توقيت القاهرة المحلي 20:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وشهد شاهدٌ!

  مصر اليوم -

وشهد شاهدٌ

بقلم : د.محمد الرميحى

كما يُقال، أن يأتيك الخبر من الداخل موثّقاً هو الأمر القاطع المانع الذي لا جدال فيه. وهكذا مع أحداث غزة الدامية، والتي تسيل فيها دماء الأطفال والنساء والرجال في هجمة بربرية، والعالم يتفرّج، أو يتيح المهل الزمنية مهلة بعد أخرى، من أجل أن تبطش الآلة العسكرية الإسرائيلية بالمدنيين.

حرب غزة في الاستراتيجية الأكبر هي تفصيل صغير. الحرب بين قوميتين تلبس كلاهما لباس الدين، قومية صهيونية تلبس لباس الدين اليهودي في دولة هي إسرائيل، وقومية فارسية تلبس لباس الدين الإسلامي هي إيران. الأولى مؤيّدة من دون تردّد من الغرب، والثانية تعتقد أنّها مؤيّدة من الشرق، أما المسرح، فهو كما نعلم جميعاً، أرض غزة وقضية فلسطين، وأما الضحايا، فهم أطفال ونساء غزة وشيوخهم التي تطحن عظامهم تحت وابل من النيران.

فعل إسرائيل واضح للعيان لا يحتاج الى دليل، أما فعل إيران، فهو يسعى أن يكون مخبأً وملتبساً للعامة من الناس. أما إذا توفّرت الأدلة، فيصبح جلياً لمن يريد أن يستخدم عقله لا عاطفته، بعيداً من التعصّب المسبق والتحيّز الأعمى.

عزت ضرغامي، وهو وزير التراث والصناعات اليدوية في الجمهورية الإسلامية يقول: "ذهبت إلى المنطقة (غزة) بصفتي المسؤول عن إنتاج الصواريخ... وهذه هي الأنفاق نفسها التي يقاتلون فيها اليوم. قضيت بعض الوقت داخل هذه الأنفاق، حيث كنت أذهب لأعطيهم دورة تدريبية حول كيفية استخدام الصواريخ. لقد كانت واحدة من أنجح الدورات" (تلفزيون "أفق" الحكومي الإيراني، 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023).

العميد قاسم قرشي، وهو نائب قائد منظمة "الباسيج" التابعة للحرس للثوري الإيراني، يقول في كلمة له أمام قوات "الباسيج": "حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في غزة واليمنيون والرجال السوريون الأحرار، يسترشدون بأفكاركم وتدريباتكم وتعليماتكم وتوجيهات القائد... (تلفزيون "قم" الحكومي، 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023).

العميد محمد تقي اصانلو، وهو أحد قادة الحرس الثوري، يقول: "اليوم خنادقنا تبعد 2000 كلم من حدودنا، وهم يقاتلون في اليمن، وقد أخذ المحاربون الأفغان والباكستانيون والعراقيون والسوريون يقاتلون في اليمن ولبنان وسوريا وفلسطين، هذه الحرب التي بدأناها لا تنتهي، ستستمر وتتطور"! (قناة "اشراق" التابعة للنظام 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023).

وزير خارجية إيران الحالي حسين أمير عبد اللهيان قال في مقابلة تلفزيونية (موقع "ديدبان" الإيراني 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2023): "إذا لم ندافع عن غزة اليوم، فسنضطر غداً الى التعامل مع القنابل الفوسفورية في مدننا".

كما كتبت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الإيراني في 8 تشرين الأول أي بعد يوم واحد فقط من بدء العمليات الحربية في غزة: "إنّ تزامن هذه العملية مع كلام المرشد خامنئي الواضح في 3 تشرين الأول هو مؤشر واضح إلى علم المرشد بالغزو! فقد قال المرشد، إنّ الحكومات التي تتخذ من مغامرة التطبيع مع الكيان الصهيوني نموذجاً لها ستخسر، والخسارة في انتظارها، وكما يقول الأوروبيون إنّهم يراهنون على الحصان الخاسر".

ما تقدّم هو غيض من فيض من تصريحات آتية من مصادر إيرانية، وقد نوّه عن مكانها وتاريخها وقائليها، وبعضها كان متعجلاً، قبل أن يأخذ المسار الرسمي الإيراني تراجعاً من خلال إعلان "النأي بالنفس" كما هو معلوم.

لا يحتاج عاقل أن يُقنع أولاً بتورط إيران توقيتاً في تفجير الصراع في غزة، لأنّه توقيت يناسب تماماً الأجندة الإيرانية، كما أنّ الحرب عن بُعد وبالوكالة، كانت ولا تزال استراتيجية إيران المؤكّدة في الجوار، فهناك من الشواهد المكتوبة والمشورة، ما يدلّ على أنّ الحرب بعيداً من حدود إيران هي الاستراتيجية الفضلي للنظام الإيراني، وما دام هناك قضية يمكن المتاجرة بها، وهي القضية الفلسطينية، وبشر شبه يائسين أو شبه فاقدين للعمل والدخل والمستقبل ويمكن تجنيدهم، فهو الطريق الأفضل للحرب من دون اشتباك.

ذلك مجمل الصراع الذي تعرف إيران كيف ومتى تدخله، عن طريق أدواتها، ومتى تتبرأ منه أيضاً، ولكن أصحاب القضية أو بعضهم على الأقل من أصحاب النوايا الطيبة، لم يفكروا إلاّ في أنّ النصرة آتية من الحليف الذي وعدهم بالسمن والعسل!

تلك هي الصورة الأكبر للصراع في غزة وتوظيف القضية، التي وظفتها الأحزاب والمنظمات والحكومات الشمولية، حتى لا يبقى للإنسان الفلسطيني في بلاده مرقد عنزة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وشهد شاهدٌ وشهد شاهدٌ



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 10:53 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 01:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النيابة العامة تُغلق ملف وفاة أحمد رفعت وتوضح أسباب الحادث

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يتأهل لربع نهائي دوري مرتبط السلة علي حساب الزهور

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز اتجاهات الديكور التي ستكون رائجة في عام 2025

GMT 22:30 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

5 قواعد لإتيكيت الخطوبة

GMT 14:43 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك وطه دسوقي يجتمعان في "ولاد الشمس" رمضان 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon