توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استهلاك القيادات الفلسطينية

  مصر اليوم -

استهلاك القيادات الفلسطينية

بقلم - أسامة الغزولي

المخابرات الإسرائيلية تشيع أنه أيا كان الوضع الصحى الحقيقى للرئيس الفلسطينى محمود عباس فمن المؤكد أنه لم يعد صالحا لقيادة السلطة الوطنية. المعلق الإسرائيلى آشنيل بفيفر يقول إن الفلسطينيين يستحقون زعيما أفضل، وأن تغيير القيادة الفلسطينية ضرورى، من وجهة نظر إسرائيل، لأسباب أخلاقية وأمنية. هذا الذى قالته المخابرات الإسرائيلية ومعلقون إسرائيليون، ليس «بفيفر» إلا واحدا منهم، يعيد إلى الذاكرة أمرين:

الأول، أن قيادات إسرائيلية بارزة تقول منذ السبعينيات من القرن الماضى إن الدولة العبرية لا تجد بين الفلسطينيين من يمكن اعتباره شريك سلام، أو شخصا يمكن التفاوض معه حول مستقبل التعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

والثانى، أن طاحونة الصراع العربى الإسرائيلى التهمت قامات عالية مثل أنور السادات وإسحق رابين، بل وشمعون بيريز الذى لم يقتل لكن قدراته ورؤاه حوصرت على نحو حد من قدرته على التأثير،

ولاشك أن نظريات المؤامرة نسجت كثيرا من الأساطير حول الغياب المأساوى لقيادات تاريخية عربية وإسرائيلية. ولا ننسى أن أهم معلق سياسى عربى منذ انتصاف القرن العشرين وهو المعلم الراحل محمد حسنين هيكل ظل يتحدث (منذ 1977 بالنسبة لى) عن أن مؤسس الجمهورية المصرية جمال عبدالناصر مات مسموما، واتهم بقتله شخصية رفيعة يعنى اتهامه لها ربط رحيل عبدالناصر بالاقتراب من السلام التعاقدى القائم بين مصر وإسرائيل. لا أعرف إن كان هيكل تحدث عن هذا الموضوع قبل 1977، لكن ما أذكره هو أن حديثه عنه بعد انتفاضة 1977 أكد هواجسى التى ربطت انتفاضة يناير 1977 بأمور بينها الاستعداد لما بعد السادات.

وما أريد أن أقوله هو أن مصر والأردن وإسرائيل، وهى الدول الأكثر تأثيرا على تحولات القضية الفلسطينية، حتى الآن، تأثرت فى معالجتها لتلك القضية، وبأكثر مما يجب، بالتحولات والأجندات الدولية، ولأن الشعب الفلسطينى، صاحب الحق التاريخى الثابت فى الأرض التى يدور حولها الصراع، هو أضعف أطراف هذا الصراع، فقد كانت تضحياته الاستراتيجية أفدح وأوضح. ولهذا السبب يقف كل صاحب ضمير حى حائرا مرتبكا أمام التصلب الليكودى الذى لم يقبل من الفلسطينيين حتى نزولهم بمطالبهم الإقليمية عند أقل من 22 بالمئة من وطنهم.

وفى قلب المأساة الفلسطينية تجد هذا الاستنزاف المتصل للقيادات الوطنية الفلسطينية، وآخر صوره هو إعلان إفلاس القيادة الفلسطينية الراهنة والمطالبة بمن يخلف محمود عباس. صحيح أن منظمة التحرير الفلسطينية أنهكت وشاخت. وصحيح أن قيادة شابة تطرح أسلوبا جديدا فى العمل الوطنى الفلسطينى يجسده الأسير الفلسطينى السابق يحيى السنوار، الذى يمكن أن يكون نيلسون مانديلا الفلسطينى، لكن لن يتحقق الخروج من الدائرة المفرغة التى وقع فيها النضال الوطنى الفلسطينى من أيام عزالدين القسام (والسنوار من كتائب القسام) ولن يتوقف استهلاك القيادات الفاعلة حتى يصبح الواقع الإسرائيلى – الفلسطينى هو بوصلة كل من يتصدى للخروج بنا من مستنقع الغضب والدم، وحتى تكون إملاءات الأمن الإقليمى أقوى من إملاءات النظام الدولى.

وهذا ممكن اليوم بأكثر مما كان ممكنا فى أى لحظة سبقت فى تاريخ المنطقة، خاصة بعد الخبرة الهائلة التى اكتسبتها مؤسسات صنع القرار فى مصر والأردن والسعودية والإمارات فى السنوات السبع الأخيرة، ولكن يبقى السؤال المهم: كيف يفتح قادة البلدان العربية الأربعة عيون الليكود على حقائق الوضع فى إسرائيل- فلسطين؟ كان الله فى عونهم.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استهلاك القيادات الفلسطينية استهلاك القيادات الفلسطينية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon