توقيت القاهرة المحلي 09:48:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدروز ويهودية الدولة فى إسرائيل

  مصر اليوم -

الدروز ويهودية الدولة فى إسرائيل

بقلم - أسامة الغزولي

أقدم مصادر التوجس من الدروز عندى حكاية عن زيارة الصحفى الرائد محمد التابعى للقدس وعن المطربة الدرزية أسمهان التى سألته: كيف تأتى إلى الشام ولا تزور تل أبيب؟ وآخر مصادر التوجس من هذه الطائفة العربية هو مسيرة عزمى بشارة، وتحوله من مناضل حر إلى مروِّج للفوضى مقابل 600 ألف دولار.

وبين حكاية أسمهان وتحولات عزمى بشارة قصص لا تنتهى عن وحشية الجنود الدروز فى الجيش الإسرائيلى فى تعاملهم مع العرب.

لكن الترتيب لعلاقات جديدة بين إسرائيل وسوريا انطلاقا من الجولان (وهى منطقة للدروز) قد يمهد لدور جديد للدروز الفلسطينيين يمكن أن يُحدث تغييرا مهما فى المعادلة الإسرائيلية- الفلسطينية.

وسوف يعتمد هذا الدور على التطورات المحتملة لموقف الدروز من قانون يهودية الدولة فى إسرائيل.

فوفقا لهذا القانون فقدت اللغة العربية، وهى لغة الدروز، مكانتها كلغة رسمية إلى جانب اللغة العبرية فى إسرائيل. وهكذا يتأكد أن كل من هو غير يهودى فى إسرائيل هو مواطن من الدرجة الثانية.

احتج على هذا القانون نواب دروز فى الكنيست، ممثلون لأحزاب صهيونية. ولأن الكنيست الآن فى الراحة الصيفية فالمناقشات حول القانون بهدف تعديله لا تهدأ.

فهل يمضى التعديل إلى منح الدروز مكانة مميزة (أو أى رشوة أخرى) ليشاركوا الإسرائيليين اضطهاد العرب، كما فهمت من مقترحات وزير الدفاع الإسرائيلى السابق موشيه أرينز؟

هذا القانون انتحار سياسى، لأنه يقذف بإسرائيل فى مستنقع الأبارتايد.

وإن ظنت إسرائيل أنها تستطيع أن تعيش تجربة الأبارتايد لفترة من الزمن قبل التوصل لحل وسط مع الفلسطينيين، كما فعل مستوطنو البوير فى جنوب أفريقيا، فهى واهمة.

مستوطنو البوير أبناء أمة واحدة لها قوام تاريخى متماسك هى هولندا، وسجل انتصاراتهم الاقتصادية والعسكرية على قوى أوروبية جبارة هو سجل حافل، وإن انتهى باحتوائهم فى الإمبراطورية البريطانية ثم الاستقلال الذى أفضى إلى إلغاء الأبارتايد.

أما الإسرائيليون فهم أبناء وبنات ثمانين أمة لا يجمع بينهم سوى دين يعتبره معظمهم ثقافة أكثر مما يعتبرونه دينا.

وكل نجاح مادى أو معنوى حققوه كان بقوة مجتمعات متقدمة استفادوا منها، من الأندلس العربية لأمريكا.

وكل انتصاراتهم العسكرية (الغادرة) كانت على شعوب عربية منهكة وممنوعة من التقدم بقوة مصنعى السلاح الذين أقاموا إسرائيل وسلحوها، عندما كانت الهند بريطانية ثم عندما كان النفط فى الجزيرة العربية من أصول القوة الأمريكية.

كل هذا انتهى.

ورعاة إسرائيل يتحول اهتمامهم من منطقتنا للباسفيك. وقد تكون هذه فرصة الإسرائيليين الأخيرة للتوصل لحل وسط مع الفلسطينيين.

وقد يكون تقدم الدروز لإسقاط قانون يهودية الدولة هو إنقاذا لإسرائيل من عذابات المستقبل بقدر ما يمكن أن يكون إنقاذا للفلسطينيين من عذابات الحاضر. وللحديث بقية.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدروز ويهودية الدولة فى إسرائيل الدروز ويهودية الدولة فى إسرائيل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon