بقلم - ريهام مازن
أطلقت الشرطة الإسرائيلية، سراح الراهب مكاريوس، الذي كانت قد أوقفته واحتجزته، خلال وقفة دعت لها بطريركية الأقباط الأرثوذكس، فى ساحة الكنيسة بفلسطين بعدما احتج على رفض إسرائيل السماح لهم بإجراء أعمال ترميم فى الدير القبطى الملاصق للكنيسة، والتى تم خلالها الاعتداء على عدد من الرهبان.
وتدخلت مصر في الإفراج عن الراهب، حيث أعلنت الخارجية المصرية، استنكارها الاعتداء الإسرائيلي على آباء وشمامسة كنيسة دير السُلطان بالقدس، مؤكدة نجاحها في الإفراج عن الراهب المحتجز.
وكان الأنبا أنطونيوس، مطران القدس، قال في مقابلة تليفزيونية: إن دير "السلطان" مملوك لمصر وللأقباط الأرثوذكس منذ القرن السابع الميلادي، وأنه تم تأكيد الملكية في القرن الـ12، وأوضح أن الوقفة جاءت اعتراضا على رغبة السلطات الإسرائيلية بترميم الدير دون الرجوع إلى الكنيسة أو مشاركتها بهذه الأعمال، رغم ملكيتها وصدور قرارات من 5 قضاة بأحقية الكنيسة فى الملكية التى استحوذت عليها إسرائيل عام 1970 بسبب أوضاع سياسية، ولا تنفذ الأحكام حتى الآن، وقال: "القوات الإسرائيلية تعاملت بعنف بدني مع الآباء الرهبان المشاركين في الوقفة الاحتجاجية السلمية".
في منتصف أكتوبر 2018، سقط سقف كنيسة الملاك ميخائيل بدير السلطان المصري بالقدس، ونشر الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكرسي الأورشليمي يوم 21 أكتوبر 2018 فيديو يوضح فيه رفض السلطات الإسرائيلية السماح للكنيسة بالترميم بنفسها، ورغبتهم في استخدام فريق هندسي إسرائيلي، وعدم قبول دفع الكنيسة لمبلغ الترميم ولا أن يبقى راهب قبطي معهم لمتابعة الأمر.
تاريخ هذا الدير يعود إلى الأرمن، الذين هاجروا من مصر وتركوا كنيسة بالفسطاط أنعم بها السلطان على فقيه دمشقى يسمى بهاء الدين، فطلبها صفي الدولة للأقباط، ولما تحقق صلاح الدين من إخلاص الأقباط وهبهم أعظم مكان في بيت المقدس، هذا الدير، تقديراً لدورهم معه في النضال ضد الاستعمار، وهو الدير المعروف الآن بدير السلطان نسبة إليه.
دير السلطان، دير أثري، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة النصارى بجوار كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى سور كنيسة القيامة. تبلغ مساحته حوالي 1800م.
تقع ساحة الدير فوق كنيسة القديسة هيلانة وفي الزاوية الجنوبية الغربية من هذه الساحة تقع كنيستان تاريخيتان هما كنيسة الأربعة كائنات الروحية غير المتجسدة (الأربع حيوانات) ومساحتها 42 م2، وكنيسة الملاك ميخائيل وهي في الدور الأرضي ومساحتها 35 م. وللوصول من هذا الدير إلى كنيسة القيامة يجب الدخول إلى كنيسة الأربعة حيوانات والنزول منها إلى كنيسة الملاك والخروج من بابها إلى ردهة كنيسة القيامة.
من قلبى: ما قامت به إسرائيل، هو محاولة لطمس الهوية القبطية المصرية للدير، بالرغم من حكم المحكمة الإسرائيلية العُليا لصالح الكنيسة في ملكيتها للدير، منذ الاستيلاء عليه بعد نكسة يونيو 1967.
من كل قلبى: ما حدث مع الراهب مهزلة لا يجب التهاون معها، وإذا كانت إسرائيل جادة في تحسين صورتها الدولية، فلتُعِدْ الحقوق لأصحابها، لتستقر أوضاعها مع العرب.
نقلًا عن الاهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع