توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أهمية القاهرة للولايات المتحدة

  مصر اليوم -

أهمية القاهرة للولايات المتحدة

بقلم - محمد المنشاوي

من حين لآخر يُطرح تساؤل فى العاصمة واشنطن حول جدوى وأهمية العلاقات الخاصة التى تجمع الولايات المتحدة بمصر. وتُطرح هذه الأسئلة عادة على هامش قيام مسئولين مصريين بزيارة لواشنطن، أو على هامش انعقاد جلسة استماع بالكونجرس حول الشأن المصرى، أو بمناسبة نشر مقال أو دراسة هامة عن العلاقات المصرية الأمريكية. وشهدت الأيام القليلة الماضية اجتماع هذه العوامل الثلاثة لتعيد تسليط الضوء على الشأن المصرى فى واشنطن بعد فترات طويلة من التركيز على قضايا أخرى تراها النخبة الأمريكية أكثر أهمية وأكثر إلحاحا.
***
وشهدت جلسة عقدتها اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا المنبثقة عن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكى حول «الأمن وحقوق الإنسان والإصلاح فى مصر» توجيه انتقادات لسجل الحكومة المصرية. وتمت الإشارة لما تراه واشنطن تراجعا للدور المصرى فى مختلف القضايا الإقليمية، إضافة لتوجيه انتقادات لعلاقات القاهرة بكوريا الشمالية وروسيا. ورأى أغلب المشاركين فى الجلسة سواء من أعضاء اللجنة أو من خبراء الشأن المصرى أن هناك تراجعا فى الدور المصرى التاريخى تجاه قضايا شرق أوسطية رئيسية كالأزمة السورية أو اليمنية، ناهيك عن تجمد الدور المصرى تجاه القضية الفلسطينية.

وبصفة عامة أُشير للتراجع المصرى مقابل الصعود لبعض الدول الخليجية كالسعودية والإمارات فى القضايا الإقليمية.

وأجمع الخبراء الأربعة ممن تم الاستماع لآرائهم فى جدوى التحالف الأمريكى مع مصر، على أن القاهرة تتبع سياسات مستقلة، وليست بالضرورة داعمة لسياسات واشنطن سواء فى الأمم المتحدة أو تجاه توسيع العلاقات المصرية الروسية والعلاقات المصرية الصينية كذلك. وقبل عشرة أيام عقدت اللجنة الفرعية للأمن القومى التابعة للجنة الاعتمادات جلسة استماع أخرى ترأسها النائب الجمهورى من ولاية فلوريدا رون دى سانتوس، وجاءت بعنوان «التهديد الذى تشكله جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات التابعة لها للولايات المتحدة ومصالحها، وكيف يمكن مكافحتها بفعالية»، وتم التركيز على مطالب رئيس اللجنة بوضع جميع تنظيمات الإخوان على قوائم الإرهاب، قائلا إن السياسة الأمريكية فشلت فى مواجهة ما تمثله الجماعة من سلوك راديكالى، ودعمها للمجموعات الإرهابية. 

*** 
وقبل يومين من جلسة الكونجرس حول مصر، كتبت ميشيل دون وأندرو ميلر (من الخبراء الذين أدلو بشهادتهم فى الجلسة) معا مقالا هاما فى دورية ناشيونال إنتريست قللا فيه من أهمية الدور المصرى فى خدمة المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط. وعبر الكاتبان عن أن حفاظ مصر على معاهدة سلامها مع إسرائيل لم يعد نتاج ضغوط أو إملاءات أمريكية، بل هو قرار مصرى يخدم مصالح القاهرة الاستراتيجية بالدرجة الأولى. أما عن الخدمات التى تقدمها مصر لواشنطن مثل السماح باستعمال المجال الجوى المصرى، أو تسهيل مرور السفن العسكرية بقناة السويس، فلا يعتقد الكاتبان أن ما تقدمه القاهرة من تسهيلات له قيمة كبيرة، فى ضوء وجود تسهيلات واسعة تحصل عليها واشنطن من الدول المحيطة مثل الأردن وكل الدول الخليجية. كذلك يرى الكاتبان أن الرئيس السيسى يحاول التعامل مع الولايات المتحدة وروسيا معا للحصول على فوائد من كليهما. ويعتقد الكاتبان أن الرئيس السيسى معجب بنموذج الرئيس بوتين.

***
وكذلك جاء تسليط الضوء من جديد على الشأن المصرى مصاحبا لانتهاء زيارة وفد مصرى رفيع المستوى، لواشنطن لبحث مجالات التعاون المصرى الأمريكى المشتركة.

على القاهرة أن تدرك أن عليها تقديم جديد فى تناولها للعلاقات مع واشنطن، فلم يعد من المقبول الاعتماد على المعادلة التقليدية التى حكمت علاقات الدولتين لعقود طويلة، وعلى ما يبدو أنها ما زالت مسيطرة على تصورات الكثيرين من مسئولى الملف الأمريكى فى مصر، خاصة مع عدم صلاحيتها كما أظهرت تطورات السنوات السبع الأخيرة.

التصور التقليدى ينظر على العلاقات كونها استراتيجية بجمعها دولة عظمى ذات نفوذ كبير فى الشرق الأوسط، وتمتلك مفاتيح البوابة الملكية للمؤسسات المالية الدولية من ناحية، وبين دولة إقليمية رائدة لها وزن كبير مؤثر فى مختلف قضايا المنطقة سواء فى شمال إفريقيا أو منطقة الخليج العربى والهلال الخصيب، من ناحية أخرى. تصور آخر يسيطر على رؤية الجانب المصرى وتتعلق بمعادلة «مساعدات أمريكية مقابل تعاون مصرى» حيث لعبت القاهرة دورا محددا فى محيطها الإقليمى يخدم المصالح الأمريكية مقابل تلقيها مساعدات عسكرية واقتصادية زادت على 75 مليار دولار حتى اليوم، وهو تصور يراه البعض قديما وغير صالح للاستخدام.

ما نراه بوضوح اليوم فى محيط أزمات الشرق الأوسط يؤكد أن واشنطن لم تعد تتمتع بنفس السطوة والقوة التى اعتقدت مصر أنها تملكها. ومن ناحية أخرى فليس سرا ما نشهده من زيادة المكانة الإقليمية للسعودية، وتركيا، وأحيانا أخرى اضافة لإسرائيل أو إيران.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهمية القاهرة للولايات المتحدة أهمية القاهرة للولايات المتحدة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon