توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كافكا.. وكوابيس اليقظة-2

  مصر اليوم -

كافكا وكوابيس اليقظة2

بقلم - بهاء جاهين

 فى أعمال كافكا, يواجه كارل فى رواية «أمريكا» , كما واجه (ك) فى روايتى «المحاكمة» و»القلعة», نفس العالم كابوسى الملامح. والواقع أن فى «أمريكا» عدة كوابيس يقظة ؛ الأول يحتويه الفصل الثالث, والثانى فى الفصل السادس, الذى يتطور إلى كابوس ثالث فى الفصل الذى يليه. وإضافة إلى هذه الكوابيس الرئيسية, يشيع فى الرواية كلها جو الحلم الذى يشبه الحقيقة أو العكس.

ولكن قبل التطرق إلى تلك المواقف, ما الحكاية الأم؟ «أمريكا» تحكى عن مراهق ألمانى فى السادسة عشرة يرسله أبواه إلى خاله چيكوب رجل الأعمال المزدهر فى الولايات المتحدة, على سبيل الهجرة النهائية, هرباً من إثم أو عقاباً عليه؛ لأن المراهق كارل أغوته الخادمة فأنجب منها «ابن سفاح». هذا الموقف الاستثنائى يلد مجموعة كوابيس: فبعد أن أحسن الخال چيكوب وفادة ابن أخته, يدعوه بولاندر صديق الخال لقضاء عطلة نهاية الأسبوع فى منزله الريفى بالقرب من نيويورك, ويصر كارل على قبول الدعوة, رغم عدم تحمس الخال چيكوب. وهناك فى المنزل الريفى تستقبله كلارا ابنة بولاندر, وبعد العشاء تريه كارلا الحجرة التى سيبيت فيها.

وهنا يبدأ السرد الواقعى يتحول إلى كابوس: فالممر الذى يسيران فيه مظلم, وحجرة كارل أشد إظلاماً, وتتحول العلاقة بينهما فجأة من الود الحار وكرم الضيافة إلى عراك بدنى يخسره كارل, وتتركه كلارا فى الحجرة المعتمة بعد أن تصف له الطريق إلى حجرتها. ويقرر كارل مغادرة البيت فوراً والعودة إلى نيويورك, لكنه يتوه ويتخبط فى العتمة حين يحاول العودة إلى البهو حيث يجلس بولاندر مع صديق له. وبعد تخبط طويل ينقذ أحد الخدم كارل ويقوده نحو بهو الاستقبال. ويلقى كارل خطبة طويلة أمام مضيفه مبرراً رغبته الفجائية فى العودة إلى نيويورك بأن خاله لم يكن متحمساً لهذه الزيارة. وهنا يخرج مستر جرين الذى كان يجالس بولاندر خطاباً من جيب سترته ويعطيه لكارل. ويتضح أن الخطاب من خاله چيكوب أرسله له على وجه السرعة مع ذلك الرجل ويصارحه فيه بأنه يُنهى رعايته له لأنه خالف رغبته وذهب لقضاء العطلة فى ذلك المنزل. ويتطور الكابوس من متاهة فى ردهات البيت المظلمة إلى متاهة أكبر بامتداد قارة مجهولة بأسرها يتيه فيها كارل دون عونٍ أو سند.

وفى تخبطه فى القارة المجهولة يدخل كارل فى كابوس ليخرج منه إلى كابوس, ويظهر له من حين لحين بعض الأمل والنفوس الطيبة التى تساعده وتحتضنه وتنقذه من المخادعين واللصوص, فيعمل بعض الوقت عامل مصعد فى فندق عظيم, لكن المخلوقات الكابوسية لا تلبث أن تطارده وتستعيده فى قبضتها, فيتحول «الفندق الغربي», حيث يعمل, من حلم السعادة والنجاح إلى كابوس جديد: فتلفظه المؤسسة الضخمة وتقهره - فى عودة لمؤسسات روايتى «المحاكمة» و«القلعة» التى تقهر الفرد ـ وتطرده من جنتها, ليلتقطه «مأوي» الفصل السابع- وبئس المأوي! فبعد كوابيس المتاهة والمحاكمة الظالمة فالمطاردة يضاف كابوس السجن, لأن البيت الذى آواه كان فى الحقيقة بيت الأوغاد الذين سرقوه فى أول الحكاية وها هم يستعبدونه الآن رغم أنفه!

لكنّ العجيب فى الامر, بعد كل هذه الكوابيس, أن رواية «أمريكا» تنتهى نهاية سعيدة. فبعد انتهاء الفصل السابع, تحدث قفزة سردية وفجوة سببها أن كافكا لم يكمل الرواية, فلا يعلم القارئ كيف نجا كارل من فخ الاعتقال.

لكننا نراه فى الفصل الثامن المعنون بـ «مسرح أوكلاهوما الطبيعي» واقفاً أمام إعلان عن فرصة عمل فى منطقة نائية فى أعماق القارة تمنحه الحلم الأمريكى وفرصة الحياة من جديد. ويستقل كارل القطار بصحبة زميل قديم من صبية المصعد بالفندق الغربيّ, وينطلق بهما القطار فى مساحات الخضرة الشاسعة والطبيعة المفتوحة, ورذاذ الشلالات الجبلية يداعب خدهما.. وللحديث بقية

نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كافكا وكوابيس اليقظة2 كافكا وكوابيس اليقظة2



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon