توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفاوضات القاهرة... لماذا يتفاءل الوسطاء؟

  مصر اليوم -

مفاوضات القاهرة لماذا يتفاءل الوسطاء

بقلم - نبيل عمرو

ارتفعت نغمة التفاؤل بإحراز صفقة هدنة وتبادل من خلال المحادثات الجارية في القاهرة، فالأمر لا يتعلق بمبادرات إسرائيلية دراماتيكية، ولا بتنازلات فادحة من «حماس»، وإنما بزيادة فاعلية المصريين والقطريين والأميركيين في الضغط، كلٌّ على «من يمون عليه»، لمنع المحاولة الأخيرة من الانهيار، ولكيلا يقف الجميع أمام طريق مسدود؛ بخاصة مع الأخذ في الاعتبار هشاشة الحال في الإقليم بعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، وتهديدات طهران بالرد عليه.

الضغط الأساسي الذي يستطيع إحداث أثر ملموس هو الأميركي الذي أثمر مرونة إسرائيلية في تقليص كثافة النيران في الحرب، والتريث في اجتياح رفح، وزيادة إدخال المساعدات الإغاثية براً وبحراً إلى غزة، أما الموقف المشترك المصري- القطري فلا ينطبق عليه ما ينطبق على وصف الموقف الأميركي، فالدولتان العربيتان لا تختلفان في أمر وقف شامل ودائم لإطلاق النار، مع حتمية الانسحاب الإسرائيلي أخيراً من غزة، وضرورة عودة النازحين الغزيين جميعاً، ومنذ الآن، إلى أماكن سكناهم حتى لو كانت مدمرة بمعظمها.

اللافت بعد أشهر طويلة من رحلة المحادثات الفاشلة بين باريس والقاهرة والدوحة وواشنطن، أن الوسطاء شركاءٌ في اللعبة مع تفاوت في مستوى الحضور المباشر، ولكل طرف منهم أجندته التي يحرص على تحقيقها أو بعض منها.

الأميركيون بحاجة إلى النجاح، لخفض منسوب التوتر الخطر في المنطقة، بينما إدارة بايدن على أبواب انتخابات هي الأكثر مصيرية بشأن فوزها من عدمه، والقطريون الذين يديرون علاقة تكاد تكون احتكارية مع «حماس»، يعدُّون أنفسهم في حالة اختبار فاعلية ونفوذ، في أخطر حالة وصلت إليها الأوضاع في الإقليم والعالم، وهي معنية بالنجاح لتأكيد دورها ونفوذها.

أما مصر، فهي أكثر الأطراف اتصالاً بالحرب؛ إذ اشتعال الحرب على تماس مباشر مع حدودها، وإذا كانت رفح وممر فيلادلفيا هما الأكثر حساسية في الوضع الراهن، فإن غزة ومن كل النواحي هي مسألة أمن قومي رئيسي لمصر، وهذا لم تنتجه الحرب الراهنة؛ بل هي حقيقة تاريخية استراتيجية من الأزل وإلى الأزل.

نغمة التفاؤل التي ارتفعت رغم أن المحادثات لم تُجمَل بعد بصورتها النهائية والرسمية، هي في واقع الأمر انعكاس لحقيقة أن من يوصفون بالوسطاء يدركون أكثر من غيرهم حاجتهم للنجاح، هم ليسوا في الواقع أطرافاً محايدة يؤدون دوراً فنياً؛ بل إنهم أطراف أساسيون في المعادلة، فالنجاح يهمهم كصفقة متصلة تماماً بما بعدها، وما بعدها سيكون الهم الأكبر للجميع والذي لا انفكاك منه.

إن وقفاً لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع سيكون فرصة للبحث فيما يؤرق الأطراف جميعاً حول اليوم التالي الذي لم تظهر ملامحه حتى الآن؛ خصوصاً بعد أن أدرك الأميركيون استحالة تحقيق نتائج حاسمة على الأرض فيما يسميه نتنياهو ويختبئ وراءه «النصر المطلق»، ذلك دفع الأميركيين إلى تصعيد وتظهير دورهم في تحديد خلاصات الحرب، وذلك بالدخول المباشر والمقرر في ترتيبات خلاصاتها وما بعدها.

إن ما هو أكثر تعقيداً من كل ما حدث على مدى الأشهر الستة الماضية، وإلى أن تضع الحرب العسكرية أوزارها، هو ترتيب ما ينبغي أن يُعمَل بعد الحرب. ولقد تحدث الأميركيون كثيراً عن ذلك، ولكن في سياق عموميات ملتبسة وطروحات اختبارية تصل إلى حد الوعد بجعل حل الدولتين هو الخلاصة الحتمية لإطفاء بؤر الاشتعال في الإقليم، ذلك أن مهمات ما بعد الحرب العسكرية لا تتوقف عند غزة وماذا سيفعلون بها، وإنما حول المنطقة بأسرها، وإذا ما أحصينا بؤر التوتر والاشتعال وأجندة كل ساحة من ساحاتها أو كل طرف من أطرافها، وما الذي يمكن تقديمه له من احتياجات، كانت مُلحَّة قبل حرب غزة وتظل كذلك فيما بعدها، ساعتئذ نتعرف إلى تحديات اليوم التالي، ومن هنا تبدو احتمالات النجاح في جولة القاهرة الحالية كمنطلق أولي لما بعد الحرب.

إنه حجر الأساس لذلك اليوم الذي ستبدأ فيه مرحلة جديدة في صراع أو وفاق الشرق الأوسط. ويا لها من مفارقة لم تكن محسوبة ولا متوقعة في يوم من الأيام، أن تكون غزة -وهذا أمر لم يحدث من قبل، وعلى هذا النحو من الجدية وقوة التأثير- هي منطلق ما سيأتي على مستوى المنطقة بأسرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفاوضات القاهرة لماذا يتفاءل الوسطاء مفاوضات القاهرة لماذا يتفاءل الوسطاء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon