توقيت القاهرة المحلي 10:24:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب الحدود: وسيلة أم غاية؟

  مصر اليوم -

حرب الحدود وسيلة أم غاية

بقلم - محمد الرميحي

اندلعت حرب بين «حماس» في غزة وبين إسرائيل السبت الماضي، ويعرف الجميع أن أول ضحايا الحروب هي الحقيقة، لذلك لن نعرف الحقيقة وراء الحرب الأخيرة، وما أسبابها المباشرة، والتي يبدو أنها ستكون طويلة نسبياً.

هل هذه الحرب وسيلة للوصول إلى حلول ما في المستقبل، للأوضاع التي تجمدت منذ سنين بين الفلسطينيين وبين إسرائيل؟ أم هي في حد ذاتها غاية، ربما لتحقيق ما يعتقد البعض أنه الطريق الأفضل لخلط الأوراق، وقتل المبادرات؟.

من الأسئلة، لماذا هذا التوقيت؟ ولماذا لم تعرف لا المخابرات الإسرائيلية ولا الأمريكية بما هو قادم، وهي لا تخلو من (أعين) في غزة ومحيطها، سواء إلكترونية، بل وحتى بشرية؟ وهل الدافع محلي (حماسي) فقط، أم أن هناك قوى أكبر في المنطقة، هي التي شجعت الاشتباك بهذه الصورة، وبهذه المساحة، وبهذا التوقيت، لترك أكبر قدر من التأثير في المنطقة وفي العالم، وإجبار الإقليم على التوقف عن التنمية، للتوجه إلى الحروب؟.

كل تلك الأسئلة من الصعب الإجابة عنها بشكل قطعي، قبل أن تنقشع السحابة الكثيفة التي تظلل المشهد حتى اليوم، وقد لا نحصل في القريب على كل الأجوبة، إلا أن المؤكد أن استخدام السلاح دون هدف سياسي، هو أمر عبثي!

الحرب الساخنة في غزة وحولها، فجرت حرب كراهية على ساحات التواصل الاجتماعي، فأصبح لدينا أخبار، وبجانبها ويفوقها بكثافة أخبار كاذبة، من فيديوهات وتصريحات مستفزة، وصور، قد يكون بعضها لحروب سابقة، وهي مركبة لترسل رسالة خاطئة للجمهور، كلها تقود لإشعال الكراهية، والعودة إلى الحرب العربية الباردة، وتحقيق الاضطراب في الإقليم.

البعض في وسائل التواصل الاجتماعي، صب جام غضبه على العرب جميعهم، وبالأخص ما سموهم (المطبعين)، وكأن القضية كلها اكتشفت بعد أن (طبع بعض العرب)، وخاصة أهل الخليج، في محاولة لا تخلو من خباثة لشق الصف، بل ظهرت علينا فيديوهات تحرف الأهداف إلى ذم العرب، من أجل أن يقابلها ذم آخر، فيزاد الشق توسعاً.

يعرف الجميع أن القضية قد تم اختطافها من بعض أهلها، مع الأسف، بسبب الشقاق السياسي بين فصائل متناحرة، تختلف أجندتها باختلاف تبعيتها لدول وقوى ومجموعات، وعلى الرغم من الصيحات التي وصلت إلى حد الرجاء، بوحدة الصف وتنظيم الأهداف، إلا أن ذلك لم يتم، وربما لن يتم، وكان الخيار الآخر هو التوريط في صراع لم يُستشر فيه أحد، ولا يحقق إلا الدمار للمواطن الفلسطيني الأعزل، سواء في غزة أو في أراضي السلطة المحتلة.

صحيح أنه في حالة الحروب يتجمع الناس لأسباب إنسانية وعاطفية لنصرة الأضعف وصاحب الحق، إلا أن ما نشاهد من مواقف غربية بشكل عام، وأمريكية، تتجاوز كل ذلك العنت الإسرائيلي لتصطف معه، ربما بسبب شعورها أن الأمر لا يخلو من توظيف للمعسكر الذي تعاديه، فليس من العقل أن ترسل الولايات المتحدة هذه (الأرمادا) البحرية إلى سواحل شرق المتوسط، فقط لأن هناك مجموعة صغيرة مسلحة عبرت حدود غزة، واستولت مؤقتاً على بعض المناطق المأهولة في المستوطنات المجاورة؟ لا بد أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، كما قلت، لا يعلم كثيرون كنهه!

لقد سيطر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة كلها، لسنوات طوال، وفجّر صراعات بينية، وانقلابات عسكرية، كلها باسم تحرير فلسطين، وقابل ذلك تعنت من اليمين الإسرائيلي، فظ وغير عقلاني، إلا أن الأمر لن ينتهي بصراع القوة، قد ينتهي بشجاعة التوافق، فهل تقود الأزمة الأخيرة إلى بداية ذلك الطريق؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب الحدود وسيلة أم غاية حرب الحدود وسيلة أم غاية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon