توقيت القاهرة المحلي 10:24:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القانون الدولي: الانتقام ليس عدالة!

  مصر اليوم -

القانون الدولي الانتقام ليس عدالة

بقلم - محمد الرميحي

حرب غزة تشهد ظاهرة جديدة في العلاقات الدولية يمكن تسميتها (انتقائية تطبيق القوانين الدولية). إذا كانت الحقيقة أول ضحايا الحروب، فثاني ضحايا الحروب القانون الدولي!.

وضع العالم بعد الحرب العالمية الثانية مصفوفة قوانين تضبط العلاقات الدولية من المالية إلى الإنسانية إلى السياسية، وفي الغالب من يخالف تلك القوانين يصبح (دولة مارقة) في نظر القانون الدولي، والأمر صحيح أن بعض الدول لم توقع بشكل رسمي على وجوب الانصياع لتلك القوانين، فمحكمة العدل الدولية صدقت على الانتظام فيها بعض الدول وأخرى تجاهلتها، إلا أن القاعدة العامة أن هناك (قوانين دولية) تضبط سلوك الدول في السلم والحرب، وتجاهل تلك القوانين يأخذ المجتمع الإنساني إلى أن يصبح غابة!.

فهل وصلنا إلى أن نصبح غابة؟ على الرغم من التعاطف الأولي مع إسرائيل من معظم دول العالم بعد أحداث 7 أكتوبر مباشرة، إلا أن ردة فعل إسرائيل في الأسابيع الأخيرة فاقت أقصى درجات (الانتقام) وبدأ العالم يشاهد أمام عينيه تلك المذابح الهائلة للمدنيين في مدن غزة، ما جعل من بعض المعلّقين، حتى اليهود في أمريكا، يصفون ما يحدث بالمذابح الإنسانية.

هذه السياسات تاريخياً لا تحقق نتائج ثابتة طويلة الأمد، ربما فقط قصيرة الأمد، والتاريخ اليهودي خير شاهد، فقد تم اضطهاد اليهود في أوروبا لقرون عديدة، تزايد في بداية القرن العشرين وحتى تقريباً نصفه الأول، وجعل من هجرة اليهود إلى فلسطين شبه حتمية، تمت تلك الهجرة لسبب مهم وهو اللجوء إلى الأمان في فلسطين، مع الوقت تبنت الصهيونية الحديثة فكرة مضطهديها، وهي (اقتلاع الشعب من أرضه) كما اقتلعوا من ديارهم، ومع مرور الوقت وتكرار الحروب وصل الفلسطينيون أو معظمهم إلى (تسوية تاريخية) بتقاسم الأرض في حل الدولتين، إلا أنّ المتشددين في السياسة الإسرائيلية رفضوا هذا الحل، وعملوا على تصفيته، ومن الراسخ تاريخياً أن تشجيع ظهور حماس ورفضها المعلن لحل الدولتين، كان بُشرى طيبة للمتشددين الإسرائيليين، وأصبح رأي ذلك الفصيل هو الذريعة الجاهزة لليمين الإسرائيلي الذي أقنع نفسه ومناصريه بأن الوقت قد حان لتصفية القضية برمتها، حتى ذهب البعض إلى القول إن حماس ضرورة إسرائيلية، وهذا ملف موجع لمن يتابع تطور القضية، وفي الوقت نفسه تشرذم أهلها وغياب البعض عن قراءة عقلانية لمسيرة الأحداث.

وقد استخدم ذلك اليمين، القانون الدولي بشكل انتقائي ولا يزال (الدفاع عن النفس)، صاحبته أصوات في هذه المعركة الدائرة تنادي بـ (اقتلاع الفلسطينيين من بقية أرضهم) وإرسالهم للمنافي، في تناقض واضح مع القانون الدولي وأحداث التاريخ الإنساني، والمثال هم اليهود والذين ظلوا في التيه لقرون، وبالتأكيد لن يظل الفلسطينيون في التيه.

أي عاقل يعجب من تفويت ساسة إسرائيل لفرصة تاريخية وهي قبول معظم الفلسطينيين بحل الدولتين، كان ذلك هو المخرج التاريخي والممكن وما زال، إلا أن التشدد وإغواء الساسة، أفقدا قيادات إسرائيلية الكثير من التفكير العقلاني. لقد تجاهل المتشددون السياسيون في إسرائيل القوانين الدولية والإنسانية، ما قد يحوّل المنطقة برمتها إلى غابة!! حيث بعملهم ذاك قدموا بعض الفلسطينيين لقوى التشدد الإقليمي!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القانون الدولي الانتقام ليس عدالة القانون الدولي الانتقام ليس عدالة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon