توقيت القاهرة المحلي 20:23:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القراصنة المخفيون!

  مصر اليوم -

القراصنة المخفيون

بقلم : د.محمد الرميحى

طافت الصرخة التي أطلقتها السيدة الكويتية وهي تصف نفسها بأنها جدة، طافت رسالتها في معظم وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً على مجموعات الواتس أب.

 

تقول السيدة إنها صادفت على جوالها إعلاناً لبيع نوع من ماء الشرب، والعرض مرفق به هدية، هي عبارة عن ثلاجة صغيرة، وقد راقها العرض فدخلت على العنوان وأكملت الطلب بما فيه وضع تفاصيل البطاقة البنكية، وبعد قليل جاءها الرد إنه قبل الطلب، وستكون الثلاجة وقناني الماء عندكم بعد أربع وعشرين ساعة! استبشرت السيدة خيراً، بعد ساعات قلائل وجدت مجموعة من الرسائل تصلها على تلفونها النقال واحدة بعد أخرى من البنك الذي تتعامل معه، في لحظات سحب من حسابها ألف وثمانمئة دينار!

أي ما يقارب خمسة آلاف وثمانمائة دولار. في اليوم التالي ذهبت مسرعة للبنك متعجبة من سحب المبلغ الكبير، قال لها الموظف بعد أن فحص الموضوع: نأسف لا نستطيع رد المبالغ لأنك أعطيتهم عن طيب خاطر الرقم السري الذي أرسله البنك تلقائياً إليك!

تحسبت على الفاعل واعتبرت السيدة الطيبة أن ما سرق منها (فدوة) لأبنائها وأحفادها. والرسالة الصوتية كانت تحذيراً لأقرانها الذين تتواصل معهم، وأولاد الخير، كما هي العادة عمموا تلك الرسالة إلى الجمهور الأوسع.

متأكد أن من يقرأ القصة السابقة يتذكر أن شيئاً مشابهاً حصل له أو لأحد أقربائه أو معارفه. قصص تتشابه، ليس ثلاجة ماء، ولكن أنواع أخرى من المغريات.

لماذا يحدث هذا النوع من النصب؟، يحدث لعدد من الأسباب، أولاً نحن الآن في عالم كأننا نعيش في بناية واحدة، الكل يعرف عن الكل تقريباً كل شيء، والكل متصل بالتقنية الحديثة بسيطها ومعقدها، ثانياً هناك بشر لديهم ثقة كاملة في الآخرين لأنهم لا يعرفون إلا الثقة في حياتهم العامة والخاصة، وثالثاً اللعب على غريزة إنسانية موجودة بدرجات لدى البشر وهي (الطمع) وهي إنسانية موجودة في كل إنسان بدرجات مختلفة، أما رابعاً فهو ببساطة الجهل بما يحيط بنا من أخطار تقنية.

مع التوسع في استخدام التقنية، تعاظمت المخاطر، فإن كان لديك رقم سيارة من البساطة أن يعرف رقم تليفونك، وأيضاً أين تسكن.

ومع توسع الذكاء الاصطناعي يمكن أن تزور صورتك وحتى صوتك، وأن ينطق هذا الذكاء بما لا تقول ولم تقل، بل إن هاتفك النقال الذي تحمله في جيبك يمكن أن يدل على مكان وجودك في الوقت والساعة، بل بمن هم حولك.

أصبحت صناعة الاحتيال الإلكتروني تبلغ مليارات الدولارات، كما أصبحت صناعة الوقاية من الاحتيال الإلكتروني تضاهي تلك المبالغ، وكلما تقدمت البرامج التي تمنع الاحتيال، كلما تقدم المحتالون في اختراقها، ولا تنجو منها حتى المؤسسات المختلفة والمؤسسات الحكومية، لذلك فإن أفضل الطرق هي التوعية الدائمة بالاحتياط من ذلك الاحتمال، من خلال القناعة بأن ليس هناك شيء في عالمنا مجاني، ما أن يعرض أحدهم هدية مجانية حتى تكون هناك ضرورة للانصراف عنها وقمع (الطمع) في داخلك، ثم لا تشتري عن بُعد بضاعة تدفع ثمنها مسبقاً وأيضاً من موقع إلكتروني غير موثوق، من جانب آخر لا ترد على مكالمة غير مسجل صاحبها لديك، بل استجب لها برسالة فقط إن أردت، والتقنية الأخيرة متوفرة في معظم التليفونات. في عالم اليوم التقني عليك الانتباه فأنت وبالأخص مالك وسرك مستهدف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القراصنة المخفيون القراصنة المخفيون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 10:53 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 01:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النيابة العامة تُغلق ملف وفاة أحمد رفعت وتوضح أسباب الحادث

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يتأهل لربع نهائي دوري مرتبط السلة علي حساب الزهور

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز اتجاهات الديكور التي ستكون رائجة في عام 2025

GMT 22:30 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

5 قواعد لإتيكيت الخطوبة

GMT 14:43 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك وطه دسوقي يجتمعان في "ولاد الشمس" رمضان 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon