توقيت القاهرة المحلي 20:47:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القطعية والنسبية في التفكير

  مصر اليوم -

القطعية والنسبية في التفكير

بقلم : د.محمد الرميحى

لأن موضوع غزة وما يحدث فيها، والقضية الفلسطينية شاغلة العالم، نسمع ونشاهد الكثير من التحليلات منها على سبيل المثال (انظروا كيف تقوم الدولة الكبرى بقمع المتظاهرين، وقد ملأت الدنيا صراخاً بحقوق الإنسان) المقصود هنا هي أمريكا، أو (كيف للعالم المتحضر أن يتسامح مع هذا الشكل العنيف من التصفيات للبشر في غزة)، وآخر يرى (أليس من العار الوقوف مع المضطهِد ضد المضطهَد).

 

كل ذلك صحيح، ولكنه من حيث المنهج به عوار كبير، حيث يتجاهل ذلك البعض العناصر الأخرى والفاعلة في تلك المواقف.

العربي يتعاطف تلقائياً مع القضية الفلسطينية بسبب روابط اللغة والتاريخ المشترك، وأيضاً العقيدة والجغرافيا والكثير من العناصر، من جهة أخرى فإن اليهودي في بروكلن (حي من أحياء نيويورك) يتعاطف مع اليهودي في تل أبيب، ليس ذلك فقط، بل إن العقيدة الصهيونية (وهي عقيدة سياسية، شبه دينية) منتشرة في قطاع واسع من النسيج الاجتماعي الأمريكي، هؤلاء يتعاطفون مع الإسرائيليين، ويعتبرون أن ما أصابهم في 7 أكتوبر كارثة، دون الالتفات في نفس الوقت لما تقوم به إسرائيل من مذابح.

بسبب استمرار تلك المذابح فإن قطاعاً شبابياً في مدن العالم بدأ يستنكر تلك المذابح، ذلك جزء من الصورة، الصورة الأكبر، أن الفاعلين السياسيين لهم رأي آخر، بأن ما يقوم به الشباب (مثلاً في الجامعات الأمريكية) هو اعتداء على الحريات وتعطيل للعمل الدراسي، إلى آخره من حجج تساق. بل يسارع بعض المشرعين إلى تبني قوانين من أجل ردع أي تعاطف مع الفلسطينيين والسماح فقط بتأييد إسرائيل.

العوامل الخفية هي الآتي (المجموعات الصهيونية واليهودية) في غالبها في أمريكا تستطيع أن تؤثر في القرار السياسي، والسبب أن كثيراً منها يقدم (التبرعات) للمرشحين من الحزبين الكبيرين، وهي تبرعات سخية من جهة، وأيضاً يمكن أن تقدم للمنافس إن وجدت ميلاً للمرشح لتأييد الحق الفلسطيني، قليل من السياسيين هم من يخرج عن تلك القاعدة ويغامر بخسارة المؤيدين، بسبب قضية هي بعيدة عن الاهتمام المباشر.

الحديث السابق هو (حتى لا يساء الفهم) ليس تبريراً، ولكنه تفسير للمشهد الذي نراه أمامنا، ومقابلة هذا المشهد بالعواطف، أو بتأكيد بعض المواقف المؤيدة للحق الفلسطيني في العواصم الغربية على أنها تشكل الرأي العام هو في جزء منه خداع للنفس.

أمام هذه المعطيات السابقة ما هو المراد أن يقوم به الصف المناصر للقضية، المطلوب هو توحيد الفاعلين النشطين في الساحة الأمريكية، بعد قناعة في القاعدة التي تقول (لولا بريطانيا لما خلقت إسرائيل، ولولا أمريكا لما استمرت) اليوم الساحة الأمريكية السياسية والإعلامية هي المكان الأكثر أهمية في خوض الصراع.

بعد عام 1967 نشطت دول عربية وبالتحديد خليجية لتنظيم القوة العربية، فتم إنشاء (المنظمة الأمريكية العربية) التي استمر نشاطها لسنوات قليلة، ثم تراجع، لأسباب كثيرة ليس مكانها هذا المقال. إلا أن الصوت العربي المنظم إعلامياً ومالياً وسياسياً لم يظهر على الساحة الأمريكية، بجانب المنظمة المعروفة «إيباك»، التي تنشط للدفاع عن إسرائيل بالحق وبغيره، لأنها ترى أن ذلك واجبها «المقدس».

تغييب القدرات المعرفية لفهم الساحة التي تخاض فيها المعركة، تفقد الجانب العربي القدرة على التفكير المنهجي، ويلجأ كثيرون إلى التفكير العاطفي، وهو لم يقدم خلال كل التاريخ الإنساني، أية فائدة مضافة لأية قضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القطعية والنسبية في التفكير القطعية والنسبية في التفكير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon