توقيت القاهرة المحلي 10:09:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في الحرب احذر الحليف!

  مصر اليوم -

في الحرب احذر الحليف

بقلم : د.محمد الرميحى

ينقل كُتاب الاستراتيجية قولاً منسوباً الى رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل:"أسوأ من عدم وجود حلفاء في الحرب، وجودهم"! وهو يعني أن الحلفاء مهمون في الحرب، و لكن إن حصلت على الحلفاء الخطأ فتلك مشكلة اكبر من الحرب!

لعل تلك الحكمة الصادرة من تجربة غنية تعني اليوم شيئاً لـ"حماس" في صراعها مع إسرائيل. حلفاء "حماس" متعددو المستويات، فمنهم من يعمل في الشأن الإعلامي، في داخل البلدان العربية وخارجها، وبخاصة في أوروبا. من دون الدخول في الأسماء، فان هؤلاء الحلفاء يقدمون للرأي العام العربي سرديات كلها كاذبة او على الأقل مبالغ فيها، يختلط فيها الحمق بقلة المعرفة، فكثير منهم يعظم اكثر من اللازم انتصارات وهمية ويسرد قصصاً يعتبر نفسه مطلعاً عليها، وهي غير حقيقية، ومع متابعة اليوتيوب وبعض المنصات يكتشف المراقب مدى فداحة ما يقدمونه من ضرر يقود المتلقي الى أوهام. وعندما تبحث عن خلفية هؤلاء سوف تجدهم، أو معظمهم، راهنوا دائما على الجانب الخاسر في القضايا العربية، هم أقرب من أجل التشبيه الى موقف المرحوم أحمد سعيد في حرب قاتلة وخاسرة عام 1967، مع الاعتراف بأن احمد سعيد لم يكن متعمداً أو مأجوراً.

لقد تبنى هؤلاء فكرة ثبتتها الأدبيات العربية ربما بشكل مشوه، وهي "اكذب اكذب حتى يصدقك الناس". بعض هؤلاء يروج أن "حماس" لا يهمها عدد الضحايا المدنيين، فهي محتفظة بقوتها العسكرية "غي الأنفاق تحت الأرض" و آخرون يصرون على أن الجنود الإسرائيليين يهربون من المواجهة، وأن "حماس" قررت استدراجهم لان هناك أسلحة خطيرة لديها لم تستخدم بعد وسوف تفاجئ الجميع! كل تلك "الحفلة" الكلامية المغيبة للعقل، هي في حقيقة الأمر تضر بالقضية من جانبين، الأول إعطاء انطباع بأن "حماس" لا تحتاج الى معونة معنوية وسياسية ولا الى معونة عسكرية. ولا ينسى هؤلاء الذكر في تلك الحفلة الكثير من اللعنات على السلطة الفلسطينية وبقية العرب وبأقبح التعبيرات المتوافرة في قاموسهم، على أساس استبدال، بالعدو المغتصب، القريب المناصر، والثاني القيام من مكان مريح بتغييب العقل الجماهيري العربي.

على مقلب آخر فان "وحدة الساحات" التي كثر الضجيج حولها لم تفعّل ولن تفعّل، بل أعلن لكل من يريد أن يسمع تنصل واضح، كما قال حسن نصر الله ان محور المقاومة لم يعرف بنية "حماس" فعل ما فعلت، وان ايران بعيدة كل البعد عن ذلك. إن أضفنا الى ذلك تصريح وزير خارجية ايران السابق السيد جواد ظريف: "نحن نناصر المظلوم، و لكن لا نحارب معه أو بدلاً منه"!! في فذلكة كلامية يجيدها عن حق السيد ظريف! (اتهمته بالخيانة بعض الصحف الإيرانية)! وبعده تصريح وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان من ان "توسيع نطاق الحرب في غزة أمر لا مفر منه"! وتحول "وحدة الساحات" و"فيلق القدس" الى مفهوم جديد هو "الساحات المساندة"! فتلك مجموعة "الحلفاء الأعداء" الذين حذر منهم تشرشل! عقلاً، من حق أي طرف ان يتخذ الموقف الذي يناسبه الا انه ليس من حقه تخزين السلاح خارج الدولة واغتيال الوطنيين باسم تحرير فلسطين، تلك كذبة آن لها أن تتوقف!

إن التفتنا الى ما يكتب في الغرب من شروح حول الصراع المحتدم، يصادفنا موضوع بعنوان "نهاية انخداع إسرائيل في غزة" نشر في مجلة" فورين أفيرز" ذات التأثير في النخبة الأميركية في عددها الحالي (تشرين الثاني / نوفمبر 2023) بقلم عساف اوريون (من الاسم يمكن ان يعرف الانتماء)، والذي بدأه بعنوان جانبي: "هذه الحرب ليست كالحروب الأخرى، علينا ان نبدأ من الداخل الإسرائيلي، لأنها حرب سوف تغير إسرائيل من الداخل لسنين قادمة". ويذكر سببين، الأول ان هذه الحرب حتى تحقق أهدافها يمكن أن تمتد الى إشهر طويلة ومكلفة مالاً وبشراً، وليست كما الحروب الأخرى السابقة، فهي لا تحتاج فقط الى قوة حربية، بل دبلوماسية واقتصادية وإعلامية أيضاً، والسبب الثاني ما يسمه الكاتب "المذبحة الكبرى بقتل 1200 إسرائيلي" في 7 تشرين الاول التي تعني فشل استراتيجية إسرائيل الأمنية المطبقة في السنوات الأخيرة، والتي كانت تعتمد على ان "حماس" يمكن احتواء خطرها من خلال دفاعات تكنولوجية وشن حروب جوية محدودة وضبط درجة التسخين، ذلك الوهم يرى الكاتب انه انتهي الى غير رجعة. ويتابع: "في هذا الملف هناك الكثير من الأسئلة التي يتعين على القيادة الإسرائيلية أن تجيب عنها بعد صمت الرصاص!".

ولكن الكثير من النتائج سوف تعتمد على نتيجة الحرب. هنا يستعرض الكاتب عدداً من السيناريوات السابقة وهل يمكن تطبيقها، منها سيناريو اخراج منظمة التحرير من لبنان عام 1982، ولكن بعض العناصر تختلف، كانت البيئة جزئياً معادية للمنظمة في لبنان، في غزة البيئة مناصرة نسبيا لـ"حماس" ولكن لا تخلو من "عيون" لإسرائيل، في الحروب الأخرى كانت إسرائيل تعتمد على "عيون" في الجسم المعادي، تلك العيون قلّت!

واهم ما تطرق اليه المقال ( وقد تمت الإشارة اليه في مقال سابق) انه في مرحلة كانت "حماس" جزءاً من استراتيجية نتنياهو ، والتي كانت ترى أن شق الصف الفلسطيني هو بمثابة ترخيص سياسي لرفض الدولة الفلسطينية على أساس أن ليست هناك جهة مركزية تكون شريكاً للسلام، تلك الحقيقة لا تريد "حماس" ومناصروها الاعتراف بها، والشقاق مرض عربي وفلسطيني متأصل حيث لا يفرق العقل السياسي بين الضرورات وبين المرجآت!

يذهب الكاتب الى الاحتمالات الممكنة وهي استراتيجية الاغتيالات، وذكر العديد من السوابق منها مطاردة من قاموا بعملية ميونيخ عام 1972 وتصفيتهم، كما ذكر نجاح نسبي في تتبع من قاموا بعملية 7 تشرين الاول وتصفيتهم.

الهدف الآن هو تصفية القيادات الحمساوية و اطلاق الاسرى، وفيهما تحقيق انتصار نسبي يهدئ من روع الرأي العام الإسرائيلي، وهي أولوية قصوى للحملة العسكرية، وأيضا تسليم غزة الى إدارة "غير معادية" ولكن مختلفة مع السلطة الفلسطينية لاستمرار الشق الفلسطيني و استثماره، وبعض شخوص هذه المرحلة جاهزة .

هذه المقالة حري ان يقرأ مضامينها قيادات "المقاومة" ومناصريها، بدلاً من الاستماع الى تحليلات الاخوة الأعداء! التي تفرش الطريق ورداً و هو في الحقيقة كله اشواك! كما قيل عدو عاقل ولا صديق جاهل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الحرب احذر الحليف في الحرب احذر الحليف



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon