توقيت القاهرة المحلي 10:59:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كوريا الشمالية للعالم: راحة البال مقابل الخبز

  مصر اليوم -

كوريا الشمالية للعالم راحة البال مقابل الخبز

بقلم : أسامة الغزولي

عاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى إنعاش آمال الكوريين الشماليين فى حوار قد ينهى الحصار الخانق المحيط بوطنهم منذ عقود. وقد تعجب كثيرون من مراوحة الرئيس بين رفض لقمة مع الرئيس الكورى الشمالى واستجابة لدواعى الحوار وإنهاء واحد من أقدم وأخطر مصادر التوتر الدولى. وذكَّرتنا بوليتيكو الأمريكية، تعليقا على تصرفات محيرة سبق إليها الرئيس، فى مقال لها بعنوان «هل هناك منهجية فى جنون ترامب؟»، الثانى من مايو، بما قاله أحد شخوص مسرحية «هاملت» عن أمير شكسبير الساحر الذى تحمل المسرحية اسمه عندما قال عن ذلك الأمير: «وإن كان هذا جنونا فيبقى أنه ينطوى على منهجية». وتكتسب العبارة أهميتها الدرامية من أن هاملت نجح فى ادعاء الجنون لكن حكمته بقيت قادرة على اختراق حجب الجنون المصطنع.

من المؤكد أن ترامب ليس الأمير الساحر، لكنه يتظاهر أحيانا بما يذكرنا بهاملت الذى تصنّع الجنون وهو فى منتهى التعقل ويعرف ما يريد. ولا أدل على صحة  ما نقول من أن هذا الرئيس نجح فى النزول بمعدل البطالة فى بلاده إلى مستوى لم تعرفه أمريكا منذ العام 1969. ليس هذا فحسب بل إن إنجازاته الاقتصادية نزلت بمستوى البطالة بالنسبة للسود والأمريكيين من أصول لاتينية والشباب تحت 18 سنة إلى مستوى لم تعرفه أمريكا من قبل. إذن الرجل ليس متخبطا وليس عنصريا وإن أوحى بذلك. لماذا يوحى بذلك أصلا، هذه مسألة شرحتها بوليتيكو منذ تولى الرئاسة وموجزها أنه يسترضى غلاة المتعصبين البيض الذين أهملتهم وأرهقتهم سياسات رؤساء سابقين.

نعود لكوريا الشمالية لنقول إن تردده السابق واللاحق قد يبدو غير مسؤول، لكنى أشرت فى مقال فى الحياة اللندنية نشر بتاريخ 21 إبريل 2017، بعنوان«الأزمة الكورية: هل النهاية السعيدة مستبعدة؟» إلى ضرورة النظر إلى كل ما يصدر عن الرئيس الأمريكى، بخصوص الأزمة الكورية وغيرها، على اعتبار أن تصرفات كل رئيس فى تاريخ الولايات المتحدة «محكومة بضوابط ومؤثرات مؤسسية بالغة القوة».

لكن هذا ليس كل شىء. فقبل عام من الآن كان العالم يحسب حساب مخاطر (حقيقية؟ مزعومة؟) مصدرها أسلحة الدمار الشامل فى سوريا. وهذه تكفلت بها فى إبريل الماضى ضربات جوية شنتها الولايات المتحدة وأهم حليفتين لها منذ الحرب الكونية الأولى، وهما بريطانيا وفرنسا. وفوق ذلك، فقد كان العالم (وربما لم يزل) يحسب حساب الترسانة النووية الكورية الشمالية، وقد شهد صحفيون أجانب، وفقا لما نقلته سكاى نيوز وأسوشيتد برس، تدمير موقع اختبار نووى فى شمال شرق كوريا، واليوم تتحدث الصحافة الأمريكية عن تفكيك بطىء ومتواصل للترسانة النووية الكورية الشمالية.

وهكذا، فنحن نمضى باتجاه عالم قد يصبح- رغم كل ما يحيط بنا الآن- أكثر أمانا. نزع الفتيل الكورى الشمالى حال إنجازه سيكون خطوة واسعة باتجاه ذلك الهدف  المراوغ. وهنا لابد لى من الإشارة إلى أن زعيم ماليزيا العائد مهاتير محمد قال لى فى العام 2002، فى مكتبه فى كواللمبور وبحضور مقدمة البرامج التلفزيونية نسرين بهاء والمخرج عبدالحكيم عامر، عندما كنا نعمل ثلاثتنا فى شبكة إيه آر تى، وقبل أن نبدأ تسجيل حوار معه حول الشرق الأوسط: الكوريون الشماليون لا يريدون حربا. هم يريدون الخبز. ليعطهم العالم خبزا وسيعطونه، فى المقابل، قدرا معتبرا من راحة البال.

وهذا ما يمضى باتجاهه دونالد ترامب اليوم

نقلا عن المصري اليوم

 المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوريا الشمالية للعالم راحة البال مقابل الخبز كوريا الشمالية للعالم راحة البال مقابل الخبز



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon