توقيت القاهرة المحلي 11:13:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب الحدود: وسيلة أم غاية؟

  مصر اليوم -

حرب الحدود وسيلة أم غاية

بقلم - محمد الرميحي

اندلعت حرب بين «حماس» في غزة وبين إسرائيل السبت الماضي، ويعرف الجميع أن أول ضحايا الحروب هي الحقيقة، لذلك لن نعرف الحقيقة وراء الحرب الأخيرة، وما أسبابها المباشرة، والتي يبدو أنها ستكون طويلة نسبياً.

هل هذه الحرب وسيلة للوصول إلى حلول ما في المستقبل، للأوضاع التي تجمدت منذ سنين بين الفلسطينيين وبين إسرائيل؟ أم هي في حد ذاتها غاية، ربما لتحقيق ما يعتقد البعض أنه الطريق الأفضل لخلط الأوراق، وقتل المبادرات؟.

من الأسئلة، لماذا هذا التوقيت؟ ولماذا لم تعرف لا المخابرات الإسرائيلية ولا الأمريكية بما هو قادم، وهي لا تخلو من (أعين) في غزة ومحيطها، سواء إلكترونية، بل وحتى بشرية؟ وهل الدافع محلي (حماسي) فقط، أم أن هناك قوى أكبر في المنطقة، هي التي شجعت الاشتباك بهذه الصورة، وبهذه المساحة، وبهذا التوقيت، لترك أكبر قدر من التأثير في المنطقة وفي العالم، وإجبار الإقليم على التوقف عن التنمية، للتوجه إلى الحروب؟.

كل تلك الأسئلة من الصعب الإجابة عنها بشكل قطعي، قبل أن تنقشع السحابة الكثيفة التي تظلل المشهد حتى اليوم، وقد لا نحصل في القريب على كل الأجوبة، إلا أن المؤكد أن استخدام السلاح دون هدف سياسي، هو أمر عبثي!

الحرب الساخنة في غزة وحولها، فجرت حرب كراهية على ساحات التواصل الاجتماعي، فأصبح لدينا أخبار، وبجانبها ويفوقها بكثافة أخبار كاذبة، من فيديوهات وتصريحات مستفزة، وصور، قد يكون بعضها لحروب سابقة، وهي مركبة لترسل رسالة خاطئة للجمهور، كلها تقود لإشعال الكراهية، والعودة إلى الحرب العربية الباردة، وتحقيق الاضطراب في الإقليم.

البعض في وسائل التواصل الاجتماعي، صب جام غضبه على العرب جميعهم، وبالأخص ما سموهم (المطبعين)، وكأن القضية كلها اكتشفت بعد أن (طبع بعض العرب)، وخاصة أهل الخليج، في محاولة لا تخلو من خباثة لشق الصف، بل ظهرت علينا فيديوهات تحرف الأهداف إلى ذم العرب، من أجل أن يقابلها ذم آخر، فيزاد الشق توسعاً.

يعرف الجميع أن القضية قد تم اختطافها من بعض أهلها، مع الأسف، بسبب الشقاق السياسي بين فصائل متناحرة، تختلف أجندتها باختلاف تبعيتها لدول وقوى ومجموعات، وعلى الرغم من الصيحات التي وصلت إلى حد الرجاء، بوحدة الصف وتنظيم الأهداف، إلا أن ذلك لم يتم، وربما لن يتم، وكان الخيار الآخر هو التوريط في صراع لم يُستشر فيه أحد، ولا يحقق إلا الدمار للمواطن الفلسطيني الأعزل، سواء في غزة أو في أراضي السلطة المحتلة.

صحيح أنه في حالة الحروب يتجمع الناس لأسباب إنسانية وعاطفية لنصرة الأضعف وصاحب الحق، إلا أن ما نشاهد من مواقف غربية بشكل عام، وأمريكية، تتجاوز كل ذلك العنت الإسرائيلي لتصطف معه، ربما بسبب شعورها أن الأمر لا يخلو من توظيف للمعسكر الذي تعاديه، فليس من العقل أن ترسل الولايات المتحدة هذه (الأرمادا) البحرية إلى سواحل شرق المتوسط، فقط لأن هناك مجموعة صغيرة مسلحة عبرت حدود غزة، واستولت مؤقتاً على بعض المناطق المأهولة في المستوطنات المجاورة؟ لا بد أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، كما قلت، لا يعلم كثيرون كنهه!

لقد سيطر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة كلها، لسنوات طوال، وفجّر صراعات بينية، وانقلابات عسكرية، كلها باسم تحرير فلسطين، وقابل ذلك تعنت من اليمين الإسرائيلي، فظ وغير عقلاني، إلا أن الأمر لن ينتهي بصراع القوة، قد ينتهي بشجاعة التوافق، فهل تقود الأزمة الأخيرة إلى بداية ذلك الطريق؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب الحدود وسيلة أم غاية حرب الحدود وسيلة أم غاية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon