توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب فى نظر أنصاره

  مصر اليوم -

ترامب فى نظر أنصاره

بقلم - محمد المنشاوي

زلزلت تصريحات الرئيس دونالد ترامب التى صدرت فى قمة هلسنكى ثوابت السياسة الأمريكية مرة أخرى، إلا أن هذا الزلزال، الذى لم تتوقف توابعه بعد، يختلف عما سبقه حيث إن هذه التصريحات صدرت من ترامب وهو خارج الأراضى الأمريكية، أثناء وقوفه بجوار الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين، وارتبطت بالأساس بإهانة أجهزة الاستخبارات الأمريكية التى يعد هو شخصيا رئيسها الفعلى.

من هنا لم يكن بالغريب حدوث هجوم كبير على ترامب من الحزب الديمقراطى وقياداته بالكونجرس، ولم يكن من المستغرب كذلك انضمام نسبة كبيرة من قادة الحزب الجمهورى، حزب الرئيس، لهذا الهجوم. ووصل الهجوم لدرجة أن يصف السيناتور جون ماكين ما حدث بأنه «أسوأ لحظات الرئاسة فى التاريخ الأمريكى»، كما وصف المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية «سى آى إيه»، جون برنان، أن ما قام به ترامب فى هلسنكى «ليس أقل من خيانة»، وأضاف غاضبا: «لم تكن تصريحات ترامب حمقاء فحسب، بل بدا ألعوبة بأيدى بوتين.. أين أنتم أيها الوطنيون فى الحزب الجمهورى»؟.

وعلى الرغم من محاولات تدارك الضرر الذى أحدثه ترامب، جاءت محاولاته بنتائج عكسية فقد غرد ترامب ووصف لقاءه مع بوتين بأنه كان أفضل من اجتماعه مع قادة حلف الناتو فى بروكسل الأسبوع الماضى. ثم اضطر ترامب للتراجع عن تأكيده بأن روسيا لم تتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى وصل من خلالها للبيت الأبيض عام 2016، مؤكدا أنه كان يقصد العكس.

***
إلا أنه وعلى النقيض مما يواجهه ترامب من انتقادات واسعة، خرجت الكثير من الأصوات مؤيدة له ولما قام به بداية من لقائه الرئيس الروسى ونهاية بانتقاده أجهزة الاستخبارات الأمريكية. ويعتقد تيار كبير من أنصار ترامب أن قمة هلسنكى تعد فرصة مهمة للقاء أكبر قوتين نوويتين لما لديهما من سطوة ونفوذ فى عدد من أهم قضايا العالم التى لا يمكن حلها إلا بتوافق بين موسكو وواشنطن. ويصف هذا التيار ترامب بالشجاعة الكبيرة كونه خاطر بلقاء الرئيس الروسى على الرغم من الشبهات والتكهنات، والتى أكدتها تحقيقيات الكونجرس وأجهزة الاستخبارات الرسمية من تدخل روسى كبير فى الانتخابات الرئاسية 2016. وتعتقد هذه الأصوات أنه كان يمكن لترامب، وبكل سهولة أن يتجنب مثل هذا اللقاء خاصة مع توقعه لردود الأفعال، إلا أن نظرة على سلوك وطريقة ترامب، تجعلك ترى نمطا مختلفا فى التعامل مع قادة العالم ممن يتبعون سياسات معادية ومناقضة لواشنطن، ويستدلون على ذلك بلقائه برئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون فى سنغافورة الشهر الماضى.

ويردد هذا التيار مقولات على غرار أن رغبة ترامب فى تحسين العلاقات مع روسيا لا تعد بأى صورة من الصور «خيانة» كما وصفها البعض، ويتذكرون استهتار وسخرية الرئيس الديمقراطى السابق باراك أوباما من منافسه فى انتخابات 2012 ميت رومنى عندما ذكر أن أكبر تهديد للولايات المتحدة لا تزال روسيا. ويتهم هذا التيار الرئيس أوباما بالتساهل مع غزو روسيا لشبه جزيرة القرم، وفرضه عقوبات بسيطة على موسكو، ويتهمونه أيضا بالتخاذل تجاه التدخل الروسى العسكرى لدعم نظام الرئيس السورى بشار الأسد عام 2015، وهو ما أرسل إشارات سلبية عن حجم الضعف الأمريكى أمام التحركات الروسية. ويتجه هذا التيار كذلك للتركيز على ما قام به الديمقراطيون من السعى للحصول على مباركة موسكو «للاتفاق النووى مع إيران» الذى يشوبه الكثير من نقاط الضعف كما يعتقدون.

***
ويعتقد التيار المؤيد لترامب أنه كان من الأسهل كثيرا تجنب لقاء الرئيس الروسى انفراديا خلال قمة هلسنكى، إلا أن ترامب لم يكترث. إلا أن قرار ترامب والذى جاء قبل أشهر قليلة من انتخابات الكونجرس فى نوفمبر القادم، وجاء أيضا وسط تحقيقات التدخل الروسى فى الانتخابات والتى يجريها روبرت موللر. ويسخر التيار من طلبات البعض بمقاطعة «روسيا القوة النووية الأولى فى العالم» بل يريدون للعلاقات أن تشهد المزيد من التدهور، ويستغربون من أى فائدة تعود لمصالح واشنطن إذا قامت بذلك. ويرون كذلك أنه إذا اتخذ ترامب موقفا متشددا تجاه روسيا، لقال الديمقراطيون أن ترامب يحاول التغطية على تواطئه مع موسكو فى الانتخابات الأخيرة. وهكذا لم يكن أمام ترامب أى بدائل ترضى الآخرين. يرون أن ترامب، كرئيس قادم من خارج نخبة واشنطن، لم يكن ليقم بما يقوم به الرؤساء التقليديون، من هنا فقمة ترامب بوتين تعد بمثابة الدليل القاطع لكل معارضى ترامب بأن الرئيس الأمريكى لا يكترث بهم على الإطلاق. وربما حتى يدفع سلوك ترامب لإقناع بعض الأذكياء من معارضيه أن ترامب على حق، وأن كل ما يتعلق «بالتدخل الروسى» فى الانتخابات، ما هو إلا كذبة كبرى.

***
تيار آخر مؤيد لترامب يعتقد أن كل ما أُثير حول قمة هلسنكى يرتبط بصراع ترامب مع الدولة العميقة وليس بصراع واشنطن مع موسكو. ويدعى كذلك أن الإعلام الأمريكى سيسعد لو أن ترامب أعلن الحرب على روسيا بسبب تدخلها فى الانتخابات. ولا ينفى هذا التيار تدخل روسيا فى الانتخابات، بل يراه عمل شرعى فى إطار علاقات الدول بعضها ببعض، إذ أنه لا يمكن أن ننكر تدخل واشنطن فى سياسات وانتخابات العديد من الدول حول العالم، وهذا التدخل هو أحد أنشطة أجهزة مخابرات هذه الدولة أو تلك. ويرى ذلك التيار أن باراك أوباما علم بالتدخل الروسى فى الانتخابات، ولم يفعل شيئا حيث أعتقد أن الفوز سيكون من نصيب هيلارى كلينتون.

**
استطاع ترامب الذى جاء مغردا من خارج سرب السياسة التقليدية الوصول للحكم بانتصاره الساحق على أكبر مؤسستين سياسيتين قوة ونفوذا فى العقود الأخيرة. والحديث هنا عن عائلة بوش التى مثلها فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى المرشح جيب بوش، وعائلة كلينتون التى مثلتها المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون على بطاقة الحزب فى الانتخابات الرئاسية.

ويؤمن أغلب مناصرى ترامب بالرجل وبما يقوم به، بل يقنعون أنفسهم أن كل ذلك من أجل خدمة المصالح الأمريكية. ولا يهتم هؤلاء بطريقة ومحتوى خطاب ترامب الشعبوى الذى يتجنب عقل المواطن ويتجه إلى عواطفه بصورة مباشرة.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب فى نظر أنصاره ترامب فى نظر أنصاره



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon