توقيت القاهرة المحلي 20:57:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القانون الذي يحكم دولة إسرائيل وحكوماتها

  مصر اليوم -

القانون الذي يحكم دولة إسرائيل وحكوماتها

بقلم - نبيل عمرو

في إسرائيل، هنالك قانون الرمال المتحركة، المُقرر بشأن الحكومات، من تبقى ومن تغيب، وكثيراً ما كانت الانتخابات العامة تأتي بما لم يكن متوقعاً، حتى لو قدرت استطلاعات الرأي «الدقيقة» عكس ذلك.

أسباب كثيرة لفاعلية قانون الرمال المتحركة، منها قوة أو ضعف الحملة الانتخابية، وقيام الحكومة المهددة بالسقوط بمفاجأة مدوية، إما ضربة قوية للفلسطينيين، أو لمفاعل نووي عربي قيد الإنشاء، وكذلك وجود «بيضة قبان» مرجِحة، حال التوازي في الأصوات ونشوء تحالفات مصلحية لا صلة لها بالمواقف والبرامج السياسية!

وعلى ضوء الخلاصة التي تتبلور بعد إعلان نتائج الانتخابات النهائية تتشكل الحكومات حاملة في داخلها إمكانات عالية لأن لا تستمر، إذ بوسع التشكيل المرجح المسمى بيضة القبان أن يقوض الحكومة ويرسل الجميع إلى انتخابات جديدة، حتى لو بلغت خمس مرات في أقل من خمس سنوات!

في الوقت الراهن... حيث حكومة الأغلبية المريحة، التي ربما توفر لنتنياهو رئاسة لمدة ثلاث سنوات، ظهرت فوق الرمال المتحركة حالة هي الأغرب منذ تأسيس الدولة، قوامها الانفصام بين الأغلبية البرلمانية شبه المضمونة حتى نهاية عهدها، والأغلبية الشعبية التي تبلورت باتجاه معاكس للحكومة، فالبرلمان في جانب والشارع في الجانب المقابل، وهذه الحالة أفرزت احتمالات أن يدفع اليمين صاحب الأغلبية البرلمانية ثمناً باهظاً إذا حدث تطور يؤدي إلى تبكير موعد الانتخابات، وفي حال عدم حدوث هذا «التطور»، وعلى الأرجح وحسب المعطيات الراهنة، ألا يحدث، فإن الاحتمال المرجح حسب حالة الشارع وأرقام الاستطلاعات، أن ينزاح اليمين عن رئاسة حكومة خالصة له، وأن يكون نتنياهو «جوكر» اليمين الرابح دوماً خارج اللعبة، أي أن تكون رئاسته الحالية المهددة بالقضاء، وتراجع الشعبية في الشارع، واحتمالات انشقاقات في معسكره، آخر رئاسة له، وهذا ما سيخلق معضلة كبيرة لقوى اليمين التي لن تجد زعيماً موحداً لقواه، كما كانت عليه الأمور، زمن الزعامات القوية التي تحكمت باللعبة وحافظت على نفوذ اليمين، مثل بيغن وشامير وشارون.

ازدواجية اللعبة البرلمانية، مع تراجع الأغلبية الشعبية، عززا من جديد مكانة العرب المؤثرة في أي تشكيلة حكومية مقبلة، والأمر يتوقف على ارتفاع نسبة التصويت العربي في الانتخابات العامة، وكذلك على تطوير قوة خصوم نتنياهو وائتلافه الذين يتصدرهم الآن غانتس ولبيد، إذ للمرة الأولى يتمكن حزب ناشئ يقوده الجنرال غانتس بالتفوق على حزب «عريق» يتزعمه نتنياهو.

وهنالك عامل آخر يتصل بتصويت الدروز الذين يشعرون على نحو جماعي بخذلان اليمين لهم، بل وبخذلان الدولة لدورهم في تأسيسها والدفاع عنها.

ولأننا في أول عهد الحكومة الائتلافية التي يقودها نتنياهو ويعاني في السيطرة عليها ما يعاني، فإن السنوات الثلاث المقبلة، وإن كانت الأغلبية البرلمانية هي المقرر الوحيد في بقائها أو رحيلها، فإن قانون الرمال المتحركة وهو في الوقت ذاته قانون المفاجآت، ربما يحمل بفعل الثلاث سنوات التي هي العمر القانوني للحكومة الحالية، ما يخالف التوقعات السائدة حتى الآن، فأي مغامرات سيلجأ لها نتنياهو لاستعادة مكانته المتكرسة كقائد كاريزماني لليمين المتشدد؟ أو كعنوان له؟ وأي إخفاقات سيقع فيها خصومه، وهم مشهورون بها، إذ لولا إخفاقاتهم لما عاد لرئاسة الحكومة أصلاً؟ وهل يتراجع التصويت العربي إلى حدود دنيا ما يؤثر حتماً على النتائج وطبيعة الحكومة، واضعين في الاعتبار إسهامهم الحاسم في تقويض حكومة كانت توصف بالاعتدال النسبي لتأتي الحكومة اليمينية الحالية التي قد تعيش كامل مدتها القانونية وهي ليست بالقليلة على أي حال؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القانون الذي يحكم دولة إسرائيل وحكوماتها القانون الذي يحكم دولة إسرائيل وحكوماتها



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon