاج إليه من مقوّمات فعلية لتطبيقها. أمّا ما يجري عمله الآن، وبعد كل الكوارث التي حلّت بالمنطقة، ومنها ما هي فيه الآن، فيستحق الرهان عليه، ويستحق أن يكون جواباً عن سؤال «اليوم التالي»؛ ليس بشأن غزة فقط، وإنما بشأن المنطقة كلها.

البداية واعدة، والاحتشاد الدولي معها وفي سياقها وفي جهدها يجسّد أرضية لحلٍ تأخر كثيراً وكانت أثمان الفشل فيه باهظة.

لقد سئِم العالم تكرار مصطلح «حل الدولتين» دون جهدٍ جادٍ لإقامة الدولة التي لم تقم، وآن الأوان لأن ينخرط العالم كله في جهدٍ منظمٍ ومواظَب عليه لتحقيق ما لم يتحقق. الأمر ليس ميكانيكياً ولا سهلاً، ولكن حين تكون الجدية والإعداد المتقن هما الأساس، فلنتوقع نجاحاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليوم التالي للمنطقة اليوم التالي للمنطقة



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon