توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيام فى واشنطن (2- 4)

  مصر اليوم -

أيام فى واشنطن 2 4

بقلم - أسامة الغزولي

عندما دخلت مكتب مارك تولى، الواقع على بعد عشر خطوات من فندقى لحسن الحظ، وجدت عنده الأكاديمى الأمريكى البارز وداعية التسامح الدينى بول مارشال. لم أكن قد اطلعت على أى من كتابات مارشال حول أوضاع الأقباط فى مصر. ولكنى عرفت بعد ذلك اللقاء أن بول مارشال هو مؤلف لعديد من الكتب حول أوضاع الأقليات الدينية فى العالم المسلم، وحول أوضاع الأقباط فى مصر. وبين كل ما كتبه مارشال، الذى هو اليوم من دعاة التعايش بين المسلمين وغيرهم من أبناء الديانات الأخرى، فالمقال الذى تجده على موقع معهد هدسون بعنوان An Egyptian Jew›s message to threatened Middle East Christians (رسالة من يهودية مصرية لمسيحيى العالم/3 إبريل 2014) هو الذى لاتزال أصداؤه تتردد بقوة حتى فى المؤلفات التى حازت قدرا من الاهتمام بين المعنيين بالحريات الدينية فى منطقتنا. وفى هذا المقال يحذر مارشال من أن الحضور القبطى يوشك أن ينقرض فى مصر، كما انقرض الحضور اليهودى من قبل. وقد بنى مارشال مقاله ذلك على زيارة لمصر وللمعبد اليهودى فى شارع عدلى وعلى فهم يبدو مغلوطا لرسالة وجهتها الزعيمة الحالية لبقايا الجماعة اليهودية فى مصر ماجدة هارون لمسيحيى مصر تدعوهم فيها للتمسك بالبقاء فى وطنهم. لكن الدعوة للتمسك بالبقاء فى أرض  الوطن تحولت فى ذلك المقال إلى صيحة تحذير من خطر أرى أنا، كما قلت لمارشال ولمارك تُولى، أنه غير موجود.

ولو كنت قرأت هذا المقال وغيره من أعمال مارشال القديمة نسبيا لتضاعفت قوة الصدمة التى شعرت بها عندما بدأ مارك تُولى حوارى معه بهذا السؤال العجيب: هل ترى أن للأقباط مستقبلا فى مصر؟ وتلخص ردى على سؤال تُولى الصادم فى أن مصر، بمسلميها ومسيحييها، تعيش تأزما تتطلع إلى أن يتجاوزه عبدالفتاح السياسى بالنجاح فى مشروعه المتصل بالغاز الطبيعى ومشروعه المتصل بتأسيس «سلام من أجل التنمية» فى الشرق الأوسط. لكن الأهم من ردى على تُولى هو ملاحظتى أنه، هو ومارشال، مهتمان الآن بالتعايش بين مختلف الطوائف والديانات والأعراق فى منطقتنا، وأن الرؤى الكابوسية التى يعكسها مقال مارشال المشار إليه، وإن لم تختف تماما، فهى لم تعد الأساس.

وهذا تطور فى رؤية اليمين المسيحى الأمريكى للحالة الدينية والعرقية فى منطقتنا لا يقل أهمية عن التطور فى نظرته لإسرائيل، ليس باعتبارها مقدمة للمجىء الثانى للمسيح ولأهوال القيامة، بل باعتبارها نموذجا للدولة الديمقراطية فى الشرق الأوسط. والكلام عن الديمقراطية فى دولة الاحتلال والتمييز الدينى والعرقى الوحيدة فى العالم اليوم هو أيضا كلام صادم، لكن الانتقال بالمنطقة من صراعات الحدود والوجود إلى تنافس على تقديم النموذج الديمقراطى الأفضل هو تطور إيجابى، لأنه قابل للتطوير على نحو يؤسس لشراكة عربية- إسرائيلية لتأسيس ثقافة شرق أوسطية تحترم القانون والكرامة الإنسانية بهدف تحقيق «السلام من أجل التنمية».

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام فى واشنطن 2 4 أيام فى واشنطن 2 4



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon