توقيت القاهرة المحلي 10:28:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ما يحدث في الكويت يخصها وحدها؟

  مصر اليوم -

هل ما يحدث في الكويت يخصها وحدها

بقلم : د.محمد الرميحي

المتابع لأحداث الإقليم الخليجي يلحظ حراكاً غير مسبوق على الصعيد السياسي، بعد وفاة المرحوم الشيخ نواف الأحمد، وتولي الأمير مشعل الأحمد زمام الدولة. لقد تابع كثيرون خطاب الشيخ مشعل في جلسة القَسَم، 20 ديسمبر، وما تلاها من رمزيات بعد ذلك مباشرة، كما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالتوقعات، لا يخلو كثير منها من (أجندات) مختلفة، بما فيها البيان أيضاً غير المسبوق من بعض أعضاء مجلس الأمة القائم حتى الآن.

الأسابيع القادمة سوف تظهر لنا الكثير مما هو حتى الآن (مجرد رؤوس أقلام)، أما التفاصيل فينتظرها الجمهور الكويتي والخليجي على الأخص، شاخصة عيونهم على أحداث الكويت، وبعضها غير مسبوق، لا في لهجة النطق السامي ولا في مفرداته.

يحيط بالكويت تقريباً مشروعان، مشروع تنموية آخذ في التطور، ومشروع آخر يحيطه الارتباك إن لم تكن الأزمات شبه المزمنة. في جنوب الكويت مشروع متمثل في تجربة متعددة المستويات، ترنو في مجملها إلى الحداثة والمعاصرة، ومسايرة العصر، وتحقيق رفاه المجتمع، وهو ما يحدث في دول مجلس التعاون، وأما في شمالها فهناك تعثر وتبعثر يزيد من أزمات شعوب المنطقة تلك، بل وبعضها يدخل في حروب أهلية.

الكويت علاقتها استراتيجية بالجنوب، بجاراتها في الخليج، كما أنها بدأت بتجربة تنموية ما زالت تذكر فتشكر، في التعليم والخدمات الصحية، والأعمال الثقافية المتميزة وأيضاً في الدبلوماسية النشيطة. كل تلك النجاحات شابها الكثير من الضباب في السنوات الماضية، فقد تحولت القبيلة، وهي تنظيم اجتماعي، إلى قبلية، أي منحى سياسي وإقصائي، والتعددية الثقافية الحميدة إلى طائفية منكرة، وتحقيق الخير العام الذي بناه الآباء الأوائل، إلى خير (الخواص)، وتراجعت الاستنارة إلى شبه الظلامية في فهم خاطئ للقيم العليا التي بنيت عليها الدعوة الإسلامية، وطغى التعنت، إلى درجة أن تحتكر طائفة صغيرة في المجتمع (الوصاية) على القيم الاجتماعية وتفرض تصورها الخاص على الآخرين في مفارقة واضحة لطبيعة الإنسان، وأيضاً مفارقة لطبيعة المجتمع الكويتي المدني والتجاري، الذي قامت عليه الكويت قبل النفط واستمر لسنوات يقود التغير الحميد ومسايرة العصر بعد النفط.

لذلك فإن التنمية بشكل عام دفعت الثمن، في وقت تحضر شريحة واسعة من الكويتيين ذات قدرات مشهودة وتقريباً في كل مجالات الحياة الحديثة، من إداريين ذوي كفاءة عالية، وأطباء مشهود لهم دولياً، واقتصاديين حاذقين نجحوا في مشروعات ضخمة خارج الكويت وما زالوا مستمرين، وأعمدة ثقافية متسعة الأفق، أنتجت مسرحيات وسيمفونيات، وكم كبير من الإنتاج الثقافي المميز، كل ذلك في السنوات الأخيرة تراجع إلى الخلف، وتقدم الخير الخاص وجماعات الوصاية وما دون الدولة، خلف ذلك نفوراً بين مكونات المجتمع وتلاشت قيم الدولة في قيم ما دون الدولة بأشكالها المختلفة.

لذلك لم تأتِ صيحة الاعتراض على كل ما يجري من قبل قائد الكويت إلا استجابة لهذا القلق المتراكم، وشبه المزمن، الذي أفقد كثيرين الأمل في التغيير إلى الأفضل، ودخل المجتمع في نزاع أفقده قدرته المناعية، وتعرضت إدارته العامة إلى الترهل.

ما يحدث في الكويت إذاً ليس خاصاً بها، إنما في الإصلاح القادم مناعة لدول المنطقة خاصة جيرانها في دول مجلس التعاون، والذين كان كثير من ثقاتهم يتحسرون على ما يحدث للكويت من ضياع فرص، بعد أن كانت المنارة.

عناوين الإصلاح تم الإشارة إليها في خطاب الأمير في 20 ديسمبر الحالي، والمنتظر مجموعة خطوات قادمة وسريعة لإصلاح مسار طال انتظاره، واللحاق بركب إخواننا في الخليج، لتشكيل منظومة تنموية تنفع البلاد والعباد وتنيء عن الأزمات المحيطة التي تفقر الشعوب وتمعن في تخلفها.

*أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة الكويت

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ما يحدث في الكويت يخصها وحدها هل ما يحدث في الكويت يخصها وحدها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع

GMT 02:06 2020 الأحد ,06 أيلول / سبتمبر

الديكور الأسود والأبيض في المنازل السعودية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon