توقيت القاهرة المحلي 10:56:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وشهد شاهدٌ!

  مصر اليوم -

وشهد شاهدٌ

بقلم : د.محمد الرميحى

كما يُقال، أن يأتيك الخبر من الداخل موثّقاً هو الأمر القاطع المانع الذي لا جدال فيه. وهكذا مع أحداث غزة الدامية، والتي تسيل فيها دماء الأطفال والنساء والرجال في هجمة بربرية، والعالم يتفرّج، أو يتيح المهل الزمنية مهلة بعد أخرى، من أجل أن تبطش الآلة العسكرية الإسرائيلية بالمدنيين.

حرب غزة في الاستراتيجية الأكبر هي تفصيل صغير. الحرب بين قوميتين تلبس كلاهما لباس الدين، قومية صهيونية تلبس لباس الدين اليهودي في دولة هي إسرائيل، وقومية فارسية تلبس لباس الدين الإسلامي هي إيران. الأولى مؤيّدة من دون تردّد من الغرب، والثانية تعتقد أنّها مؤيّدة من الشرق، أما المسرح، فهو كما نعلم جميعاً، أرض غزة وقضية فلسطين، وأما الضحايا، فهم أطفال ونساء غزة وشيوخهم التي تطحن عظامهم تحت وابل من النيران.

فعل إسرائيل واضح للعيان لا يحتاج الى دليل، أما فعل إيران، فهو يسعى أن يكون مخبأً وملتبساً للعامة من الناس. أما إذا توفّرت الأدلة، فيصبح جلياً لمن يريد أن يستخدم عقله لا عاطفته، بعيداً من التعصّب المسبق والتحيّز الأعمى.

عزت ضرغامي، وهو وزير التراث والصناعات اليدوية في الجمهورية الإسلامية يقول: "ذهبت إلى المنطقة (غزة) بصفتي المسؤول عن إنتاج الصواريخ... وهذه هي الأنفاق نفسها التي يقاتلون فيها اليوم. قضيت بعض الوقت داخل هذه الأنفاق، حيث كنت أذهب لأعطيهم دورة تدريبية حول كيفية استخدام الصواريخ. لقد كانت واحدة من أنجح الدورات" (تلفزيون "أفق" الحكومي الإيراني، 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023).

العميد قاسم قرشي، وهو نائب قائد منظمة "الباسيج" التابعة للحرس للثوري الإيراني، يقول في كلمة له أمام قوات "الباسيج": "حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في غزة واليمنيون والرجال السوريون الأحرار، يسترشدون بأفكاركم وتدريباتكم وتعليماتكم وتوجيهات القائد... (تلفزيون "قم" الحكومي، 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023).

العميد محمد تقي اصانلو، وهو أحد قادة الحرس الثوري، يقول: "اليوم خنادقنا تبعد 2000 كلم من حدودنا، وهم يقاتلون في اليمن، وقد أخذ المحاربون الأفغان والباكستانيون والعراقيون والسوريون يقاتلون في اليمن ولبنان وسوريا وفلسطين، هذه الحرب التي بدأناها لا تنتهي، ستستمر وتتطور"! (قناة "اشراق" التابعة للنظام 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023).

وزير خارجية إيران الحالي حسين أمير عبد اللهيان قال في مقابلة تلفزيونية (موقع "ديدبان" الإيراني 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2023): "إذا لم ندافع عن غزة اليوم، فسنضطر غداً الى التعامل مع القنابل الفوسفورية في مدننا".

كما كتبت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الإيراني في 8 تشرين الأول أي بعد يوم واحد فقط من بدء العمليات الحربية في غزة: "إنّ تزامن هذه العملية مع كلام المرشد خامنئي الواضح في 3 تشرين الأول هو مؤشر واضح إلى علم المرشد بالغزو! فقد قال المرشد، إنّ الحكومات التي تتخذ من مغامرة التطبيع مع الكيان الصهيوني نموذجاً لها ستخسر، والخسارة في انتظارها، وكما يقول الأوروبيون إنّهم يراهنون على الحصان الخاسر".

ما تقدّم هو غيض من فيض من تصريحات آتية من مصادر إيرانية، وقد نوّه عن مكانها وتاريخها وقائليها، وبعضها كان متعجلاً، قبل أن يأخذ المسار الرسمي الإيراني تراجعاً من خلال إعلان "النأي بالنفس" كما هو معلوم.

لا يحتاج عاقل أن يُقنع أولاً بتورط إيران توقيتاً في تفجير الصراع في غزة، لأنّه توقيت يناسب تماماً الأجندة الإيرانية، كما أنّ الحرب عن بُعد وبالوكالة، كانت ولا تزال استراتيجية إيران المؤكّدة في الجوار، فهناك من الشواهد المكتوبة والمشورة، ما يدلّ على أنّ الحرب بعيداً من حدود إيران هي الاستراتيجية الفضلي للنظام الإيراني، وما دام هناك قضية يمكن المتاجرة بها، وهي القضية الفلسطينية، وبشر شبه يائسين أو شبه فاقدين للعمل والدخل والمستقبل ويمكن تجنيدهم، فهو الطريق الأفضل للحرب من دون اشتباك.

ذلك مجمل الصراع الذي تعرف إيران كيف ومتى تدخله، عن طريق أدواتها، ومتى تتبرأ منه أيضاً، ولكن أصحاب القضية أو بعضهم على الأقل من أصحاب النوايا الطيبة، لم يفكروا إلاّ في أنّ النصرة آتية من الحليف الذي وعدهم بالسمن والعسل!

تلك هي الصورة الأكبر للصراع في غزة وتوظيف القضية، التي وظفتها الأحزاب والمنظمات والحكومات الشمولية، حتى لا يبقى للإنسان الفلسطيني في بلاده مرقد عنزة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وشهد شاهدٌ وشهد شاهدٌ



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon