توقيت القاهرة المحلي 10:18:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القطعية والنسبية في التفكير

  مصر اليوم -

القطعية والنسبية في التفكير

بقلم : د.محمد الرميحى

لأن موضوع غزة وما يحدث فيها، والقضية الفلسطينية شاغلة العالم، نسمع ونشاهد الكثير من التحليلات منها على سبيل المثال (انظروا كيف تقوم الدولة الكبرى بقمع المتظاهرين، وقد ملأت الدنيا صراخاً بحقوق الإنسان) المقصود هنا هي أمريكا، أو (كيف للعالم المتحضر أن يتسامح مع هذا الشكل العنيف من التصفيات للبشر في غزة)، وآخر يرى (أليس من العار الوقوف مع المضطهِد ضد المضطهَد).

 

كل ذلك صحيح، ولكنه من حيث المنهج به عوار كبير، حيث يتجاهل ذلك البعض العناصر الأخرى والفاعلة في تلك المواقف.

العربي يتعاطف تلقائياً مع القضية الفلسطينية بسبب روابط اللغة والتاريخ المشترك، وأيضاً العقيدة والجغرافيا والكثير من العناصر، من جهة أخرى فإن اليهودي في بروكلن (حي من أحياء نيويورك) يتعاطف مع اليهودي في تل أبيب، ليس ذلك فقط، بل إن العقيدة الصهيونية (وهي عقيدة سياسية، شبه دينية) منتشرة في قطاع واسع من النسيج الاجتماعي الأمريكي، هؤلاء يتعاطفون مع الإسرائيليين، ويعتبرون أن ما أصابهم في 7 أكتوبر كارثة، دون الالتفات في نفس الوقت لما تقوم به إسرائيل من مذابح.

بسبب استمرار تلك المذابح فإن قطاعاً شبابياً في مدن العالم بدأ يستنكر تلك المذابح، ذلك جزء من الصورة، الصورة الأكبر، أن الفاعلين السياسيين لهم رأي آخر، بأن ما يقوم به الشباب (مثلاً في الجامعات الأمريكية) هو اعتداء على الحريات وتعطيل للعمل الدراسي، إلى آخره من حجج تساق. بل يسارع بعض المشرعين إلى تبني قوانين من أجل ردع أي تعاطف مع الفلسطينيين والسماح فقط بتأييد إسرائيل.

العوامل الخفية هي الآتي (المجموعات الصهيونية واليهودية) في غالبها في أمريكا تستطيع أن تؤثر في القرار السياسي، والسبب أن كثيراً منها يقدم (التبرعات) للمرشحين من الحزبين الكبيرين، وهي تبرعات سخية من جهة، وأيضاً يمكن أن تقدم للمنافس إن وجدت ميلاً للمرشح لتأييد الحق الفلسطيني، قليل من السياسيين هم من يخرج عن تلك القاعدة ويغامر بخسارة المؤيدين، بسبب قضية هي بعيدة عن الاهتمام المباشر.

الحديث السابق هو (حتى لا يساء الفهم) ليس تبريراً، ولكنه تفسير للمشهد الذي نراه أمامنا، ومقابلة هذا المشهد بالعواطف، أو بتأكيد بعض المواقف المؤيدة للحق الفلسطيني في العواصم الغربية على أنها تشكل الرأي العام هو في جزء منه خداع للنفس.

أمام هذه المعطيات السابقة ما هو المراد أن يقوم به الصف المناصر للقضية، المطلوب هو توحيد الفاعلين النشطين في الساحة الأمريكية، بعد قناعة في القاعدة التي تقول (لولا بريطانيا لما خلقت إسرائيل، ولولا أمريكا لما استمرت) اليوم الساحة الأمريكية السياسية والإعلامية هي المكان الأكثر أهمية في خوض الصراع.

بعد عام 1967 نشطت دول عربية وبالتحديد خليجية لتنظيم القوة العربية، فتم إنشاء (المنظمة الأمريكية العربية) التي استمر نشاطها لسنوات قليلة، ثم تراجع، لأسباب كثيرة ليس مكانها هذا المقال. إلا أن الصوت العربي المنظم إعلامياً ومالياً وسياسياً لم يظهر على الساحة الأمريكية، بجانب المنظمة المعروفة «إيباك»، التي تنشط للدفاع عن إسرائيل بالحق وبغيره، لأنها ترى أن ذلك واجبها «المقدس».

تغييب القدرات المعرفية لفهم الساحة التي تخاض فيها المعركة، تفقد الجانب العربي القدرة على التفكير المنهجي، ويلجأ كثيرون إلى التفكير العاطفي، وهو لم يقدم خلال كل التاريخ الإنساني، أية فائدة مضافة لأية قضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القطعية والنسبية في التفكير القطعية والنسبية في التفكير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon