توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القانون الذي يحكم دولة إسرائيل وحكوماتها

  مصر اليوم -

القانون الذي يحكم دولة إسرائيل وحكوماتها

بقلم - نبيل عمرو

في إسرائيل، هنالك قانون الرمال المتحركة، المُقرر بشأن الحكومات، من تبقى ومن تغيب، وكثيراً ما كانت الانتخابات العامة تأتي بما لم يكن متوقعاً، حتى لو قدرت استطلاعات الرأي «الدقيقة» عكس ذلك.

أسباب كثيرة لفاعلية قانون الرمال المتحركة، منها قوة أو ضعف الحملة الانتخابية، وقيام الحكومة المهددة بالسقوط بمفاجأة مدوية، إما ضربة قوية للفلسطينيين، أو لمفاعل نووي عربي قيد الإنشاء، وكذلك وجود «بيضة قبان» مرجِحة، حال التوازي في الأصوات ونشوء تحالفات مصلحية لا صلة لها بالمواقف والبرامج السياسية!

وعلى ضوء الخلاصة التي تتبلور بعد إعلان نتائج الانتخابات النهائية تتشكل الحكومات حاملة في داخلها إمكانات عالية لأن لا تستمر، إذ بوسع التشكيل المرجح المسمى بيضة القبان أن يقوض الحكومة ويرسل الجميع إلى انتخابات جديدة، حتى لو بلغت خمس مرات في أقل من خمس سنوات!

في الوقت الراهن... حيث حكومة الأغلبية المريحة، التي ربما توفر لنتنياهو رئاسة لمدة ثلاث سنوات، ظهرت فوق الرمال المتحركة حالة هي الأغرب منذ تأسيس الدولة، قوامها الانفصام بين الأغلبية البرلمانية شبه المضمونة حتى نهاية عهدها، والأغلبية الشعبية التي تبلورت باتجاه معاكس للحكومة، فالبرلمان في جانب والشارع في الجانب المقابل، وهذه الحالة أفرزت احتمالات أن يدفع اليمين صاحب الأغلبية البرلمانية ثمناً باهظاً إذا حدث تطور يؤدي إلى تبكير موعد الانتخابات، وفي حال عدم حدوث هذا «التطور»، وعلى الأرجح وحسب المعطيات الراهنة، ألا يحدث، فإن الاحتمال المرجح حسب حالة الشارع وأرقام الاستطلاعات، أن ينزاح اليمين عن رئاسة حكومة خالصة له، وأن يكون نتنياهو «جوكر» اليمين الرابح دوماً خارج اللعبة، أي أن تكون رئاسته الحالية المهددة بالقضاء، وتراجع الشعبية في الشارع، واحتمالات انشقاقات في معسكره، آخر رئاسة له، وهذا ما سيخلق معضلة كبيرة لقوى اليمين التي لن تجد زعيماً موحداً لقواه، كما كانت عليه الأمور، زمن الزعامات القوية التي تحكمت باللعبة وحافظت على نفوذ اليمين، مثل بيغن وشامير وشارون.

ازدواجية اللعبة البرلمانية، مع تراجع الأغلبية الشعبية، عززا من جديد مكانة العرب المؤثرة في أي تشكيلة حكومية مقبلة، والأمر يتوقف على ارتفاع نسبة التصويت العربي في الانتخابات العامة، وكذلك على تطوير قوة خصوم نتنياهو وائتلافه الذين يتصدرهم الآن غانتس ولبيد، إذ للمرة الأولى يتمكن حزب ناشئ يقوده الجنرال غانتس بالتفوق على حزب «عريق» يتزعمه نتنياهو.

وهنالك عامل آخر يتصل بتصويت الدروز الذين يشعرون على نحو جماعي بخذلان اليمين لهم، بل وبخذلان الدولة لدورهم في تأسيسها والدفاع عنها.

ولأننا في أول عهد الحكومة الائتلافية التي يقودها نتنياهو ويعاني في السيطرة عليها ما يعاني، فإن السنوات الثلاث المقبلة، وإن كانت الأغلبية البرلمانية هي المقرر الوحيد في بقائها أو رحيلها، فإن قانون الرمال المتحركة وهو في الوقت ذاته قانون المفاجآت، ربما يحمل بفعل الثلاث سنوات التي هي العمر القانوني للحكومة الحالية، ما يخالف التوقعات السائدة حتى الآن، فأي مغامرات سيلجأ لها نتنياهو لاستعادة مكانته المتكرسة كقائد كاريزماني لليمين المتشدد؟ أو كعنوان له؟ وأي إخفاقات سيقع فيها خصومه، وهم مشهورون بها، إذ لولا إخفاقاتهم لما عاد لرئاسة الحكومة أصلاً؟ وهل يتراجع التصويت العربي إلى حدود دنيا ما يؤثر حتماً على النتائج وطبيعة الحكومة، واضعين في الاعتبار إسهامهم الحاسم في تقويض حكومة كانت توصف بالاعتدال النسبي لتأتي الحكومة اليمينية الحالية التي قد تعيش كامل مدتها القانونية وهي ليست بالقليلة على أي حال؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القانون الذي يحكم دولة إسرائيل وحكوماتها القانون الذي يحكم دولة إسرائيل وحكوماتها



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon