توقيت القاهرة المحلي 11:13:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنا العظيم!

  مصر اليوم -

أنا العظيم

بقلم : د.محمد الرميحى

نتعلم مما نقرأ من كتب وليس وسائط التواصل، فالأخيرة ليس بها علم أكثر مما بها من أخبار كاذبة، ومما تعلمته أخيراً ما قرأته في مذكرات هيلاري كلينتون «خيارات صعبة» (وهي مذكرات غنية لا بد من القول إنها كتبت من وجهة نظر المؤلفة بما لها وما عليها)، المهم كيف يمكن أن نتعلم من تلك المذكرات وأمثالها ونحكم عقولنا.

من المعروف أنها دخلت في سباق من أجل نيل ترشيح الحزب الديمقراطي في سنتي 2007 و2008، وكانت المنافسة بينها وبين باراك أوباما شرسة، حتى قيل إن تلك الحملة الصعبة بينهما سوف تصب لمصلحة المنافس الجمهوري وقتها جون ماكين، إلا أن أوباما فاز بترشيح الديمقراطيين، ومن ثم فاز بمنصب الرئيس في انتخابات سنة 2008.

تقول هيلاري بمجرد أن فاز أوباما «وعلى الرغم من التبادل القاسي بالكلمات والإشاعات» بين حملتي هيلاري وحملة أوباما، طلب منها أن تكون وزيرة خارجيته! ذلك هو الدرس الأول، مهما كان التنافس حاداً، والخلاف مشتعلاً فإن «مصلحة الوطن» هي الأهم، بعد تفكير وافقت هيلاري على أن تتحمل أعباء المنصب.

أما الدرس الثاني «أحببت السياسة الأمريكية أم عارضتها» فإن العمل المؤسساتي محترم، فماذا فعلت هيلاري في أول أيامها في الخارجية الأمريكية وحتى قبل أن يوافق عليها مجلس الشيوخ؟ لقد دعت كل وزراء الخارجية الأمريكية الأحياء السابقين، ومنهم الديمقراطي والجمهوري إلى «خلوة» من أجل أن تسمع منهم ما الأولويات للسياسة الأمريكية الخارجية من وجهة نظرهم، وما الصعاب التي واجهتهم، وكيف يمكن أن تذلل تلك الصعاب، هؤلاء لديهم من الخبرة المخزنة ما يمكن أن يفيد.

بالفعل كانت الآراء أن يصب التوجه الخارجي الأمريكي إلى الشرق الأقصى وبالذات إلى الصين، فكانت أولى رحلاتها إلى الخارج إلى تلك المنطقة، من الظريف أن أحد الوزراء السابقين نصحها بألا تخطط لإجازاتها في شهري يوليو وأغسطس «أشهر الصيف» لأن معظم الأزمات العالمية تتفجر في تلك الأشهر.

ذلك هو الدرس الثالث والذي مفاده أن تستفيد ممن قبلك في المنصب، وتقبل أن تشاركه الأفكار، فهو صاحب خبرة.

في الفترة الأخيرة قرأت خبراً يقول «إن وزير الخارجية الإيراني قد دعا الوزراء السابقين» إلى خلوة سياسية حتى يستفيد من خبرتهم ويعرض عليهم ما استجد للمقارنة بين ما واجهوه ويواجه من ملفات، من جديد تحب السياسة الإيرانية أو تعارضها، ليس ذلك بيت القصيد، ما يهم «أن تكون هناك استشارات وتبادل وجهات النظر» بين السابقين واللاحقين، هكذا تبنى المؤسسات التي تخدم الأوطان.

على الجانب الآخر فإن كثيراً إن لم يكن معظم العاملين في الشأن العام في فضائنا العربي الإداري، في السياسة أو الإدارة العامة وفي أي نشاط عام، في الغالب لا يطيق أن يسمع اسم من سبقه في المنصب نفسه، بل يعمد في الكثير من الأحيان إلى هدم ما قام به السابق، على أنه «خطأ كامل» وأن السياسة الجديدة هي «الصحيح الكامل»، بل قد يتخلص حتى من الطاقم الذي كان يعمل مع من سبقه، طبعاً لعل القارئ الكريم يوافق على أن هذا التوجه مضر بالوطن ولا يبني مؤسسات، بل هو خطيئة لا تغتفر في بيئتنا العربية الإدارية، ولذلك فإن خططنا التنموية تتعطل وتتضارب أهدافها، بسبب «أنا العظيم» الذي أفهم في كل شيء والآخرون «خراف» لا يفهمون في أي شيء، والعداء «غير المعقول» بين السابق واللاحق في مؤسساتنا إلى درجة أن استخدامنا من دون دراية في كل المجالات تعبير «العهد البائد»! ترى من «العظيم»؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا العظيم أنا العظيم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon