توقيت القاهرة المحلي 22:36:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا التحريض على الأردن؟

  مصر اليوم -

لماذا التحريض على الأردن

بقلم : د.محمد الرميحى

بالعقل، توازن القوى بين الأردن وإسرائيل من الناحية العسكرية ليس متكافئاً، فالأخيرة من بين عناصر كثيرة، لها جسر جوي مع أكبر ترسانة عسكرية يعرفها العالم في تاريخيه، كما لها من المناصرين على الساحة الدولية ما يمنع أية إدانة لها إلا في الهوامش، كما أن الأردن شعباً وحكومة قد شجب الحرب على غزة، كما تعرض، كغيره من الحكومات العربية، إلى سيل هائل من التشويه في بحر الحرب الطويلة في غزة، ولا يوجد عربي، في الغالب في الأردن، أو في غيره إلا وتألم لما يحدث لأهل غزة من إبادة، تلك مسلمة لا ينكرها إلا من كان له مأرب خفي أو ظاهر، في تخريب الأوطان.

تاريخ الصراع مع إسرائيل خضع في معظمه إلى (المزايدة) ونعرف اليوم من الوثائق التي ظهرت حول حرب عام 1967 أن عبد الناصر قد خضع للمزايدة، هو وكبار ضباطه يعرفون أن موازين القوى لم تكن متكافئة، بعد أن أنهك الجيش المصري في اليمن قبل ذلك.

تصريحات قادة حماس، بعد أن دمر الشعب الفلسطيني في غزة، وتم حصار الشعب الفلسطيني في الضفة، تصريحاتهم تجاه الشعوب العربية، ومنها الشعب الأردني، بأن يخرجوا إلى الشوارع مطالبين بفتح الجبهة وإلغاء الاتفاقات الدولية، وفي نفس الوقت تخريب المنشآت الخدمية الموضوعة للشعب، هذا التحريض هو جريمة بحد ذاتها.

يعرف المحرضون أن المعركة لو توسعت إلى الأردن، فلن تكسب القضية (قيمة مضافة)، ولكن سوف يشرد جزء كبير من الشعب الأردني، وأيضاً تهدم المدن الأردنية على رأس قاطنيها، ولذلك أي عاقل يقف أمام ذلك التحريض موقف المشكك في نواياه، التي تبدو أنها تخدم أجندة، حتى خارج أهداف القضية

الفلسطينية.

المعيب أن البعض يمسك العصا من الوسط، فيرى أن التحريض الصريح للشعب الأردني ما هو إلا (مجازي) وليس دفعاً لإحداث فوضى قادمة، ولم يلتفت أحد إلى الجارة سوريا، والتي تم فيها تهجير ملايين من السكان، وهدم القرى والمدن، وترويع الشعب، بسبب تلك الشعارات الجوفاء، التي تضخمها ماكينة إعلامية، فقط تنفيذاً لأجندتها من خلال التضحية بدماء ومصالح العرب، وكأن الأمر لا يكتفي بكل هذه الدماء التي تسيل من أبناء غزة منذ نصف عام وأكثر.

يستخدم البعض حرب غزة، والمشاعر العربية الملتهبة عن حق، التي تتابع تلك المجازر بكل جوارحها، تستخدم من أجل تخريب أوطان مستقرة، فلم يكتفوا بتخريب لبنان وتحويله إلى دولة شبه فاشلة تعج بالميليشيات المنفلتة، كما لم يكتفوا بما هو حاصل في اليمن، ونسبة الفقر والمرض المتفاقمة التي تأكل أجساد اليمنيين، ولا بالحجم الهائل من المشردين السوريين، بل اتجهوا إلى الأردن المستقر، وهو البلد الحاضن لسوءات كل الخراب الذي تم حوله، من أجل تخريب دولة الملاذ، التي تقع في وجه المدفع، تمهيداً للقفز منها على الجوار، لجعل بلاد العرب خراباً ودماراً، ولن تستفيد القضية من كل ذلك إلا الخسارة الفادحة التي تنتظرها بناء على العمى السياسي.

تحاول حماس ومن في معسكرها إسكات أي نقد لتصرفاتها، على أساس أن الجمهور العربي متعاطف بشدة مع القضية، نعم هو مع القضية، ولكن ليس مع سلوك حماس السياسي، والذي في بعض منه عدمي يعمل على قاعدة نيرونية (عليّ وعلى أعدائي) وتضيف حتى على من يناصرني، فإن خسرت، ليخسر الجميع أوطانهم.

سوف يفسر السرد أعلاه، بسبب العاطفة المنتشرة وغياب العقل في الغالب، أنه مضاد لحقوق الفلسطينيين، وهو ليس كذلك، إنما هو بالتأكيد رفع الصوت، لعدم ضياع أرض عربية أخرى جراء ذلك العقل السياسي المشحون بالمزايدة، وفي بعضه منفذ لأجندة لا تخفى!! وعليه لا بد من قرع الجرس، لا تكونوا رأس حربة في تخريب الأوطان !!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا التحريض على الأردن لماذا التحريض على الأردن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon