توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البند المتبقي من بنك الأهداف

  مصر اليوم -

البند المتبقي من بنك الأهداف

بقلم - نبيل عمرو

دق الرئيس ترمب المسمار الأخير في العلاقات السياسية الرسمية بين إدارته والقيادة الفلسطينية، بحيث لم يبقَ من هذه العلاقة إلا بعض قنوات ضيقة، يمر منها دعم وتنسيق أمني، ربما يتلاشى في أي لحظة.

بعض الفلسطينيين الذين تعودوا على الاستناد إلى الجدار الأميركي، يخترعون لأنفسهم نوافذ أمل، إن لم تعد شهر العسل الوهمي إلى سابق عهده، فهي ربما تخفف من ثقل القطيعة والجفاء، والتي وصل أخيراً إلى عداء أكثر شراسة من عداء اليمين الإسرائيلي.

رهانان أراهما لا يفيان بالغرض، يجري تداولهما في أوساط الطبقة الفلسطينية الرسمية: أن يسقط ترمب، إما بتفوق كاسح لخصومه في الكونغرس بعد الانتخابات النصفية الوشيكة، وإما أن يدان قضائياً؛ بحيث تصبح إقالته تحصيل حاصل، وكلا الرهانين إلى جانب أنهما غير مضمونين، فإن قراءة موضوعية لما يمكن أن تفعله أميركا حال غياب ترمب تبدو ضرورية، لترشيد الرهانات وعدم الوقوع في خطأ الحسابات.

دعونا نفترض أننا صحونا ذات يوم قريب، وإذا بترمب في بيته أو ينتظر محاكمة قضائية، فما الذي ستفعله الإدارة الجديدة؟

الأصح هنا أن يشار إلى الذي لن تفعله، فهي أولاً لن تلغي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولن تعيد السفارة الأميركية إلى تل أبيب، ولن تفتح الخزانة الأميركية على مصراعيها لإنقاذ «الأونروا»، والإغداق على السلطة الفلسطينية، ولن تعتذر عن إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ولن توجه إنذاراً لإسرائيل بوقف الإجراءات الاستيطانية والإلحاقية في القدس وغيرها، وستؤكد على اعتبار أن قانون القومية الذي سنه الكنيست كنظام أساس وإن كان ليس نموذجياً، فإنه شأن إسرائيلي داخلي تماماً، كما قالت السيدة موغيريني للسيد أيمن عودة بعد الاجتماع التاريخي به قبل أيام.

إذن أصل الحكاية ليس ترمب، وإنما قوة التأثير الإسرائيلي في القرارات الأميركية المتصلة تحديداً بالشأن الفلسطيني.

لو تمت الإطاحة بترمب، وهذا احتمال يوازيه بدقة بقاؤه حتى انتهاء ولايته، فإن قلوب الفلسطينيين ستبرد، مثل قلوب غيرهم ممن ألحقت قرارات ترمب وسياساته أذى بمصالحهم، وعلى رأس هؤلاء فيما يبدو الدولة العملاقة المسماة الصين، وعلى نحو متفاوت الدول الأوروبية التي تتزامل مع ترمب في منظومة الأطلسي، وحتى المكسيك وكندا ستشعران بالراحة، والاستفادة الأكيدة ممن يخلفه إذا كان أعقل منه.

الخاسر تماماً سيظل الفلسطينيين، الذين لا يمتلكون أوراقاً ضاغطة، كتلك التي يمتلكها من ألحق بهم ترمب الأذى الاقتصادي أولاً والاستراتيجي أخيراً.

يسود الأوساط السياسية الفلسطينية شعور لا تكفي اللغة لتبديده، وهو ما الذي تبقى ليفعله ترمب قبل «الإطاحة به»؟ وهل إغلاق المكتب في واشنطن سيكون البند الأخير في بنك الأهداف الأميركية ضد الفلسطينيين؟

يبدو أن ما تبقى سيكون الأخطر، وهو تطبيق مبدأ «سنفرض صفقة القرن، رضيت القيادة الفلسطينية أم أبت، تعاونت أو لم تتعاون»، وهذا المبدأ ربما يجرد الفلسطينيين في حال تطبيقه من قوى فعّالة، كانت تستند إليها في كل المنعطفات الصعبة، وما أكثرها في حياتهم.

حتى الآن الأمر مجرد خوف وخشية وقلق، وربما يكون أخطر من ذلك لو بقي ترمب على موقفه، فكل أمر سلبي لا يمكن استبعاده مع هذا الرجل.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البند المتبقي من بنك الأهداف البند المتبقي من بنك الأهداف



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon