توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصافحة الجزائر... ما قبلها وما بعدها

  مصر اليوم -

مصافحة الجزائر ما قبلها وما بعدها

بقلم - نبيل عمرو

للجزائر إيقاع إيجابي دائم عند العرب، والفلسطينيين بالذات. ذلك مستمد من تاريخ مجيد أحرز فيه شعب الجزائر انتصاراً كبيراً قدّم من أجله أكثر من مليون شهيد، فصار أمثولة لكل الشعوب المناضلة من أجل الحرية والاستقلال.
احتفلت الجزائر بعيد الاستقلال، وإلى جانبه وفي أجوائه العاطفية، احتفلت بمصافحة جرت بين هنية وعباس، حتى أن أحد المولعين باستخدام جملة الحدث التاريخي، وصف المشهد بأنه كذلك.
الجزائر في حياة الفلسطينيين دولة مستقرة في تبنيهم ودعمهم، ثم هي منتجة الشعار الذي أطلقه الراحل هواري بومدين: «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة». وحين كانت التقلبات السياسية تمنع عنهم عقد برلمانهم الصعب المسمى «المجلس الوطني» في عواصم قريبة، كانت الجزائر جاهزة؛ ليس في تأمين المكان؛ بل في أمر الحماية والنجاح.
حُسن النية والمقصد عند الجزائر ليسا محل نقاش أو اختبار، ولو كانت الأمور تعالج بالنيات والأمنيات لأُنجزت وحدة الفلسطينيين منذ زمن طويل، أي الزمن الذي اشتغلت فيه مصر على هذه المسألة، واشتغل معها كثير من العواصم العربية وغير العربية، والناتج الوحيد الذي نجم عن هذا الجهد أن عناقاً وذرف دموع كان يجري في العواصم المضيفة، وما إن يعود المتعانقون والباكون على الوحدة ومصير الوطن إلى ديارهم، حتى يقف كلٌّ على سلاحه، وكأنهم في سباق على من يبعد فرص المصالحة ويحولها من انقسام إلى انفصال.
لا أستبعد أن تبدأ الجزائر جولات جديدة من «حوار الأشقاء»، فمن توجه له دولة المليون شهيد دعوة لن يعتذر عنها، ولن يفوت فرصة الاستمتاع بالضيافة الجزائرية المجربة، ففندق الأوراسي التاريخي يتسع لكل القادة المنقسمين، وتتسع ردهاته الفسيحة لسهرات وحوارات تمتد حتى الصباح. لعل كل مختلف عن الآخر يثبت أنه على حق، وأنه أكثر حرصاً من الجالس قبالته على الثوابت الوطنية التي يجري التفريط فيها، وآن الأوان لاستعادتها.
احتفلت الجزائر المستقلة بعيد مستحق، واحتفلت كذلك بمصافحة صُورت كأنها طوت صفحة الانقسام ووضعته وراء الظهر؛ ألم توصف بالتاريخية؟
ومع كل التقدير لحسن نية وصدق الجزائر، فإن الفلسطينيين الذين يعيشون في أرض الانقسام وتحت كابوس الاحتلال وانسداد الآفاق، لم يشاطروا من وصفوا المصافحة بالتاريخية رأيه وتفاؤله واستخلاصاته؛ بل استذكروا حفلات العناق التي جرت في العواصم، فإذا بها بعد العودة إلى الديار تطيل عمر الانقسام، وتمده بمقومات التحول إلى انفصال.
كل من أدلى بدلوه في حكاية المصالحة الفلسطينية كان مخلصاً في مسعاه، فليس من مصلحة لأي دولة شقيقة أو صديقة أن يتواصل انقسام أجهز على صورة الشعب الفلسطيني أمام أصدقائه قبل خصومه، وأحرج الحلفاء الذين لا يزالون يرفعون لواء الحق الفلسطيني وحتمية أن يصل إلى أصحابه، ويرون الانقسام ثغرة واسعة تهرّب كل الجهد والتضحيات التي بذلت لنصرة هذا الحق، وتقضي على الإنجازات التي تحققت على مدار عقود، حتى بدت الآن كما لو أنها لم تكن.
منطق معكوس يبدو أنه كلمة السر، فالوسطاء أكثر إخلاصاً لقضية الوحدة الفلسطينية من الأقطاب صناع الانقسام، لهذا كانت الاحتفالات والآمال تنبت في عواصم الوسطاء لتموت في أرض الوطن، فهل نأمل في أن المصافحة الجزائرية ستكون استثناءً عن كل ما حدث؟ «الله أعلم».
أمر آخر وأخير في هذا الشأن، بدا لي أن الرئيس محمود عباس لم يكن سعيداً بالمشهد، فالرجل وفق حساباته واتجاهاته ينتظر الرئيس بايدن، ويحضر نفسه لنيل بعض المزايا منه، أما حكاية هنية ومعسكره فهي ليست في البال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصافحة الجزائر ما قبلها وما بعدها مصافحة الجزائر ما قبلها وما بعدها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon