توقيت القاهرة المحلي 15:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلسطينيو 48

  مصر اليوم -

فلسطينيو 48

بقلم - نبيل عمرو

ومن المستجدات اللافتة لديهم -الآن- تفشي جرائم القتل في مجتمعهم الذي يتعرض لتحريض عنصري، يرفض وجودهم، فما بالك بمساواتهم.

وإذا كانت إسرائيل تتظاهر تحت شعارات الديمقراطية، وعدم المساس بسلطة القضاء، فإن ما يميز هذا التظاهر عدم شمول توجهاته وشعاراته أمر المساواة، وإن وُجد فليس بالحجم الذي يغري الفلسطينيين في إسرائيل بالمشاركة الواسعة، والتبني المتحمس للحالة وأعلامها وشعاراتها.

هموم فلسطينيي 48، وأساسها شعورٌ جمعي بانعدام المساواة في الحقوق، ولَّدت ظواهر يفترض أن تعاني منها إسرائيل بوصفها دولة ومجتمعاً. فالقتل اليومي المتصاعد والمستمر أفرز يقيناً لدى الفلسطينيين بأن الدولة إن لم تكن ضالعة في التخطيط والتنفيذ، فهي مقصرة وعلى نحو صارخ في معالجته، مع أنها تملك قدرات فائضة لو وُظفت بجدية لانتهت موجة القتل قبل أن تفتك بهذه الأعداد التي تزداد بين عام وعام يليه.

وإذا كانت الجريمة المستمرة في المجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل هي مجرد إفراز لما هو أعمق، فإن سياسيي إسرائيل؛ خصوصاً المتحكمين في القرار، ليسوا مقصرين فقط في مجال إنهاء هذه الظاهرة المرعبة؛ بل عندهم من يغذي وبصورة منهجية شعور الفلسطينيين بالاستهداف، والأمر ليس من خلال التعاطي الرخو واللامبالي في معالجة تواصل جرائم القتل، وإنما في أمور أخرى، لم يكن آخرها قرار وزير المالية سموتريتش، اقتطاع جزء من المخصصات المالية المقررة للمجالس المحلية العربية، ونقل بعضها إلى دعم جهات يهودية متشددة، وذلك بذرائع غير منطقية اختلقها وزير المالية، مفادها أن الأموال التي تخصص للمجالس المحلية العربية تذهب إلى «مافيات» الجريمة المنظمة!

إن قراراً كهذا حتى لو تم التراجع عنه بفعل فداحة عنصريته ولا أخلاقيته، فإنه حقق مردوداً سلبياً عميقاً في نفوس الفلسطينيين، بما في ذلك من ظنوا أن لهم تميزاً إيجابياً لدى الدولة، كبعض الدروز مثلاً.

والفلسطينيون في إسرائيل، رغم التمييز المنهجي الرسمي والتحريض «الميليشياوي» ضدهم، والذي يقوده وزراء في الحكومة، فإنهم يجسدون قوة حقيقية في نسيج الحياة، مهنياً واقتصادياً، فهم ليسوا عالة على الدولة يأخذون ولا يعطون كما يفعل قطاع «الحريديم» مثلاً.

ففي إسرائيل، أينما تذهب: في الطب، والتعليم، والصناعة، والزراعة، والرياضة، والفن، ترى فلسطينيين أكفاء منتجين مبادرين ومتميزين.

إلا أن أمراً ينبغي أن نتوقف عنده للتأمل، وهو متعلقٌ بالطبقة السياسية التي تجسد واجهة المجتمع الفلسطيني في إسرائيل: إن فيروس الانقسام الذي أصاب أبناء جلدتهم وجيناتهم في جوارهم اللصيق، الضفة وغزة، أصابهم وأضاع على نضالهم الصعب من أجل العدالة والمساواة مزايا لا يستهان بها، في مجال النفوذ والفاعلية داخل إسرائيل.

إن كثافتهم البشرية توفر لهم أن يكونوا أكثر تأثيراً بما يخدم حقوقهم وكفاحهم من أجل نيلها، وخصوصاً في المؤسسة الأولى لصناعة السياسات والقرارات «الكنيست».

لقد أوصلهم تعادل القوى الصهيونية الرئيسة في المقاعد إلى حد أن يكونوا بيضة القبان التي من دونها لا تتشكل حكومة، وحدث ذلك لفترة وجيزة ثم انتهى الأمر بالتراجع. والآن فإن آخر استطلاع للرأي جرى أظهر تعادلاً بين القطبين الصهيونيين الرئيسين، ما أعاد للحضور العربي في «الكنيست» مكانته المفقودة، ففي ظل التعادل تعود بيضة القبان الفلسطينية إلى وضعها الفعال، وتنفتح آفاق أرحب لخدمة مصالح العرب الفلسطينيين في إسرائيل، أو على الأقل اعتراض تشريعات وقرارات تمس حقوقهم ومصالحهم.

على الطبقة السياسية، وخصوصاً تلك التي تتنافس للحصول على أكبر عدد من المقاعد في «الكنيست»، أن تجد وسيلة للتوحد، وهذا ما ينقص حتى الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطينيو 48 فلسطينيو 48



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon