توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب فى نظر أنصاره

  مصر اليوم -

ترامب فى نظر أنصاره

بقلم - محمد المنشاوي

زلزلت تصريحات الرئيس دونالد ترامب التى صدرت فى قمة هلسنكى ثوابت السياسة الأمريكية مرة أخرى، إلا أن هذا الزلزال، الذى لم تتوقف توابعه بعد، يختلف عما سبقه حيث إن هذه التصريحات صدرت من ترامب وهو خارج الأراضى الأمريكية، أثناء وقوفه بجوار الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين، وارتبطت بالأساس بإهانة أجهزة الاستخبارات الأمريكية التى يعد هو شخصيا رئيسها الفعلى.

من هنا لم يكن بالغريب حدوث هجوم كبير على ترامب من الحزب الديمقراطى وقياداته بالكونجرس، ولم يكن من المستغرب كذلك انضمام نسبة كبيرة من قادة الحزب الجمهورى، حزب الرئيس، لهذا الهجوم. ووصل الهجوم لدرجة أن يصف السيناتور جون ماكين ما حدث بأنه «أسوأ لحظات الرئاسة فى التاريخ الأمريكى»، كما وصف المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية «سى آى إيه»، جون برنان، أن ما قام به ترامب فى هلسنكى «ليس أقل من خيانة»، وأضاف غاضبا: «لم تكن تصريحات ترامب حمقاء فحسب، بل بدا ألعوبة بأيدى بوتين.. أين أنتم أيها الوطنيون فى الحزب الجمهورى»؟.

وعلى الرغم من محاولات تدارك الضرر الذى أحدثه ترامب، جاءت محاولاته بنتائج عكسية فقد غرد ترامب ووصف لقاءه مع بوتين بأنه كان أفضل من اجتماعه مع قادة حلف الناتو فى بروكسل الأسبوع الماضى. ثم اضطر ترامب للتراجع عن تأكيده بأن روسيا لم تتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى وصل من خلالها للبيت الأبيض عام 2016، مؤكدا أنه كان يقصد العكس.

***
إلا أنه وعلى النقيض مما يواجهه ترامب من انتقادات واسعة، خرجت الكثير من الأصوات مؤيدة له ولما قام به بداية من لقائه الرئيس الروسى ونهاية بانتقاده أجهزة الاستخبارات الأمريكية. ويعتقد تيار كبير من أنصار ترامب أن قمة هلسنكى تعد فرصة مهمة للقاء أكبر قوتين نوويتين لما لديهما من سطوة ونفوذ فى عدد من أهم قضايا العالم التى لا يمكن حلها إلا بتوافق بين موسكو وواشنطن. ويصف هذا التيار ترامب بالشجاعة الكبيرة كونه خاطر بلقاء الرئيس الروسى على الرغم من الشبهات والتكهنات، والتى أكدتها تحقيقيات الكونجرس وأجهزة الاستخبارات الرسمية من تدخل روسى كبير فى الانتخابات الرئاسية 2016. وتعتقد هذه الأصوات أنه كان يمكن لترامب، وبكل سهولة أن يتجنب مثل هذا اللقاء خاصة مع توقعه لردود الأفعال، إلا أن نظرة على سلوك وطريقة ترامب، تجعلك ترى نمطا مختلفا فى التعامل مع قادة العالم ممن يتبعون سياسات معادية ومناقضة لواشنطن، ويستدلون على ذلك بلقائه برئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون فى سنغافورة الشهر الماضى.

ويردد هذا التيار مقولات على غرار أن رغبة ترامب فى تحسين العلاقات مع روسيا لا تعد بأى صورة من الصور «خيانة» كما وصفها البعض، ويتذكرون استهتار وسخرية الرئيس الديمقراطى السابق باراك أوباما من منافسه فى انتخابات 2012 ميت رومنى عندما ذكر أن أكبر تهديد للولايات المتحدة لا تزال روسيا. ويتهم هذا التيار الرئيس أوباما بالتساهل مع غزو روسيا لشبه جزيرة القرم، وفرضه عقوبات بسيطة على موسكو، ويتهمونه أيضا بالتخاذل تجاه التدخل الروسى العسكرى لدعم نظام الرئيس السورى بشار الأسد عام 2015، وهو ما أرسل إشارات سلبية عن حجم الضعف الأمريكى أمام التحركات الروسية. ويتجه هذا التيار كذلك للتركيز على ما قام به الديمقراطيون من السعى للحصول على مباركة موسكو «للاتفاق النووى مع إيران» الذى يشوبه الكثير من نقاط الضعف كما يعتقدون.

***
ويعتقد التيار المؤيد لترامب أنه كان من الأسهل كثيرا تجنب لقاء الرئيس الروسى انفراديا خلال قمة هلسنكى، إلا أن ترامب لم يكترث. إلا أن قرار ترامب والذى جاء قبل أشهر قليلة من انتخابات الكونجرس فى نوفمبر القادم، وجاء أيضا وسط تحقيقات التدخل الروسى فى الانتخابات والتى يجريها روبرت موللر. ويسخر التيار من طلبات البعض بمقاطعة «روسيا القوة النووية الأولى فى العالم» بل يريدون للعلاقات أن تشهد المزيد من التدهور، ويستغربون من أى فائدة تعود لمصالح واشنطن إذا قامت بذلك. ويرون كذلك أنه إذا اتخذ ترامب موقفا متشددا تجاه روسيا، لقال الديمقراطيون أن ترامب يحاول التغطية على تواطئه مع موسكو فى الانتخابات الأخيرة. وهكذا لم يكن أمام ترامب أى بدائل ترضى الآخرين. يرون أن ترامب، كرئيس قادم من خارج نخبة واشنطن، لم يكن ليقم بما يقوم به الرؤساء التقليديون، من هنا فقمة ترامب بوتين تعد بمثابة الدليل القاطع لكل معارضى ترامب بأن الرئيس الأمريكى لا يكترث بهم على الإطلاق. وربما حتى يدفع سلوك ترامب لإقناع بعض الأذكياء من معارضيه أن ترامب على حق، وأن كل ما يتعلق «بالتدخل الروسى» فى الانتخابات، ما هو إلا كذبة كبرى.

***
تيار آخر مؤيد لترامب يعتقد أن كل ما أُثير حول قمة هلسنكى يرتبط بصراع ترامب مع الدولة العميقة وليس بصراع واشنطن مع موسكو. ويدعى كذلك أن الإعلام الأمريكى سيسعد لو أن ترامب أعلن الحرب على روسيا بسبب تدخلها فى الانتخابات. ولا ينفى هذا التيار تدخل روسيا فى الانتخابات، بل يراه عمل شرعى فى إطار علاقات الدول بعضها ببعض، إذ أنه لا يمكن أن ننكر تدخل واشنطن فى سياسات وانتخابات العديد من الدول حول العالم، وهذا التدخل هو أحد أنشطة أجهزة مخابرات هذه الدولة أو تلك. ويرى ذلك التيار أن باراك أوباما علم بالتدخل الروسى فى الانتخابات، ولم يفعل شيئا حيث أعتقد أن الفوز سيكون من نصيب هيلارى كلينتون.

**
استطاع ترامب الذى جاء مغردا من خارج سرب السياسة التقليدية الوصول للحكم بانتصاره الساحق على أكبر مؤسستين سياسيتين قوة ونفوذا فى العقود الأخيرة. والحديث هنا عن عائلة بوش التى مثلها فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى المرشح جيب بوش، وعائلة كلينتون التى مثلتها المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون على بطاقة الحزب فى الانتخابات الرئاسية.

ويؤمن أغلب مناصرى ترامب بالرجل وبما يقوم به، بل يقنعون أنفسهم أن كل ذلك من أجل خدمة المصالح الأمريكية. ولا يهتم هؤلاء بطريقة ومحتوى خطاب ترامب الشعبوى الذى يتجنب عقل المواطن ويتجه إلى عواطفه بصورة مباشرة.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب فى نظر أنصاره ترامب فى نظر أنصاره



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon