بقلم - ريهام مازن
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن عام 2020 سيشهد نقلة حضارية وثقافية لمصر، مع افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي سيكون أكبر حدث ثقافي في العالم. وطالب الرئيس بالانتهاء من جميع مراحل المشروع العملاق عام 2020، بالتزامن مع افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية ومنطقة عين الصيرة بعد تطويرها، وكذلك مدينة العلمين الجديدة، والافتتاح الرسمي للعاصمة الإدارية الجديدة، التي سيتم بدء نقل الوزارات إليها في عام 2019.
لكن ماذا نعرف عن المتحف القومي للحضارة المصرية؟
يقع المتحف في مدينة الفسطاط بالقاهرة على مساحة 33.5 فدان، ويستوعب خمسين ألف قطعة أثرية تحكي مراحل تطور الحضارة المصرية، بالإضافة إلى عرض لإنجازات الإنسان المصري في مجالات الحياة المختلفة منذ فجر التاريخ وحتى وقتنا الحاضر، كما يحتوى على نماذج وصور فوتوغرافية ومخطوطات ولوحات زيتية وتحف فنية وآثار من العصر الحجري والفرعوني واليوناني الروماني والقبطي والعربي وحضارة السودان والعصر الحديث، ويطل موقع المتحف على بحيرة طبيعية وهي بحيرة عين الصيرة.
وتعود فكرة إنشاء المتحف القومي للحضارة المصرية إلى عام 1982 عندما قامت منظمة اليونسكو بالإعلان عن حملة دولية لإنشاء المتحف القومي للحضارة ومتحف النوبة بأسوان، وفي عام 1999 تم اختيار الموقع الحالي للمتحف بالفسطاط بدلا من موقعه السابق بالجزيرة، وتم عمل الحفائر الأثرية بموقع المتحف في الفترة من 2000 حتى 2005، وتم وضع حجر الأساس لمبنى المتحف في عام 2002.
المتحف من تصميم المعماري المصري الدكتور الغزالي كسيبة، أستاذ العمارة بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، فيما صمم قاعات العرض الداخلي المهندس المعماري الياباني أراتا إيسوزاكي. وسوف يعرض المتحف الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الآن، باستخدام أساليب متعددة ما يسلط الضوء على التراث المادي والمعنوي للبلاد.
يشيد المتحف بتمويل مصري كامل يتوزع ما بين صندوق إنقاذ آثار النوبة بنسبة 45%، والمجلس الأعلى للآثار بنسبة 55%، فيما تقدم منظمة اليونسكو الدعم الفني في مجال التدريب، والاستشارات حول كيفية تنفيذ المتحف، بطرق علمية حديثة.
سيتم عرض مقتنيات المتحف في 9 قاعات منها معرض رئيسي دائم عن أهم إنجازات الحضارة المصرية، مع ستة معارض موضوعية تغطي فجر الحضارة، النيل، الكتابة، الدولة والمجتمع، الثقافة، المعتقدات والأفكار، ومعرض المومياوات الملكية.
ويتضمن المتحف مساحات مؤقتة واسعة للعرض، قاعة ومركز للتعليم والبحث، فضلاً عن معرض متعلق بتطور مدينة القاهرة الجديدة، وسيكون بمثابة مكان لمجموعة متنوعة من المناسبات، بما في ذلك عرض الأفلام والمؤتمرات والمحاضرات والأنشطة الثقافية، وسيستهدف الجماهير المحلية والوطنية والدولية.
من قلبى: الحضارة المصرية فريدة ومتميزة ومما لا شك فيه، أن إنشاء وافتتاح متحف قومي للحضارة المصرية بهذا الحجم يعد إنجازا هائلاً ينتظره كثيرين، ولابد من استخدامه في قطاع النهوض بالسياحة، فكما تستغل منطقة الأهرامات وغيرها في الدعاية والترويج للسياحة، فالمتحف سيكون عنصر جذب للسياحة في الفترة القادمة إذا تم استغلاله بالشكل الأمثل.
من كل قلبي: مصر تسير على خُطى جديدة في مجالات مختلفة، ومثل ما توجد إنجازات في قطاع المناطق الصناعية وإنشاء مدن جديدة، تأتي أهمية التطوير الثقافي والمتحف القومي للحضارة إلى جانب المتحف المصري الكبير سيكونان نقلة نوعية فى تنمية القطاع الثقافى.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع