توقيت القاهرة المحلي 20:50:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البند المتبقي من بنك الأهداف

  مصر اليوم -

البند المتبقي من بنك الأهداف

بقلم - نبيل عمرو

دق الرئيس ترمب المسمار الأخير في العلاقات السياسية الرسمية بين إدارته والقيادة الفلسطينية، بحيث لم يبقَ من هذه العلاقة إلا بعض قنوات ضيقة، يمر منها دعم وتنسيق أمني، ربما يتلاشى في أي لحظة.

بعض الفلسطينيين الذين تعودوا على الاستناد إلى الجدار الأميركي، يخترعون لأنفسهم نوافذ أمل، إن لم تعد شهر العسل الوهمي إلى سابق عهده، فهي ربما تخفف من ثقل القطيعة والجفاء، والتي وصل أخيراً إلى عداء أكثر شراسة من عداء اليمين الإسرائيلي.

رهانان أراهما لا يفيان بالغرض، يجري تداولهما في أوساط الطبقة الفلسطينية الرسمية: أن يسقط ترمب، إما بتفوق كاسح لخصومه في الكونغرس بعد الانتخابات النصفية الوشيكة، وإما أن يدان قضائياً؛ بحيث تصبح إقالته تحصيل حاصل، وكلا الرهانين إلى جانب أنهما غير مضمونين، فإن قراءة موضوعية لما يمكن أن تفعله أميركا حال غياب ترمب تبدو ضرورية، لترشيد الرهانات وعدم الوقوع في خطأ الحسابات.

دعونا نفترض أننا صحونا ذات يوم قريب، وإذا بترمب في بيته أو ينتظر محاكمة قضائية، فما الذي ستفعله الإدارة الجديدة؟

الأصح هنا أن يشار إلى الذي لن تفعله، فهي أولاً لن تلغي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولن تعيد السفارة الأميركية إلى تل أبيب، ولن تفتح الخزانة الأميركية على مصراعيها لإنقاذ «الأونروا»، والإغداق على السلطة الفلسطينية، ولن تعتذر عن إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ولن توجه إنذاراً لإسرائيل بوقف الإجراءات الاستيطانية والإلحاقية في القدس وغيرها، وستؤكد على اعتبار أن قانون القومية الذي سنه الكنيست كنظام أساس وإن كان ليس نموذجياً، فإنه شأن إسرائيلي داخلي تماماً، كما قالت السيدة موغيريني للسيد أيمن عودة بعد الاجتماع التاريخي به قبل أيام.

إذن أصل الحكاية ليس ترمب، وإنما قوة التأثير الإسرائيلي في القرارات الأميركية المتصلة تحديداً بالشأن الفلسطيني.

لو تمت الإطاحة بترمب، وهذا احتمال يوازيه بدقة بقاؤه حتى انتهاء ولايته، فإن قلوب الفلسطينيين ستبرد، مثل قلوب غيرهم ممن ألحقت قرارات ترمب وسياساته أذى بمصالحهم، وعلى رأس هؤلاء فيما يبدو الدولة العملاقة المسماة الصين، وعلى نحو متفاوت الدول الأوروبية التي تتزامل مع ترمب في منظومة الأطلسي، وحتى المكسيك وكندا ستشعران بالراحة، والاستفادة الأكيدة ممن يخلفه إذا كان أعقل منه.

الخاسر تماماً سيظل الفلسطينيين، الذين لا يمتلكون أوراقاً ضاغطة، كتلك التي يمتلكها من ألحق بهم ترمب الأذى الاقتصادي أولاً والاستراتيجي أخيراً.

يسود الأوساط السياسية الفلسطينية شعور لا تكفي اللغة لتبديده، وهو ما الذي تبقى ليفعله ترمب قبل «الإطاحة به»؟ وهل إغلاق المكتب في واشنطن سيكون البند الأخير في بنك الأهداف الأميركية ضد الفلسطينيين؟

يبدو أن ما تبقى سيكون الأخطر، وهو تطبيق مبدأ «سنفرض صفقة القرن، رضيت القيادة الفلسطينية أم أبت، تعاونت أو لم تتعاون»، وهذا المبدأ ربما يجرد الفلسطينيين في حال تطبيقه من قوى فعّالة، كانت تستند إليها في كل المنعطفات الصعبة، وما أكثرها في حياتهم.

حتى الآن الأمر مجرد خوف وخشية وقلق، وربما يكون أخطر من ذلك لو بقي ترمب على موقفه، فكل أمر سلبي لا يمكن استبعاده مع هذا الرجل.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البند المتبقي من بنك الأهداف البند المتبقي من بنك الأهداف



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon