توقيت القاهرة المحلي 10:31:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قواعد اللعبة تتغير من حولنا!

  مصر اليوم -

قواعد اللعبة تتغير من حولنا

بقلم : د.محمد الرميحى

قبل بضع سنوات فقط راجت شبهة بين الجمهور بأن مرشح الرئاسة في الولايات المتحدة له علاقة مالية أو عاطفية خارج السياق المسموح قانوناً. في الغالب يتنحى عن السباق في التوّ واللحظة التي يعرف بها الجمهور ذلك. قبل عقود اضطر رئيس منتخب هو ريتشارد نيكسون للتنحي قبل أن يقال من منصبه ببضعة أسابيع، لأنه اتهم بالتغطية على جريمة، وليس بارتكابها، وأصبح الرجل منبوذاً حتى في التاريخ الأمريكي الحديث. كما تعرض بيل كلينتون إلى مثل ذلك النقد القاسي، لأنه (قام بفعل شائن) في المكتب البيضاوي، وكاد أن يفقد منصبه، بل وأصبحت عليه مثلبة حتى بعد أن خرج

 

من الحكم.

اليوم نرى أمامنا مرشحاً لقيادة أكبر دولة في العالم، تحوطه قضايا واتهامات متعددة منها مالية، ومنها أخلاقية، ويقدم للمحاكمة أمام محكمة محلفين، ومع ذلك يجد أن له مناصرين كثراً يفضلون أن يروه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية من جديد، رغم كل تاريخه السياسي الذي يظهر فيه الازدراء للمؤسسات الديمقراطية، منها عدم اعترافه بنتيجة الانتخابات الرئاسية السابقة، ومنها محاولاته التأثير فيها وهو رئيس، ومنها عدم تسليم السلطة لخلفه، وهي السابقة الوحيدة في تاريخ الولايات المتحدة منذ أن عرفت الحكم الدستوري!

على مقلب آخر نجد البرلمان البريطاني يمرر قانوناً بتسفير المهاجرين القادمين إلى بريطانيا بشكل غير قانوني إلى بلد آخر (رواندا) بصرف النظر عن رأي القانون الدولي، هم في الغالب مهاجرون من دول حكمتها بريطانيا حتى عقود مضت، وبعضهم لهم أقارب في بريطانيا، والأكثر دهشة، أن من يحمل لواء التسفير القسري، في قمة الهرم السياسي البريطاني اليوم من أبناء مهاجرين من الهند أو إفريقيا، أو هنود إفريقيا، التي جلبتهم الإمبراطورية البريطانية إلى تلك البلاد، في وقت تلونت فيه العاصمة البريطانية (لندن) من طيف من الأجناس معظمهم داكنو البشرة، أي رفض المهاجرين القدامى نسبياً للمهاجرين الجدد من لون

ثقافتهم.

في نفس الوقت، تتوجه بعض عواصم أوروبا إلى إباحة تناول الحشيش علناً، والمثلية، والتي أصبح نقدها محرماً بالقانون في الكثير من دول أوروبا!

إذاً، نحن أمام مجموعة من الظواهر السياسية والاجتماعية في مجملها (تغيير قواعد اللعبة) التي كان الغرب يبشر بها لعقود طويلة، كما أن العالم، وبخاصة الغربي، يشهد استعداداً لحرب ربما تكون كونية، بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا، وأصبحت ميزانيات التسلح أكبر مما كانت عليه في العقود الأخيرة، وبرضاء المجتمع ككل، تحت ذريعة (حفظ الأمن الوطني)!

زاد من هذا الاضطراب الثورة الهائلة في التقنية بأشكالها المختلفة، والتي في مجملها تستطيع أن تغير الرأي العام، وتنشر المغالطات، وتثير المخاوف، وتعمق الأوهام، وتشد العصبيات العرقية والثقافية والجغرافية، وتكشف أسرار الأفراد والجماعات والدول،

وتزيف الحقائق.

أمام هذا المشهد المتغير جذرياً في العالم حولنا، نجد أن الممارسات الثقافية والسياسية العربية شبه جامدة، معظمها يتبنى النقل، وقليل منها يعمل العقل، في مواجهة تلك التطورات الهائلة، لا زال كثير منا متمسك بقواعد اللعبة القديمة، مقدماً العاطفة على المصلحة، والنقل عن العقل، وتتحكم قواعد اللعبة القديمة في معظم قرارات المجتمعات العربية، في وقت تتحول مجتمعات أخرى إلى قواعد جديدة، يصر بعضها على البقاء في المكان، وهذا عصب استمرار الأزمات التي تواجه، دون أن تجرؤ على التفكير

خارج الصندوق!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قواعد اللعبة تتغير من حولنا قواعد اللعبة تتغير من حولنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:25 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

منة شلبي توجّه رسالة شكر لجمهور السعودية بعد نجاح مسرحيتها
  مصر اليوم - منة شلبي توجّه رسالة شكر لجمهور السعودية بعد نجاح مسرحيتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon