توقيت القاهرة المحلي 10:14:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرص للسلام في الشرق الأوسط!

  مصر اليوم -

فرص للسلام في الشرق الأوسط

بقلم : د.محمد الرميحى

حملت مجلة الـ«فورين أفيرز» الأميركية المؤثرة في نخب أميركية، وربما أوروبية في عددها (مارس/أبريل - آذار/نيسان) أكثر من مقال يستعرض أحداث الشرق الأوسط، وعلى وجه التحديد ما يحدث في فلسطين، منها مقالان لافتان؛ الأول بعنوان «عودة ظهور فكرة حل الدوليتين»، وقد كتبه المخضرم مارتن أندك، والذي كان من بين أعماله الرسمية السابقة سفيراً للولايات المتحدة لدى إسرائيل، وأيضاً مشاركاً فعالاً في إدارة كلينتون التي وضعت أول اتفاق له معنى بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والثاني تحت عنوان «فقط الشرق الأوسط الذي يصلح الشرق الأوسط»، وكتب المقال باحثان: دالية كيت، وسنام ياكلي، وكلاهما باحث في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسات بحثية أميركية، إلى جانب مقال آخر هو بعنوان «تدمير إسرائيل لنفسها» بقلم ألوف بن، رئيس تحرير «هآرتس»، الجريدة الإسرائيلية، وملخصه «استحالة الازدهار من دون سلام مع الفلسطينيين».

اهتمام المجلة بموضوع حل الدولتين في ملفها الرئيسي، يعني أن القضية الفلسطينية قد فرضت نفسها على أجندة النقاش في الأروقة السياسية المهتمة بالحرب والسلام في العالم.

ما جعل الموضوع له أهمية قصوى، هو ما تسميه الأوساط الغربية «القتل غير المبرر للفلسطينيين في غزة» أو «معاناة الفلسطينيين لفترة طويلة من الزمن من ظلم غير مبرر وقع عليهم»، وهي تعبيرات مخففة للمجزرة التي تجري ومستمرة أمام العالم.

لم يعد وقوف الرأي العام العالمي على ما فعلته «حماس» أو ما لم تفعله، وليس الوقوف على مناوشات الحوثي أو «الحشد الشعبي» العراقي أو غيرهم من اللاعبين الأصغر، التركيز على موضوع أهم وهو «كم من الفلسطينيين تستطيع إسرائيل أن تقتل؟ وإلى متى يمكن التسامح مع هذه المذابح؟».

المشهد في المنطقة واضح، فملف إيران - إسرائيل قد تشبع، بعد أن ضربت إيرانُ إسرائيل «ضخّم الضربة مناصرو إيران»، وقللت منها إسرائيل وحلفاؤها، وضربة إسرائيل مضادة على إيران قلل منها الإيرانيون وحلفاؤهم، وضخّمها الإسرائيليون وحلفاؤهم، «التضخيم والتقليل استخدم من الأطراف المختلفة لإسعاد الجمهور التابع لكل منهما» النتيجة النهائية أن الفريقين، إيران وإسرائيل، أصبحا على قناعة بأن «حرباً بينهما» مستحيلة؛ لأنها إن نشبت فلا يعرف الطرفان كيف ومتى تنتهي! وقد كشف الاثنان عن قوة الردع فيما بينهما مما يوصل إلى معادلة أن الاثنين ليس لديهما «المعدة لهضم حرب طويلة» مكلفة على الاثنين.

يبقى السؤال: هل تستمر مناصرة إيران لأذرع لها في الجوار العربي لشن مناوشات تهدد السلم؟ ذلك ليس هاجساً إسرائيلياً، ما دامت في حدود لعبة ما يعرف بـ«قواعد الاشتباك»، إلا أن الدرس هو أن من يتعدّى تلك القواعد، فسوف ينال جزاءه، حتى لو كان طرفاً إيرانياً! الدرس هنا هو «إن عدتم عُدنا».

ماذا عن حل نابع من دول الشرق الأوسط للموضوع الفلسطيني، يرى المقال الثاني أن الولايات المتحدة في هذا الظرف التاريخي لا تستطيع أن تفعل الكثير دبلوماسياً، أمامها «انتخابات مقبلة، وحرب في أوكرانيا»، سوف تتدخل فقط إن تم الاعتداء على أي من قواتها العاملة في المنطقة بشكل واسع، وهو احتمال ضعيف، ولكنها في الوقت نفسه لا تتخلى عن إسرائيل، فهي تتدخل بدعم مالي وعسكري، غير ذلك من الصعب تخيل دور لأميركا أكثر، وكلما طالت الحرب في غزة أصبحت الفرص لاتساعها أكبر.

هنا يذهب المقال للدور المتوقع من الدبلوماسية العربية التي بدأت تقوم بخطوات لها معنى، ويشير المقال إلى عدد من الموضوعات، منها حل الخلاف مع قطر، والتواصل مع إيران لتبريد التنافس، وفتح علاقات مع الشرق، ليست اقتصادية فحسب، ولكن أيضاً سياسية، بخاصة الصين، وتوازن في العلاقات مع روسيا، كل ذلك قد جلب لاعبين جدداً إلى ساحة الشرق الأوسط.

لذلك نجد دول الشرق الأوسط العربية تفتح أبواباً إقليمية مختلفة بعيداً عن الاعتماد على ما عرف سابقاً بالأمن الأميركي، فقد نشطت دول المنطقة في العمل على محاور أخرى، مثل الاشتراك في مؤتمر بغداد للتعاون 2021، وبعد ذلك عمان 2022 شاركت في المؤتمرين طهران وأنقرة، وأيضاً منتدى الغاز للشرق الأوسط الذي شاركت فيه قبرص ومصر وإسرائيل واليونان والأردن وفرنسا وممثلون للسلطة الفلسطينية، وصولاً إلى ما يعرف بـ12U2، وهي مجموعة من الدول تم التوافق بينها في عام 2021، وتسعى لمواجهة التحديات العالمية وتطوير الفرص الاقتصادية بين أعضائها؛ الهند وإسرائيل والإمارات، ثم ما عرف بالاتفاق الإبراهيمي بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، كل تلك الخطوات تعني أن الدول العربية تسعى إلى تكوين شراكات من أجل الأمن، مع أو من دون الولايات المتحدة. يذهب المقال للقول إنه نظرياً ربما أحداث غزة بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 جمّدت ذلك المسار، إلا أن الواقع هو ما بعد غزة، فعلى أهل المنطقة، بما فيهم إسرائيل، أن ينشّطوا تلك المسارات على قاعدة أن الحروب والصراعات لن تأتي إلا بالخراب للمنطقة كلها، وأن السلام هو الطريق إلى المستقبل، كما أن الاقتراحات المطروحة بخاصة الخطة العربية (المصرية - القطرية) التي وضعت لوقف إطلاق النار في غزة، والبحث النشط بعد ذلك عن سلام يؤدي إلى دولة فلسطينية مستقلة، وهي خطة تلقى تأييداً من العرب، ومكملة للمبادرة العربية التي قُدمت مبكراً في عام 2002 من جانب المملكة العربية السعودية، تتضمن في خطوطها العريضة الطريق إلى السلام والأمن.

يلاحظ الكاتب أن حكومة نتنياهو اليمينية تعارض أي خطط سلام تقوم على التسليم بحقوق الفلسطينيين، ولن يتحقق تقدم في هذا المسار إلا إذا وصلت القوى الإسرائيلية السياسية إلى قناعة لتخطي فكرة الهيمنة وفرض القوة، فقد أثبتت أحداث غزة، على فداحة حجم الضحايا، أن القوة العسكرية لن تقدم الحل المطلوب الذي سعى إليه وما زال اليمين الإسرائيلي. وربما حرب غزة الكارثية قد أيقظت الأطراف من الأوهام التي سيطرت عليها، وغذت بها جماهيرها، وتلك الأوهام ليست مقتصرة على طرف دون طرف آخر.

ربما المطلوب الآن التفكير في منتدى للأمن الإقليمي، تشارك فيه جميع الأطراف، حيث تبين أن الصراع، كما سار حتى الآن، هو صراع صفري، يختفي ليعود، من الأطراف نفسها أو أطراف جديدة، تحمل أوهاماً جديدة.

آخر الكلام: قانون إنساني... التطرف يقابله تطرف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرص للسلام في الشرق الأوسط فرص للسلام في الشرق الأوسط



GMT 09:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ويْكَأن مجلس النواب لم يتغير قط!

GMT 08:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 08:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 08:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 08:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 08:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

GMT 08:21 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الصناعة النفطية السورية

GMT 08:19 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

دمشق وعبء «المبعوثين الأمميين»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon