توقيت القاهرة المحلي 22:56:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإقلاع الصعب في الكويت

  مصر اليوم -

الإقلاع الصعب في الكويت

بقلم : د.محمد الرميحي

 

المجتمع الكويتي حيوي ومتنوع، لذلك يكثر فيه النقاش، وتتعدد فيه وجهات النظر، ففي السنوات الأربع الأخيرة على الأقل زاد النقاش وتحول بعضه إلى جدل، حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من وضع.

حكومة يقودها رجل متخصص وعالي الثقافة هو الشيخ محمد صباح السالم، ورافعة ترغب أن تُدخل عصراً جديداً للكويت، وهو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد. ومعظم الشرائح الناشطة في الكويت متفائلة، والأكثر وعياً منهم يرغب في أن يترك الحكومة الجديدة تقوم بعملها لفترة، قبل أن يكوّن رأياً تجاه حول عملها، إنْ كانت على الطريق الصحيحة أم لا!

إلا أن المشهد بكامله ليس جديداً، فذاكرتي لا تحمل ولو مرة واحدة، أن شُكلت وزارة ولم يُثر الجدل حولها، الفرق أن الجدل في السابق كان ذا صفتين، الأولى يحدث في الديوانيات، وهي مجالس شبه مغلقة على مجموعة من الناس، والثانية في الغالب أن من يجهر برأيه في تلك الديوانيات له علم ما بالأمور. الاختلاف اليوم في هذا الفضاء المفتوح أو شبه المغلق، إما في «الواتساب» أو وسائل التواصل الاجتماعي المفتوحة، وهي تفيض بالقول ممَّن يعرف ومَن لا يعرف، يسود بعضها نقص المعلومات، ويدفع بعضها التشهير أو الشهرة، ولا تخلو نسبة منها من إعلان مبطن قد يكون مدفوع الثمن.

وقد كثر الحديث اليوم، سواء في الصحافة المكتوبة وأكثر في وسائل التواصل الاجتماعي «المقفلة» و«المفتوحة»، التي تتطرق لما هو مرغوب، وما هو غير مرغوب من الوزارة الجديدة، حتى في الأيام القليلة المقبلة قبل أن تقسم أمام البرلمان، والمتوقع أن تفعل ذلك يوم الاثنين في جلسة خاصة، لذلك فإن الالتفات إلى معظم ذلك الجدل قد يكون من دون فائدة.

هناك تعدد في الآراء المطروحة، أجملها في النقاط التالية...

1- يقول البعض إن الديمقراطية لا تصلح للمجتمع الكويتي، فقد كانت سبب «التخلف» أو «المراوحة» التي أصابت المجتمع، وإن تخلصنا منها، يمكن أن نسير في مسار التقدم الحاصل والمشاهد في بعض دول الإقليم.

2- رأي آخر يقول إن الديمقراطية كمفهوم وفكرة هي مستقبل كل المجتمعات العالمية، مشكلة الكويت في الممارسة، وهي مشكلة مزمنة، وممارسة عرجاء، لأنها تعلي بطبيعة آلياتها القائمة من التحشيد القبلي والطائفي، ويلعب المال السياسي دوراً فيها «إغراء أو حرماناً»، لذلك لا بد من النظر في إعادة هيكلة للمنظومة، وتجتهد هذه الفئة باقتراح عدد من الخطوات لإصلاح الممارسة وتنقيتها من الشوائب، لأن استمرارها يعني استمرار ممارسة الوقوف في المكان، إلا أن «الإصلاح» يحتاج إلى قرار، ورؤية ربما لم تتبلور حتى الساعة.

3- البعض يرى مثالب الممارسة في الشعبوية، أي المطالبة بامتيازات مالية، بعضها غير مسبوق في أي نظام مالي، كمثال «شراء الإجازات» الذي كان في البداية بشروط محددة، ثم أصبح بلا شروط، أي لا سقف له، ويتصاعد الإنفاق عليه من الميزانية العامة حتى وصل إلى مبلغ فلكي! وكذلك في سياسة الكوادر، التي فرّقت بين قطاعات العاملين في الدولة، وأصبح الحصول على الكادر للناخبين المهمة الأساس لكثير من أعضاء البرلمان. فالشعبوية كما تمارس تقود إلى استنزاف المال العام، وكادت تضع الدولة في الخانة السالبة بين محدودية دخل النفط، وبين سقف الميزانية، خاصة في الرواتب والبدلات، وهو أمر أقرب إلى الهدر، ما يضعف كفاءة وفاعلية الإنفاق العام، سواء بعدم تجويد الخدمات «كالإصرار على إرسال طلاب في تخصصات مهمة لجامعات ضعيفة في بعض الدول» أو دفع مبالغ في عدد من الخدمات يعرفها أهل الدار بتفاصيلها، جلّها إن لم يكن كلها إرضاء خواطر.

4- قلق البعض على سير عمل هذه الوزارة، لما صاحب أول أيامها من مظاهر، وهي في الغالب نتيجة عدم التوجيه المبكر لبعض أعضائها بالانضباط وغياب التنسيق، الذي أضر بسابقاتها. فعلى سبيل المثال، أحد الوزراء اصطحب «الكاميرا» والمصور ليلتقط له صوراً وهو يتفقد بعض المشاريع، وتلك ظاهرة من ممارسات بعض الوزراء السابقين، ويأتي الوزير ويذهب وتبقى المشكلة على حالها، أو آخر يصرح بأنه سوف يقوم بدفع المبلغ الفلاني على الفئة الفلانية، طبعاً مثل هذه التصرفات يبدو أنها تلقائية، لكنها تشير إلى نقص في التنسيق، فالوزير ليس من أعماله النزول إلى موقع العمل، من المفروض أن يتبنى سياسة «فوّض وحاسب»، أي فوض من يعمل معك، وحاسبه على التقصير إن وجد، فليس من المتوقع منك أن تعرف كل تفاصيل العمل، خاصة إنْ كان فنياً.

5- عوّقت الحكومات السابقة كثيراً أذرعها الإعلامية، ومع كثير من الإنجاز في السابق، إلا أن الإعلام تحول إلى إعلان، وليس المطلوب منه ذلك، حيث ينصرف عنه الجمهور، وافتقدت الدولة منذ زمن الاهتمام بالأعلام كصناعة تحتاج إلى مهنية تقوم على رؤية وبرامج، ويسير ذلك أيضاً على الذراع الثقافية، كلا الجناحين مهيضان في السنوات الأخيرة، بل في بعض القرارات كانا مضادين للمشروع النهضوي، بالتفرغ إلى الممنوع، وتضييق مساحة المسموح.

6- تسمع من الخبراء أن الأداة الرافعة لمسيرة نهضوية هي «جودة الإدارة»، أي تقليص البيروقراطية الثقيلة التي تبنتها الدولة، وربما هي صالحة للمجتمعات الكثيفة السكان، لا المجتمعات الصغيرة، التي يقوم معظم علاقاتها على قاعدة «الوجه للوجه»، ولهذا فإن التفكير في «ترشيق الإدارة العامة» والتحول السريع إلى الرقمنة والتقنية، مع عمل جاد ضد الفساد «الكبير قبل الصغير» قد يضع البلد على السكة الصحيحة.

7- ملفات التعليم والبنية التحتية والخدمات الصحية وإعادة النظر في ملائمة برامجها لمتطلبات التطوير أمور لها أولوية، ويرجح أن تكون تلك الملفات في صلب المنظور التنموي المرجو.

تلك ملفات سهل الحديث حولها، وصعب تنفيذها من دون إقناع، لذلك فإن رئيس الوزراء أطلق شعاراً موفقاً في قوله تجاه مجلس الأمة «شركاء» في التنمية، أي من دون تنمية جادة، لا توجد شراكة!

آخر الكلام: «على قدر أهل العزم تأتي العزائم»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإقلاع الصعب في الكويت الإقلاع الصعب في الكويت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 14:54 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

جريندل مهدد بفقدان منصبه في "اليويفا"

GMT 02:46 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير خبز الموز الخفيف

GMT 20:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتشيل يرفض التعليق على ترشيحه لتدريب "ريال مدريد"

GMT 02:53 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"الإسكان " تعلن شروط وأسعارحجز شقق لؤلؤة القاهرة الجديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon