توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب وحلم تغيير النظام فى طهران

  مصر اليوم -

ترامب وحلم تغيير النظام فى طهران

بقلم - محمد المنشاوي

لا تسمح التطورات المتلاحقة فى الخليج بأى تحليل منطقى فى ظل تشابك المعلومات والبيانات المتناقضة بين مختلف الأطراف. من ناحية تعلن طهران عدم رغبتها فى مواجهة عسكرية، إلا أنها تؤكد فى الوقت ذاته كامل استعدادها لأى تطورات ومواجهات عسكرية. ولا يختلف الوضع فى واشنطن، فعلى الرغم من الحشد العسكرى المتزايد من قطع بحرية أمريكية متقدمة، إضافة لأقوى ما تملكه القوات الجوية من قاذفات ومقاتلات، إلا أن الخطاب الرسمى لا يقر بالرغبة فى مواجهة عسكرية مع طهران. لكن هناك أطرافا إقليمية تظهر مواقفها الرغبة فى وقوع مواجهة بين طهران وواشنطن. وبين هذا وذاك قد يؤدى أى سوء تفاهم أو سوء توقع سلوك الطرف الآخر بإشعال فتيل المعارك، إلا أن أغلب الأصوات الرزينة داخل واشنطن تشير إلى أن الطرفين ــ الإيرانى والأمريكى ــ سيعرفان طريقهما للتفاوض من جديد، وذلك على الرغم من التناقضات الواسعة التى تعج بها واشنطن فى كيفية التعامل مع إيران.

قبل عامين وقبل تعيينه مستشارا للأمن القومى وخلال مشاركته فى مؤتمر للمعارضة الإيرانية عقد فى العاصمة الفرنسية باريس، عبر جون بولتون بوضوح عن ضرورة تغيير النظام فى طهران. وقال بولتون «إن السياسة العلنية للولايات المتحدة يجب أن تكون الإطاحة بنظام الملالى فى طهران. وأن سلوك وأهداف النظام لن تتغير، وبالتالى فالحل الوحيد هو تغيير النظام نفسه».

وعلى الرغم من أن الموقف الرسمى فى واشنطن يشير إلى أن عقوبات إدارة ترامب المتصاعدة ضد النظام الإيرانى «لا تهدف إلى إسقاط نظام طهران، بل إلى تغيير سلوكه» كما يتكرر على لسان وزير الخارجية مايك بومبيو، إلا أن دراسة حديثة لخدمة أبحاث الكونجرس، وهو الجناح البحثى للمؤسسة التشريعية الأمريكية، تشير إلى عكس ذلك. وقد اطلعت على الدراسة التى تم تحديثها يوم 30 إبريل الماضى، وجاء فيها أن السياسة الأمريكية ضد إيران قد تؤدى لتغيير النظام فى طهران. واعتمدت الدراسة على تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية عنوانه «نظام خارج عن القانون: أنشطة إيران التدميرية» صدر قبل عام بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، واعتمدت كذلك على خطاب وزير الخارجية مايك بومبيو حول سياسة إدارة ترامب تجاه إيران والذى ألقاه أمام مؤسسة هيريتيج فى 21 مايو الماضى، إضافة لعدد آخر من بيانات رسمية صدرت عن إدارة ترامب.

***
تعرض فصل داخل الدراسة بعنوان «السياسة الحالية تجاه إيران: المواقف والأهداف» لموقف إدارة ترامب من خلال أربع نقاط. أولها وصف أزمة العلاقات مع إيران، وأرجعها لكون نظام طهران يمثل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها. ثانيها، شرح السياسة الأمريكية المتمثلة فى تطبيق أقصى ضغوط ممكنة على النظام الإيرانى كى يغير من سلوكه. ثالث النقاط تعرض لشروط تغيير سياسة واشنطن، ووضعت الدراسة شروطا من شأن تطبيقها من جانب طهران أن تغير واشنطن سياستها وتطبع علاقاتها معها. رابعا أشارت الدراسة إلى أن الهدف المحتمل غير المعلنPossible Unstated Policy Objective يتمثل فى أن تؤدى زيادة المشكلات الاقتصادية فى إيران لعدم الاستقرار السياسى والاقتصادى الذى قد يؤدى لتغيير سياسى فى إيران. ويرابط بذلك تعبير الكثير من المسئولين والبيانات الرسمية الأمريكية عادة عن دعم حق الشعب الإيرانى فى «حكومة يستحقونها (يختارونها)».

منذ وصوله للحكم قبل أكثر من عامين، يهاجم الرئيس دونالد ترامب طريقة التعامل مع إيران ووصف الاتفاق النووى الذى وقعته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بأنه أسوأ صفقة فى التاريخ. ثم حظر ترامب دخول المواطنين الإيرانيين للولايات المتحدة، وفرض ترامب المزيد من العقوبات على النظام ومؤسسات ومسئولين إيرانيين. وبعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووى مع إيران فى مايو 2018، بدأت إدارة الرئيس ترامب فى فرض سلسلة من العقوبات على النظام الإيرانى كان أهمها ما يتعلق بحظر شراء النفط الإيرانى. إلا أن واشنطن منحت فى الرابع من نوفمبر الماضى ثمانى دول فترة لستة أشهر على أن تتوقف بعدها عن استيراد أى نفط، والدول هى (الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا واليونان وإيطاليا)، وانتهت هذه المهلة بنهاية يوم 2 مايو. ولم يعن ذلك توقف شحن النفط الإيرانى، وهناك الآن الكثير من السفن فى مختلف بحار ومحيطات العالم تحمل نفطا أو غازا من إيران فى طريقها للدول المستوردة. إلا أن بعض هذه الدول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان قامت بتقليل الكميات التى تستوردها من النفط الإيرانى خلال الأشهر الستة الماضية، فى الوقت ذاته تجاهلت تركيا والصين والهند التحذيرات الأمريكية. وقامت بعض البلدان التى كانت سابقا تشترى النفط الخام الإيرانى بالانتقال إلى موردين جدد. كذلك بادرت عدة دول للتوقف تماما عن استيراد النفط والغاز من إيران. ولإخافة تلك الدول، ذكر وزير الخارجية مايك بومبيو: «أولئك الذين يواصلون استيراد النفط من إيران يخاطرون بفقدان إمكانية الوصول إلى النظام المالى الأمريكى والقدرة على التعامل مع الولايات المتحدة أو الشركات الأمريكية».

***
لواشنطن خطوط حمراء ثلاثة، إذا ما تخطت طهران أحدها فستقدم واشنطن بلا شك على عمل عسكرى. أول هذه الخطوط يتمثل فى منع شحن النفط من خلال مضيق هرمز، ثانيها اقتراب طهران من الحصول على سلاح نووى، وآخرها وجود تهديد عسكرى حقيقى من إيران لأحد حلفاء واشنطن الخليجيين. ولا تملك طهران أى أصدقاء داخل العاصمة الأمريكية فى وقت تكتل لوبيات عدة دول حليفة لواشنطن من أجل الحفاظ على حالة العداء التاريخى ضد طهران منذ اندلاع الثورة الإيرانية. ولا تتوقف لوبيات دول حليفة لواشنطن مثل السعودية والإمارات وإسرائيل عن الضغط ليتشدد ترامب ويقوم بعمل عسكرى ضد طهران. وستظهر الأيام القادمة مصير تشابك حسابات التطورات على الأرض فى منطقة الخليج مع جهود تلك اللوبيات داخل واشنطن.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب وحلم تغيير النظام فى طهران ترامب وحلم تغيير النظام فى طهران



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon