بعث العالم المصري، الدكتور محمد المصري، أستاذ هندسة الكمبيوتر في جامعة «ووترلو» الكندية، برسالة عبر البريد الإليكتروني وطلب أن أقوم بنقلها للرئيس السيسي وهو (كما جاء في رسالته)أحد مستشاري محاضير محمد في بداية نهضة ماليزيا. وتنفيذا لطلبه أقوم بنشر الرسالة.
الدكتور محمد المصري قال إن من يقود ثورة «المايكروتشيبس»، والمعروفة بـ«الرقائق الاليكترونية»، والتي تعد جزءًا رئيسياً في «الهاردوير»، الخاص بأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، هم 3 علماء مصريين، وقد تعلم الثلاثة في جامعات مصر في الستينيات، وحصلوا على الدكتوراه من كندا، ولا زالوا يقودون هذا العلم بعد أكثر من أربعين عاماً من السبق.
وأضاف في رسالة وصلتني منه عبر البريد الإليكتروني: "نحن رواد العالم في هذا المجال ولا يزال الطلبة الأوائل في كليات الهندسة المصرية قادرون على حمل الراية ويتفوقون على الهنود والأمريكيون".
ونص الرسالة التي بعث بها العالم المصري هي:
بعد خبرة خمسون سنة في كندا وعالمياً في الولايات المتحدة وأوروبا وماليزيا والكويت ومصر في مجال البحث وفي إدارته لتعظيم المردود منه أُوصي مخلصاً بما يلي:
أولاً: أن يكون للبحث في مصر ودعمه- من خلال منظومة ناجحة لتحقيق أهداف نهضة شاملة في كل مجالات المعرفة من علوم وآداب وفنون- أولوية أمن قومي لا تتغير بتغير الحكومات.
ثانياً: أن يزيد الدعم الحكومي للبحث في مصر من حوالي - حالياً- أقل من نصف في المائة من الدخل القومي يعني حوالي مليار دولار سنوياً - يصرف معظمها مرتبات - إلي الضعف أي 1 % من الدخل القومي - وهو ما نص عليه الدستور - في خلال الخمس سنوات القادمة أي بما يعادل زيادة سنوية قدرها حوالي 200 مليون دولار أي حوالي 3 مليار جنيه.
ثالثاً: تستخدم هذه الزيادة فقط في دعم البحث الجماعي Team Research Work بين الباحثين في الجامعات الحكومية والخاصة ومراكز البحث الحكومية والخاصة عن طريق قرار جمهوري بإنشاء الهيئة القومية للبحث الجماعي في العلوم والآداب والفنون.
National Council for Collaborative Research (NCCR)
رابعاً: أن تتبع هذه الهيئة رئيس الجمهورية مباشرة وتخصص ميزانيتها لمدة خمس سنوات - وليس لكل سنة - وتجدد وذلك للحفاظ علي استمرارية الدعم والعمل البحثي الجاد.
خامساً: أن تكون الهيئة داعمة فقط لمراكز بحث جماعية ويديرها عدد محدود من الموظفين تحت إشراف لجنة تنفيذية، بها وزراء البحث العلمي والثقافة والصناعة والاتصالات والنقل والطاقة والدفاع والإنتاج الحربي وممثلين عن الجامعات والقطاع الخاص.
سادساً: أن تدعو الهيئة الباحثين في كل مجالات العلوم والآداب والفنون لعمل فرق عمل في مجال تخصصهم من بين الباحثين المصريين بالداخل والخارج وإنشاء مركز تميز افتراضي يضمهم جميعا.
سابعاً: أن يتقدم الباحثون لموافقة جامعة تكون حاضنة لهذا المركز الافتراضي وتكون باقي الجامعات أعضاء.
ثامناً: بعد موافقة الجامعة الحاضنة يتقدم الباحثون للهيئة القومية بميزانية لمدة خمس سنوات لطلب الدعم يوضحون فيه مجالات الصرف والناتج البحثي المتوقع والسيرة الذاتية للباحثين ...الخ.
تاسعاً: تستخدم الهيئة القومية حوكمة محلية - دولية لتقييم طلب الدعم وبعد الموافقة تدفع سنوياً للجامعة الحاضنة ما خصص لدعم هذا المركز الافتراضي.
عاشراً: تقييم الهيئة القومية المركز الافتراضي بعد 3 سنوات ويدعم ل مدة 5 سنوات أخري إذا حقق أهدافه بعد انتهاء ال 5 سنوات السابقة.
ولسيادتكم وافر التقدير والاحترام وللمحروسة مستقبل مزهر إن شاء الله.
مقدمه:
الدكتور محمد إبراهيم المصري،
أستاذ هندسة الكمبيوتر بجامعة ووترلو بكندا.
انتهت الرسالة.
من قلبي: مصر محتاجة لأبنائها المتميزين في مجال البحث العلمي.. ونتمنى أن يسهم الدكتور محمد إبراهيم المصري وآخرين في خدمة مصرنا خاصة مع هذه الفترة الفارقة في مجال البحث العلمي.
تخرج المصري من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1965 و عين معيداً بها.. ثم سافر إلي كندا عام 1968 وحصل علي الدكتوراه في تصميم الدوائر الرقمية المتناهية الصغر.. أحد تلامذته هو مؤسس شركة البلاك بيري في العالم.. حاضر في أكثر من 50 دولة وحصل على الجوائز الكندية والعالمية في تخصصه.. ونشر أكثر من 500 بحث و 12 كتاب ترجم بعضها إلي العربية والصينية كما أن له 9 براءة اختراع.. وأسس كثير من المراكز البحثية و المؤتمرات العالمية وعمل خبير في كندا وأمريكا وسويسرا والكويت وماليزيا واليابان.. و الدكتور المصري عاشق للمحروسة ويحضر سنوياً مهرجان الموسيقي العربية بدار أوبرا القاهرة.
من كل قلبي: أعتقد أن الوقت حان لهؤلاء البعيدين عن أرض الوطن، والذين أثروا العالم بأفكارهم وأبحاثهم، أن يستفيد الوطن من علمهم، وإن كنت أتمنى أن يتقدم كل منهم بفكره وعلمه وما يستطيع أن يقدم من مدخرات، لمثل هذه المشروعات المقترحة، فإسهاماتهم الفكرية والمادية، قد تكون نواة لبحث علمي ناجح في المستقبل، وإن كنت أعلم أن البحث العلمي يتطلب مليارات الجنيهات، لكن النوايا والفكر الجاد والحقيقي يتطلب تكاتف من الجميع.. والله ولي التوفيق.
نقلا عن الاهرام القاهريه