توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زعيم المسيحية الصهيونية.. ماذا كان يفعل هنا؟

  مصر اليوم -

زعيم المسيحية الصهيونية ماذا كان يفعل هنا

بقلم : أسامة الغزولي

ماذا فعل نائب الرئيس الأمريكى لمنطقتنا فى زيارة استمرت أربعة أيام؟ لقد ترك وراءه شارعا فلسطينيا يغلى ورؤى جديدة لمستقبل المنطقة تتفاعل، بعيدا عن السلطة الوطنية الفلسطينية، فهل هذه نتيجة لما فعله هو وحده أم أن السلطة الفلسطينية مسؤولة هى الأخرى عما جرى؟ قرار «استبعاد» واشنطن من عملية البحث عن السلام هو قرار غير منطقى. لا أحد فى العالم يستطيع أن يعزل أمريكا، زعيمة العالم، بما فيها من ملايين اليهود، ومن المسيحيين الصهاينة، الذين يُعد نائب الرئيس الأمريكى، مايك بنس، أعلى رمز لهم.

وقد كان من الحماقة الامتناع عن مقابلته عندما زار فلسطين- إسرائيل. صحيح أنه المسؤول الأول عن قرار ترامب بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس الغربية. ولكن هذا يجعل لقاءه ضروريا. أنت لا تقابل ترامب أو بنس لتعطى أيا منهما شرف لقائك، ولكن لأنهما أهم صناع القرار الدولى. ولنتذكر أنهما رفضا أن يصحبهما أى إسرائيلى عندما ذهبا، واحدا بعد الآخر، لزيارة حائط المبكى.

لماذا رفضا؟ لأنه لا يمكن لأحد أن يسمح بأن تكون القدس لليهود وحدهم. القراءة المتعقلة لكلام البابا فرنسيس، أحد أهم حكام العالم، ولكلام قادة كبار آخرين، تنتهى إلى هذه الخلاصة، وهو ما قاله الرئيس مبارك من زمان: مستقبل القدس فى التدويل. ولهذا السبب فالقرار 181 لسنة 1947، الذى أسس دولة إسرائيل ولولا غباؤنا لكان أساسا لدولة فلسطين، نص على وضع للقدس مستقل عن الفلسطينيين والإسرائيليين. وقد قال بنس إن ترامب لم يرسم حدودا للقدس، وإن بلاده تؤيد حل الدولتين، إذا توافق عليه الفلسطينيون والإسرائيليون. لكن تقول إيه لهواة التسخين، ولمدمنى رفع مستوى الأدرينالين بالعنتريات؟!.

وهنا نقطتان مهمتان: أولاً: أن يهود الولايات المتحدة ليسوا سعداء بقرار ترامب، الذى صدر لإرضاء المسيحية الصهيونية «القديمة»، التى تمول الاستيطان فى الضفة الغربية، والتى أغرقت إسرائيل فى عنصرية غير مسبوقة منذ 1967. ويهود الولايات المتحدة معظمهم ليبراليون يرون أن المسيحية الصهيونية «القديمة» تيار عنصرى يحلم بالمذبحة الكبرى، التى تنتهى بعودة المسيح وبتحول اليهود إلى المسيحية.

وثانياً: أن بنس أعلى رموز المسيحية الصهيونية «الجديدة» المتحمسة لإسرائيل لأسباب تتعلق بالديمقراطية، فهل إسرائيل ديمقراطية؟ نعم، إلى حد بعيد. صحيح كان موقف بنس مخزيا عندما وقف يمتدح الديمقراطية الإسرائيلية وهو يرى رجال الأمن يطردون 13 نائبا عربيا من جلسة الكنيست التى حضرها. لكن أيا كان رأينا فى ديمقراطية إسرائيل اليوم، فطبيعة فكر بنس وأمثاله من المسيحيين الصهاينة «الجدد» يمكن أن تنقل صراعنا مع إسرائيل من فضاء الأحقاد الدينية والعنصرية إلى مضمار السباق إلى الديمقراطية، وهذه نقلة عظيمة، إن جعلناها تحدث. ولهذا أقول إن الفلسطينيين أخطأوا عندما رفضوا لقاء بنس. يجب أن يتصرف القادة الفلسطينيون كسياسيين لا كمحاربين. وعندما يفعلون ذلك فسوف يخرجون بثقافة المنطقة كلها من أزمة مزمنة. والخطوة الأولى بهذا الاتجاه يتعين أن تكون بتحويل الفصائل الفلسطينية إلى أحزاب سياسية واختيار قادة جدد من الشباب لهذه الأحزاب. وتقاعس القوى الفلسطينية عن هذا الأمر هو أكبر دليل على عجزها عن مواكبة حركة الزمن.

كان المفروض، عندما أعلن ياسر عرفات قبوله بإسرائيل كدولة لها حق الوجود (فى 8 ديسمبر 1988) وعندما انحصر حلم الدولة الفلسطينية فى الضفة الغربية وغزة، أن تتحول حركة فتح إلى حزب سياسى. لكن هذا لم يحدث. وكان هذا عجيبا وغريبا. ثم أصبح أعجب وأغرب بعد قيام السلطة الوطنية فى 1994. وقد رأيت عرفات عندما زرته فى مكتبه وهو يعامل شمعون بيريز كسياسى يختلف معه لكنهما يقفان، كل فى دائرته، داخل منظومة سياسية واحدة. وهذا يوضح لماذا كان عرفات يخاطب رؤساء وزراء إسرائيل بقوله: Mr. Prime Minister، هذا اعتراف بمشتركات سياسية.

وعندما قابلت أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسى، وأنا أحترم الاثنين لأسباب إنسانية، مع رفضى الكامل لسياساتهما، قال لى «الرنتيسى» إنه لا يستطيع أن يقبل بالحدود الراهنة لإسرائيل لأن هناك قواعد وضعها الشرع للتصرف فى أرض فلسطين، التى هى وقف إسلامى. وبدا لى ذلك مجرد انصياع لمقولة صدرت عن عبدالحميد الثانى فى ظروف لم يعد لها وجود. لكن عندما وجدت الناس فى غزة والضفة يتعاملون بالشيكل، وكل مقومات حياتهم مرتبطة بإسرائيل، ووجدت العمل فى إسرائيل حلما لشباب فلسطينيين (ومصريين) بدأت أرى الموضوع صراعا أهليا بين فلسطينيين وإسرائيليين. وآمنت بضرورة أن تتحول الفصائل الفلسطينية إلى أحزاب، مثل الأحزاب الكتالونية فى إسبانيا والكردية فى العراق. ولكن لأن هذا لم يحدث فلن يكون غريبا لو شق التاريخ لنفسه مجرى بعيدا عن قيادات الفصائل، ليمضى بنا إلى مرحلة جديدة يمثل التعاون الإقليمى فيها ركيزة لما اعتدنا أن نسميه «السلام العادل والشامل»، دون أن نضع الأسس العملية لهذا السلام العادل والشامل، وضيعنا عشرات السنين على كيلومتر هنا وكيلومتر هناك.

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زعيم المسيحية الصهيونية ماذا كان يفعل هنا زعيم المسيحية الصهيونية ماذا كان يفعل هنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon