توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مستقبل الإعلام العربي!

  مصر اليوم -

مستقبل الإعلام العربي

بقلم : د.محمد الرميحى

مشكوراً نادي دبي للصحافة على دعوته الكريمة لحضور قمة الإعلام في دورته الثانية والعشرين في دبي، بين 27 - 30 مايو، وكان اللقاء تحت عنوان «مستقبل الإعلام العربي». دعوة نادي دبي السنوية هي فرصة للقاء العديد من المشتغلين بالإعلام العربي من مدارس مختلفة، وهذا العام احتضنت اللقاءات العديد من النشاطات، اللافت هو الإعلام الجديد، وهو أصبح «ترند» كما يقال، ويتوسع بين فئات المجتمع العربي، وبخاصة صغار السن.

 

البعض يسمي ذلك الإعلام الجديد، أو «وسائل الاتصال الاجتماعي»، ورغم ما يحمله من إيجابيات فإن هناك الكثير مما لا ينطبق عليه مفهوم الإعلام، حتى فكرت في أن أقدم مفهوماً آخر للمصطلح بأن أسميه «إعلام النميمة».

أعترف أن هذا المصطلح قد يكون فيه شيء من القسوة، وأيضاً لا يعني التعميم المطلق، إلا أن شيئاً منه ليس فيه قليل من سمات النميمة، وربما أيضاً المبالغة في التحقير أو التعظيم أو التضليل، الذي يعاكس ما نتطلع إليه من وعي، فالإعلام التقليدي تنظمه قوانين، وتحوطه أخلاق المهنة، الجديد مطلق العنان من الاثنين!

ربما يعود ذلك إلى عدد من الأسباب، منها، وليس كلها، جاهزية الوسائل المتاحة، التي تقلصت الآن إلى أن تصبح بضع أدوات لا أكثر، من تليفون نقال، أو جهاز صغير يحمل في الكف، ذلك يغري كثيرين بالدخول في هذا الفضاء المفتوح، وغير محدود السقف، وبالتالي يكون الهدف أحد ثلاثة (الشهرة أو التشهير أو جمع المال)، وقد يكون الثلاثة معاً، لذلك يتم تضليل الجمهور العام بالكثير من المعلومات المغلوطة في كل المجالات السياسية والاجتماعية والفكرية، بل وحتى التجارية.

يروج البعض لسلعة ما، وعندما يقرأ المتابع الفطن عنها في مراجع موثوقة، أو يتعرف على رأي متخصصين، يجد أنها ضارة كثيراً بالصحة، وفي حدها الأدنى غير نافعة، ولكن يظل ذلك المروج لها في استمرار الدعوة لاستهلاكها، دون أن يرف له جفن، ببساطة لأنه في الأغلب يتقاضى مالاً من ذللك الترويج، ويذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، فيقول لمن يشاهده إن الوصفة الفلانية تقلل من وزنك، أو تقلل من ضغط دمك، وتجعل «بشرتك» أكثر نضارة أو تجعل قدرتك الجسمية أكثر فحولة، البعض يدلل «بشكل غير علمي» على أن ذلك النوع من أدوات الطبخ تنتج السموم في الأكل، والبديل يشير لك إلى نوع آخر من أدوات الطبخ، وأسمع من بعض ربات البيوت أنهن تخلصن من ذلك النوع «الذي يستخدمنه من سنوات» إلى النوع الجديد الموصَى به! والأكثر تكلفة! تحت تأثير ما شاهدوه فصدقوه!

إذا كان ذلك في مجال أدوات الاستهلاك، فالعلة تكبر في مجال السياسة، والبعض لا يتردد في إشاعة الموبقات حول هذا البلد أو ذاك، أو نقد غير موضوعي لتلك الشخصية السياسية أو هذه، وتشتعل حروب «قتل الشخصية» وازدراء تجارب الأوطان وتضخيم الأخطاء باعتبارها خطايا، وفي أغلب تلك المواقف الأمر مدفوع أو غفلة وقلة فهم أو علم! أو كل ذلك معاً.

لعل موضوع العمل الإعلامي العربي من الأعمال القليلة التي لا تحتاج إلى ترخيص من أي نوع، فحتى قيادة السيارة تحتاج إلى ترخيص، أما العمل في الإعلام فقد يخضع إلى الصدفة أو توق إلى الشهرة، وأكثر ما هو مفتوح على باب الصدف هو «إعلام النميمة»، ولأن الحاجة إلى «فض الخلق» لدى جمهور عربي واسع قائمة ومشاهدة، وتجد أن إعلامي النميمة كلما ضخّم في ذم الآخر، وكثف الكذب حوله، واختلق القصص المثيرة، أكان ضد شخص عام أو دولة، كثر متابعوه، لأنهم يريدون أن يصدقوا كلامه، أو يتمنون صدقه. إنه عوار ثقافي عميق في محيطنا العربي! أساسه قصور لدى جمهور واسع في القدرة على الفرز!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل الإعلام العربي مستقبل الإعلام العربي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon