توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي

  مصر اليوم -

المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي

بقلم : د.محمد الرميحى

كلما سنحت لي الفرصة لزيارة مدينة دبي العاصمة الكوزموبوليتينية لدولة الامارات لا أتردد. يزور الناس وربما بالملايين دبي لأسباب مختلفة وكثيرة، شخصيا أزورها لثلاثة أسباب رئيسية، الأول اللقاء ما أمكن بالأصدقاء، والثاني زيارة أكبر متجر لبيع الكتب في أحد اسوق دبي الكبيرة (لا أريد أن أذكر الاسم ولا حتى المكان حتى لا أقع في خطر الإعلان)، ولكنها سوق كتب مثيرة تجد فيها الكثير من الإصدارات الجديدة باللغة العربية واللغات الأخرى خاصة الإنغليزية، أما ثالث الأسباب فهو لحضور ملتقيات علمية تنظم في المدنية على أفضل مستوى.

في الأيام الاولى من العام الجديد احتضت دبي "المنتدى الاستراتيجي العربي"، وهو اجتماع سنوي أحضره لأول مرة، وكان تحت عنوان "المخاطر والفرص التي تحيط بالعالم العربي"، وتحدث فيه نخبة من المتحدثين من العرب والخلجيين والعالم، سواء بالحضور أو من خلال النقل عن بعد، يكفي ذكر ثلاث شخصيات على سبيل المثال لا الحصر  للإشارة الى التنوع  الفكري في هذا الملتقى، الأمير تركي الفيصل، وهو صاحب خبرة لا تضاهى في  التفكير الاستراتيجي، والسيد فرانسيس فوكوياما  الخبير الاستراتيجي الأميركي، وفيتالي نعومكين، الخبير الروسي، طبعا مع أسماء مهمة شاركت في تقديم الأفكار في هذا المنتدى.

لفتتني الكلمة المعمقة للسيد محمد القرقاوي (وزير شؤون مجلس الوزراء في الإمارات) الداعي للقاء، عندما استشهد بكلمة للشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء وحاكم دبي، حيث قال: "إذا كانت السياسة هي العربة، والاقتصاد هو الحصان، فلا يجوز وضع العربة أمام الحصان!"، في تفضيل واضح وذكي لأهمية الاقتصاد لاستقرار الشعوب ونمائها. وأكد القرقاوي في كلمته "إننا نشهد تحولات كبرى في العالم، بيئية وتقنية وسياسية واجتماعية"، وأشار في لفتة هامة الى "الاستقطابات الفكرية والدينية السياسية والاجتماعية" التي نشهدها في زماننا.

 
وهناك خمس إشارات هامة تطرق اليها المنتدى هي:

  
1-    التكيف من أجل الازدهار، وكيف يمكن للعالم العربي أن يجد له دوراً في عالم متغير، والإجابة هي التكيف مع المستجدات ووعيها، في عالم تسقط أو تتلاشي فيه "الأيديولوجيا" وتصعد فيه "السوسيولوجيا" في إدارة الشعوب، فلم تعد شعوب العالم مقتنعة بالأيديولوجيا التي سادت معظم سنوات القرن العشرين، ومنها الشيوعية والرأسمالية، فاكتشفت الشعوب أن هناك طرقاً أخرى لتحقيق الخير العام، وهي التوازن والتكيف مع المستجدات الاقتصادية والاجتماعية.


2-    استمرار التحالفات والمنافسات في إعادة تشكيل الساحة الإقليمية "الخليجية"، فلا مناص من التنافس "دون صراع"، وسيكون ذلك التنافس معترفاً به بين الشركاء في حدود قواعد اللعبة، ولا مناص من التحالف الذي يحفظ السلم، في إقليم مضطرب يسوده اللايقين، ولا مكان لفرض أيديولوجيات عفى عليها الزمن، تسبب لمن يطبقها العثرات.

3-    صراع القديم والجديد، وهو أمر عاش فيه العالم العربي لعقود، وآن الأوان لتحديد ما هو الصالح والمعاصر من "القديم"، وما تجاوزه الزمن من هذا القديم، فالخضوع لتفسيرات من الزمن القديم وفرضها على الزمن الحديث مخل بمسيرة الشعوب، ومعطل لآمال القطاعات الشابة القادمة، فلا بد من خوض معركة "التجديد" بكل ما تستحق من عناء.

4-    تولي زمام المبادرة، مع التوسع الاقتصادي الهائل وتقدم غير مسبوق في التقنية، وربما التخلي التدريجي عن الطاقة الاحفورية، لا بد من أخذ زمام المبادرة في توجيه الاقتصاد إلى "اقتصاديات المستقبل" وهي التقنية الحديثة والرقمنة، ويحتاج ذلك إلى تعليم حديث ذي كفاءة عالية، فالركون إلى ما نحن فيه، هو الوقوف، والعالم في حالة مسيرة لا تتوقف.

 
5-    فرص وتحديات جديدة، من التحديات ما يواجه العالم العربي اليوم، فبعضه يحوض حروباً أهلية، وأخرى بينية، وبعضه يواجه صعوبات اقتصادية، نتيجة فقر في الإدارة أو حتى فساد، كما أن الفساد، سواء كان في مجتمع غني أو فقير، هو كالوباء إن انتشر أصاب الجميع.

 
خلاصة القول إننا في منطقة تئن بصوت مرتفع من خلافاتها، وغياب صارخ لـ"آليات سلمية لحل الخلاف" وعادة يتحول الخلاف إلى اختلاف، لا يسمم المشهد السياسي فقط، ولكن أيضا الاقتصادي والاجتماعي، حيث يسود فيها القول ويقل الفعل، وتنتشر فيها الخرافة ويقل العلم.
تلك مجموعة من انطباعات شخصية لما قيل، وأيضا لما تمت مناقشته مع الزملاء خارج لقاء المنتدى، إلا ان فكرة المنتدى، وطريقة تنفيذه (format) وهي ليوم واحد كثيف؛ طريقة مبتكرة تحفظ الوقت وتعظم الفائدة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon