توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صباح الخالد... والعودة إلى مسيرة النهضة

  مصر اليوم -

صباح الخالد والعودة إلى مسيرة النهضة

بقلم : د.محمد الرميحى

مساء السبت وصباح الأحد الماضيَين، استبشر الكويتيون خيراً بتزكية، ومن ثم حلف اليمين، للشيخ صباح الخالد وليّاً للعهد بالكويت، كانت خطوةً حكيمةً من الأمير الشيخ مشعل، فقد ذهب إلى الأكفأ من أجل إصلاح مسيرة الكويت، التي كانت لا تسر الصديق من كثرة تعثرها.

ليس جديداً على صباح الخالد العمل العام، فقد تدرّج فيه إلى أن أصبح رئيس مجلس وزراء بين عامَي 2019 و2022، في فترات صعبة، منها جائحة «كورونا»، حيث نجح في إعادة عشرات الآلاف من الكويتيين إلى وطنهم، كما واجه صعوبات من عدد من أعضاء مجلس الأمة، كان ديدنهم، مع الأسف، المزايدة، لذا نشرتُ مقالين وقتها في هذا المكان أناقش الصعوبات التي كانت أمام صباح الخالد، وسوية ترفعه، ووقتها وقف كرجل دولة أمام الجميع، وقال: «أنا حفيد مبارك الكبير، الذي كتب على باب قصره لو دامت لغيرك ما وصلت إليك»، فهذا الكرسي ليس مطلباً ولا مغنماً لي.

وقتها كانت الأجواء ملبدةً، وكانت الشعوبية هي الطريقة المتبعة لمجموعة ليست قليلة من أعضاء المجالس التي تكررت، وكانت تطيح بالأفضل من رجال الدولة، كانت تصرفات معيبة، وحتى لدى البعض طفولية، فقد كان منهم مَن له صوت عالٍ وخالٍ من المضمون، ومضر بالصالح العام.

الاستقبال والترحيب الإيجابي الذي ظهر، الأسبوع الماضي، من أطراف شعبية واسعة ترحيباً بصباح الخالد هو صدى للثقة الشعبية والتفاؤل الواسع بقدوم ولي عهد موثوق، استمرّ في خدمة وطنه بنزاهة وإخلاص، وقد جاءت التهاني من الجوار الخليجي ومن عواصم العالم دليلاً آخر على ذلك التقدير.

الحديث عن الماضي ليس مطلوباً اليوم، والأكثر أهمية هو الحديث عن المستقبل، والملفات الكبيرة أمام الرجل ليست هينة، القيادة قرار يُتَّخَذ، وثقة تُكسَب، ومسار يُقترَح.

العنوان الرئيسي لتلك الملفات مجتمعة هو «العودة إلى مسيرة المجتمع المدني». لقد تم اختطاف المجتمع الكويتي إلى غير ما يعرف وما تعوّد عليه، وليس من قيمه، فأصبح التشدد هو البوصلة لكثيرين، وإعلاء قيم ما قبل الدولة هو المراد، وما قبل الحداثة هو المطلوب، فغابت نجاحات الكويت التي كانت في العقدين السادس والسابع، وربما الثامن من القرن الماضي، محط متابعة وتقدير من الأقرب والأبعد. فالعودة إلى تلك القيم الحضارية المدنية هي العنوان الأهم في المستقبل، للعودة إلى مسايرة التيار الحضاري. أما تفاصيلها فتتعدد، من إعادة هيكلة الاقتصاد، من اقتصاد استهلاكي إلى اقتصاد منتج، وإعادة النظر في هياكل الدولة المنفذة للإدارة العامة لإعلاء قيمة الكفاءة على أي ارتباطات اجتماعية أخرى، من أجل خدمة المجتمع، والسعي الحثيث لاجتثاث ما تبقى من مظاهر الفساد، وبشكل علني وشفاف، وأيضاً إعادة النظر في الهندسة الاجتماعية، وعلى رأسها النظر بجدية لتحويل التعليم والتدريب، من كم إلى كيف، وهي عملية ليست هينة ولكن ممكنة، حيث ثبت بشكل قطعي أن رأس المال البشري هو رافعة أساسية للتنمية، وما المشاهد من تراخٍ في الإدارة العامة، إلا بسبب ضعف التعليم الذي استمر عقوداً.

ولعل هناك فرعاً آخر من إعادة الهيكلة له أهمية قد تخفى على كثيرين، وهو ما يمكن أن يُعرف بـ«القوة الناعمة الكويتية»، ولها فرعان، الفرع الأول الدبلوماسية النشيطة، فالكويت محاطة بكثير من التحديات الخارجية الملحة، وفي السنوات الأخيرة لم يكن لها حضور في كثير من الملتقيات الدولية، ومَن لا يحضر القسمة لا يحصل على نصيبه. أما الفرع الثاني من القوة الناعمة، فهو «الثقافة والإعلام» أيضاً، مع الأسف في السنوات الأخيرة تم ما يمكن أن تُعرف بـ«أمننة الثقافة»! أي نُظر إلى النشاط الثقافي من منظور أمني؛ نتيجة الضغوط من المتشددين وحراس النوايا، أو ضعف المنفذين السياسيين، وهذه القوة، أي النشاط الثقافي الكويتي، من مسرح وموسيقى وإنتاج ثقافي وفني، كانت رسالة الكويت إلى منطقتها العربية والتي نقلت الفضاء الكويتي الثقافي إلى كل المجتمعات العربية.

الأجندة السابقة هي رؤوس أقلام، ولا تنطلق من فراغ، فهناك من الكوادر الكويتية المدربة مَن يمكنها أن تساعد على تنفيذها، وخبرة قطاع خاص ناجحة في الداخل والخارج، وقدرات شبابية لا يستهان بها. فالمطلوب إعلاء قاعدة الكفاءة في أخيار المنفذين، والانطلاق إلى رحاب التنمية، مع المراقبة والمحاسبة.

آخر الكلام: في حديث الأمير إلى ولي العهد قال: «... ويسدد على درب الخير خطاكم لمواصلة النهضة التنموية للوطن، وما فيه الخير لأبنائه» علامات واضحة حول المطلوب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صباح الخالد والعودة إلى مسيرة النهضة صباح الخالد والعودة إلى مسيرة النهضة



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon