توقيت القاهرة المحلي 10:58:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإقلاع الصعب في الكويت

  مصر اليوم -

الإقلاع الصعب في الكويت

بقلم : د.محمد الرميحي

 

المجتمع الكويتي حيوي ومتنوع، لذلك يكثر فيه النقاش، وتتعدد فيه وجهات النظر، ففي السنوات الأربع الأخيرة على الأقل زاد النقاش وتحول بعضه إلى جدل، حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من وضع.

حكومة يقودها رجل متخصص وعالي الثقافة هو الشيخ محمد صباح السالم، ورافعة ترغب أن تُدخل عصراً جديداً للكويت، وهو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد. ومعظم الشرائح الناشطة في الكويت متفائلة، والأكثر وعياً منهم يرغب في أن يترك الحكومة الجديدة تقوم بعملها لفترة، قبل أن يكوّن رأياً تجاه حول عملها، إنْ كانت على الطريق الصحيحة أم لا!

إلا أن المشهد بكامله ليس جديداً، فذاكرتي لا تحمل ولو مرة واحدة، أن شُكلت وزارة ولم يُثر الجدل حولها، الفرق أن الجدل في السابق كان ذا صفتين، الأولى يحدث في الديوانيات، وهي مجالس شبه مغلقة على مجموعة من الناس، والثانية في الغالب أن من يجهر برأيه في تلك الديوانيات له علم ما بالأمور. الاختلاف اليوم في هذا الفضاء المفتوح أو شبه المغلق، إما في «الواتساب» أو وسائل التواصل الاجتماعي المفتوحة، وهي تفيض بالقول ممَّن يعرف ومَن لا يعرف، يسود بعضها نقص المعلومات، ويدفع بعضها التشهير أو الشهرة، ولا تخلو نسبة منها من إعلان مبطن قد يكون مدفوع الثمن.

وقد كثر الحديث اليوم، سواء في الصحافة المكتوبة وأكثر في وسائل التواصل الاجتماعي «المقفلة» و«المفتوحة»، التي تتطرق لما هو مرغوب، وما هو غير مرغوب من الوزارة الجديدة، حتى في الأيام القليلة المقبلة قبل أن تقسم أمام البرلمان، والمتوقع أن تفعل ذلك يوم الاثنين في جلسة خاصة، لذلك فإن الالتفات إلى معظم ذلك الجدل قد يكون من دون فائدة.

هناك تعدد في الآراء المطروحة، أجملها في النقاط التالية...

1- يقول البعض إن الديمقراطية لا تصلح للمجتمع الكويتي، فقد كانت سبب «التخلف» أو «المراوحة» التي أصابت المجتمع، وإن تخلصنا منها، يمكن أن نسير في مسار التقدم الحاصل والمشاهد في بعض دول الإقليم.

2- رأي آخر يقول إن الديمقراطية كمفهوم وفكرة هي مستقبل كل المجتمعات العالمية، مشكلة الكويت في الممارسة، وهي مشكلة مزمنة، وممارسة عرجاء، لأنها تعلي بطبيعة آلياتها القائمة من التحشيد القبلي والطائفي، ويلعب المال السياسي دوراً فيها «إغراء أو حرماناً»، لذلك لا بد من النظر في إعادة هيكلة للمنظومة، وتجتهد هذه الفئة باقتراح عدد من الخطوات لإصلاح الممارسة وتنقيتها من الشوائب، لأن استمرارها يعني استمرار ممارسة الوقوف في المكان، إلا أن «الإصلاح» يحتاج إلى قرار، ورؤية ربما لم تتبلور حتى الساعة.

3- البعض يرى مثالب الممارسة في الشعبوية، أي المطالبة بامتيازات مالية، بعضها غير مسبوق في أي نظام مالي، كمثال «شراء الإجازات» الذي كان في البداية بشروط محددة، ثم أصبح بلا شروط، أي لا سقف له، ويتصاعد الإنفاق عليه من الميزانية العامة حتى وصل إلى مبلغ فلكي! وكذلك في سياسة الكوادر، التي فرّقت بين قطاعات العاملين في الدولة، وأصبح الحصول على الكادر للناخبين المهمة الأساس لكثير من أعضاء البرلمان. فالشعبوية كما تمارس تقود إلى استنزاف المال العام، وكادت تضع الدولة في الخانة السالبة بين محدودية دخل النفط، وبين سقف الميزانية، خاصة في الرواتب والبدلات، وهو أمر أقرب إلى الهدر، ما يضعف كفاءة وفاعلية الإنفاق العام، سواء بعدم تجويد الخدمات «كالإصرار على إرسال طلاب في تخصصات مهمة لجامعات ضعيفة في بعض الدول» أو دفع مبالغ في عدد من الخدمات يعرفها أهل الدار بتفاصيلها، جلّها إن لم يكن كلها إرضاء خواطر.

4- قلق البعض على سير عمل هذه الوزارة، لما صاحب أول أيامها من مظاهر، وهي في الغالب نتيجة عدم التوجيه المبكر لبعض أعضائها بالانضباط وغياب التنسيق، الذي أضر بسابقاتها. فعلى سبيل المثال، أحد الوزراء اصطحب «الكاميرا» والمصور ليلتقط له صوراً وهو يتفقد بعض المشاريع، وتلك ظاهرة من ممارسات بعض الوزراء السابقين، ويأتي الوزير ويذهب وتبقى المشكلة على حالها، أو آخر يصرح بأنه سوف يقوم بدفع المبلغ الفلاني على الفئة الفلانية، طبعاً مثل هذه التصرفات يبدو أنها تلقائية، لكنها تشير إلى نقص في التنسيق، فالوزير ليس من أعماله النزول إلى موقع العمل، من المفروض أن يتبنى سياسة «فوّض وحاسب»، أي فوض من يعمل معك، وحاسبه على التقصير إن وجد، فليس من المتوقع منك أن تعرف كل تفاصيل العمل، خاصة إنْ كان فنياً.

5- عوّقت الحكومات السابقة كثيراً أذرعها الإعلامية، ومع كثير من الإنجاز في السابق، إلا أن الإعلام تحول إلى إعلان، وليس المطلوب منه ذلك، حيث ينصرف عنه الجمهور، وافتقدت الدولة منذ زمن الاهتمام بالأعلام كصناعة تحتاج إلى مهنية تقوم على رؤية وبرامج، ويسير ذلك أيضاً على الذراع الثقافية، كلا الجناحين مهيضان في السنوات الأخيرة، بل في بعض القرارات كانا مضادين للمشروع النهضوي، بالتفرغ إلى الممنوع، وتضييق مساحة المسموح.

6- تسمع من الخبراء أن الأداة الرافعة لمسيرة نهضوية هي «جودة الإدارة»، أي تقليص البيروقراطية الثقيلة التي تبنتها الدولة، وربما هي صالحة للمجتمعات الكثيفة السكان، لا المجتمعات الصغيرة، التي يقوم معظم علاقاتها على قاعدة «الوجه للوجه»، ولهذا فإن التفكير في «ترشيق الإدارة العامة» والتحول السريع إلى الرقمنة والتقنية، مع عمل جاد ضد الفساد «الكبير قبل الصغير» قد يضع البلد على السكة الصحيحة.

7- ملفات التعليم والبنية التحتية والخدمات الصحية وإعادة النظر في ملائمة برامجها لمتطلبات التطوير أمور لها أولوية، ويرجح أن تكون تلك الملفات في صلب المنظور التنموي المرجو.

تلك ملفات سهل الحديث حولها، وصعب تنفيذها من دون إقناع، لذلك فإن رئيس الوزراء أطلق شعاراً موفقاً في قوله تجاه مجلس الأمة «شركاء» في التنمية، أي من دون تنمية جادة، لا توجد شراكة!

آخر الكلام: «على قدر أهل العزم تأتي العزائم»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإقلاع الصعب في الكويت الإقلاع الصعب في الكويت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع

GMT 02:06 2020 الأحد ,06 أيلول / سبتمبر

الديكور الأسود والأبيض في المنازل السعودية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon