توقيت القاهرة المحلي 04:53:34 آخر تحديث
الثلاثاء 29 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

المشهد اللبناني... واليوم التالي للمنطقة

  مصر اليوم -

المشهد اللبناني واليوم التالي للمنطقة

بقلم: نبيل عمرو

الجهد الذي بُذل لإخراج لبنان من حالته الكارثية التي تردَّى إليها قبل فض ارتباط «حزب الله» بالحرب على غزة، وأطرافه: السعودية، وأميركا، وفرنسا، تكلل بنجاحٍ كان تصوره أقرب إلى المستحيل.

ورغم الاختلاف في طبيعة أزمات المنطقة، ومؤثرات السلب والإيجاب فيها، فإن النجاح في لبنان يصلح للإفادة منه والبناء عليه، لإحراز نجاحات مماثلة حيال أزمات أخرى تجسد بمجموعها حالة الشرق الأوسط المشتعل.

وقبل أن نتوقع استنساخاً تلقائياً للنجاح في لبنان، فلنقرأ العوامل المساعدة التي أدَّت إليه، ويمكن اختصار أهمها في ثلاثة:

أولها: توفر الحاضنة اللبنانية التي بُنيت عليها فاعلية الجهد السعودي والأميركي والفرنسي.

وثانيها: تقليص النفوذ الإيراني المعطِّل، وأساسه ما حدث في سوريا.

وثالثها: تنسيق السياسات بين أطراف الجهد الثلاثي، ولكل طرف نفوذه المؤثر في الحالة اللبنانية، كما لكل طرف حساباته المتصلة بمصالحه وأجنداته على مستوى المنطقة.

الحاضنة اللبنانية التي تهيأت لاستقبال وإنجاح الجهد الثلاثي، توفرت بأغلبية قريبة من الإجماع حول إنقاذ البلد، من خلال استعادة شرعية نظامه السياسي، ولا يُنكَر دور رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الإعمال السيد نجيب ميقاتي، والسيد وليد جنبلاط، بحيث أدى تعاونهم إلى النجاح الذي استُكمل بحضور الغائب، بما يمثل «رئيس الجمهورية».

الحاضنة اللبنانية التي أدت دورها بإتقان، أنتجت مشهداً تاريخياً بهر العالم، حين انتخب البرلمان اللبناني في مبناه العريق ببيروت رئيساً للجمهورية، الذي بدوره أدى خطاباً تاريخياً يبشِّر بوداع لبنان الأمس للذهاب إلى لبنان الغد. وكان أفضل ما فيه جرأة معالجة مسألة فوضى السلاح، واستقواء الداخل بالخارج في الصراع الداخلي المدمر للوطن والدولة والمجتمع.

أما الأميركيون فينفردون بقدرة الضغط على إسرائيل؛ حد إلزامها بالتعاطي إيجابياً مع قرار مجلس الأمن 1701، بما سيؤدي -رغم الاختراقات المحدودة- إلى أن يُطبَّق بصورة نهائية؛ بحيث لا يُرى أي وجود احتلالي إسرائيلي على الأراضي اللبنانية، ذلك دون استبعاد احتمال فتح ملف ترسيم الحدود البرية ومزارع شبعا للبحث.

أما الطرف الفرنسي، فرغم قلة إمكاناته -بالقياس للإمكانات الأميركية والسعودية- فإن له دوراً معنوياً تاريخياً بالغ الأهمية والتأثير على مستوى لبنان كله.

المملكة العربية السعودية -كما بدا جلياً منذ بداية الحرب على غزة وحتى ما قبلها- لم ترتجل مواقفها السياسية إزاء قضايا المنطقة بدوافع آنية أو عاطفية؛ بل وضعت سياستها العامة الداخلية والخارجية انطلاقاً من مصالحها الوطنية، ومسؤولياتها القومية والإسلامية والدولية.

وبالنسبة للملكة التي مارست بفاعلية استقلالية قرارها، وطوَّرت علاقاتها مع دول العالم بما يخدم مصالحها والتزاماتها وتعهداتها، فإن لبنان بالنسبة لها دولة شقيقة، والسعودية مسموعة الكلمة عند كل أقطابها وأطراف حياتها السياسية الداخلية. أليست المملكة مَن أنهت الحرب الأهلية شديدة التعقيد والخطر على لبنان، حين التزم الجميع بمؤتمر الطائف الذي لولا التدخلات الخارجية لما خرج اللبنانيون جميعاً عنه وعن تفاهماته وقرارته؟

المشهد اللبناني الذي تُوِّج بانتخاب الرئيس، واستكمال حلقات الشرعية الدستورية للبلد والنظام، يصلح لأن يكون إلهاماً لدول العالم جميعاً، بما في ذلك أميركا ترمب، وأوروبا، وروسيا، والصين، بأن تكون الخطوات التالية: وقف الحرب على غزة، وتهيئة المناخ لعمل المبادرة السعودية الدولية الهادفة إلى إقامة الدولة الفلسطينية في إطار حل الدولتين، وذلك ما يبدو ممراً حيوياً -ولا أقول إجبارياً- لبلوغ الأمن والاستقرار في المنطقة كلها.

إن توفر الإرادة هو أساس أي إنجاز، وهذا ما أثبته المشهد اللبناني وروافعه السعودية والفرنسية والأميركية، وما يؤمَّل أن يكون بداية للأيام التالية على مستوى المنطقة وقضاياها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشهد اللبناني واليوم التالي للمنطقة المشهد اللبناني واليوم التالي للمنطقة



GMT 04:53 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

ننتظر تسجيلات السنوار بعد عبد الناصر

GMT 04:48 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

إنهاء الهيمنة الحوثية

GMT 04:46 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

عبد الناصر يدفن عبد الناصر

GMT 04:44 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

الإنسانية ليست استنسابية

GMT 04:42 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

معركة استقرار الأردن

GMT 04:40 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

الشرق الأوسط والاستثمار في منطق الدولة

GMT 04:37 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

قصة الكنز العظيم (1)

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 04:18 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أبرز الأعمال الدرامية التي عُرضت خلال عام٢٠١٩

GMT 04:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارة كهربائية خارقة جديدة من دودج بمدى سير يتجاوز 500 كم

GMT 03:09 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

تحصيل 135 ألف جنيه مستحقات 3 عمال مصريين في جدة

GMT 19:29 2021 الأحد ,21 آذار/ مارس

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا بنسبة 0.52%

GMT 09:15 2021 الخميس ,04 آذار/ مارس

احتفالية خاصة لشيكابالا قبل مواجهة الترجي

GMT 04:06 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حادث مروع لغروجان يتسبب في توقف سباق البحرين

GMT 22:39 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مريض نفسيا يمزق والدته وشقيقته ويصيب زوجها في حدائق الأهرام

GMT 11:18 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط ينزل بفعل ارتفاع إصابات كورونا

GMT 00:31 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

بارتوميو يكشف أنه لم يفكر في الاستقالة من رئاسة برشلونة

GMT 10:02 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فرنسا تقسو على أوكرانيا وديا بسباعية

GMT 16:46 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

ساوثجيت يجرب الوجوه الجديدة في مواجهة ويلز

GMT 19:37 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

ألمانيا تسجل 1798 إصابة جديدة بكورونا و17 وفاة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon