توقيت القاهرة المحلي 19:52:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبد العزيز البابطين فقيد الثقافة

  مصر اليوم -

عبد العزيز البابطين فقيد الثقافة

بقلم : د.محمد الرميحي

رحل عن دنيانا الفانية الصديق الكبير عبد العزيز سعود البابطين، رثاء الرجل يحتاج إلى صفحات كثيرة، لأن تاريخ حياته وكفاحه ثري ومتشعب، ومن الأفضل أن يتداعى أصدقاؤه الكثر ليقوموا بذلك العمل التوثيقي المطلوب، الرجل اهتم بالثقافة وسخر ماله الخاص للإحسان وأعمال البر والخير علناً وسراً ودائماً في الشأن الثقافي، لما يراه من أهمية في تطور المجتمعات وعمل جاهداً لرفع شأن بلده، وأيضاً منطقته الخليجية التي ينتمي إليها بكل إخلاص.

 

في الثقافة، إنشاء مؤسسة البابطين للثقافة التي اهتمت بالشعر العربي جمعاً وشرحاً، فأصدرت معجم البابطين للشعراء العرب في عدد من العصور العربية السابقة والمعاصرة، وأصبحت تلك المعاجم مصدراً لا غنى عنه لكل باحث في هذا الموضوع. أيضاً قامت المؤسسة بتقديم الجوائز المجزية للشعراء النابهين العرب في مهرجان الشعر الذي يعقد كل عام في الربيع في مكتبة البابطين في الكويت، وهي المكتبة التي أنشأها الفقيد لخدمة الثقافة العامة، وتحتوي على اللافت من الكتب في الشعر وفي غيرها من الكتب ذات الاهتمامات البحثية والعلمية وأصبحت مكاناً للباحثين والدارسين، في العمل الثقافي امتدت يد العون للفقيد البابطين إلى الاستثمار في التعليم، فأرسل على حسابه الخاص كماً من الطلاب من دول آسيا الوسطى الإسلامية، حتى تعدى عددهم عشرات الآلاف، منهم من تخرج وعمل في مناصب مهمة في بلاده، وقد فتح للدارسين مكتباً لخدمتهم في القاهرة وخصص عمارة تضم سكن الدارسين وبخاصة الدارسين في الأزهر الشريف وتكفل بكل احتياجاتهم ومصاريفهم. كما قامت مؤسسة البابطين بتنظيم عدد كبير من الملتقيات الفكرية والعلمية، وبخاصة في الموضوع القريب إلى قلب المرحوم وهو السلام والأمن في منطقتنا التي شهدت نزاعات دامية.

لقد كان مهتماً بأن تعقد تلك المنتديات في عدد من العواصم العربية مثل القاهرة وأبوظبي، وبيروت، والرياض، وأيضاً في عواصم غربية كباريس وبرلين، وكانت المؤسسة تخطط للقاء المقبل في القاهرة آخر يناير القادم، وكانت الاستعدادات لهذا اللقاء قائمة على قدم وساق، يتابع خطواتها التنفيذية حتى آخر أيامه.

ليس ذلك فحسب، فالرجل من الرجال العصاميين في منطقة الخليج، الذين بدؤوا عملهم الحر في ريعان الشباب وفي أعمال بسيطة، وفي الوقت نفسه الذي كان يعمل كان يدرس أيضاً.

هو ينتمي إلى عائلة فضلاء للكثير منهم يد طولى في العلم وفي التجارة وفي الإحسان، وصل إلى الإفلاس في أكثر من مرة في حياته التجارية، ولكنه عاد ونهض من جديد معتمداً على روح لا تعرف الهزيمة أو التراجع، حتى غدا من البيوتات التجارية الكبيرة في الكويت والخليج.

لعب الرجل أدواراً خفيه في الموضوعات السياسية مقرباً وموفقاً، فكان على صلة بكبار المسؤولين العرب في العواصم العربية المختلفة، من بغداد إلى القاهرة إلى دمشق إلى بيروت وغيرها من العواصم. ومع ما فاء الله له من ثروة كان الرجل متواضعاً ومحباً وودوداً، وكان ديوانه في الكويت مفتوحاً دائماً للزوار والأصدقاء، بل وكبار من يصل إلى الكويت من رجال الدولة العرب، فاستضاف أسماء مثل رفيق الحريري، والمرحومين الأمير سلطان بن عبد العزيز والأمير نايف بن عبد العزيز، وأيضاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كما كان ديوانه مقراً مؤقتاً اختاره المرحوم الشيخ جابر الأحمد مباشرة بعد تحرير الكويت من الغزو عام 1990 وأقام فيه لمدة أشهر، وكان مقرباً من الأسرة الحاكمة في الكويت وغيرها.

رحم الله الفقيد والعزاء لأسرته ومحبيه، وجزاه الله عن أعماله الخيرة خير جزاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد العزيز البابطين فقيد الثقافة عبد العزيز البابطين فقيد الثقافة



GMT 02:27 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

سر القادة: ديغول وبيتان

GMT 03:21 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

أن تكون رئيسًا للتحرير

GMT 03:19 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

9 يونيو.. الاستثناء

GMT 02:50 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

لا يختلف طوفان السياسة عن طوفان الطبيعة

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 10:53 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 01:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النيابة العامة تُغلق ملف وفاة أحمد رفعت وتوضح أسباب الحادث

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يتأهل لربع نهائي دوري مرتبط السلة علي حساب الزهور

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز اتجاهات الديكور التي ستكون رائجة في عام 2025

GMT 22:30 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

5 قواعد لإتيكيت الخطوبة

GMT 14:43 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك وطه دسوقي يجتمعان في "ولاد الشمس" رمضان 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon