توقيت القاهرة المحلي 09:18:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

57357 وملف ثقافة الخير فى مصر

  مصر اليوم -

57357 وملف ثقافة الخير فى مصر

بقلم - ليلى إبراهيم شلبي

أحسنت الحكومة حينما بدأت التحقيق فيما كتبه الكاتب المعروف وحيد حامد فى ثلاثة مقالات متتابعة نشرتها صحيفة المصرى اليوم ثم نفى الدكتور شريف أبوالنجا كل الوقائع التى تضمنتها مقالات وحيد حامد.

كنت فى الواقع أخشى أن تنتهى الزوبعة فى فنجان وربما مراجعة حقائق الأمر الذى تعودناه حتى أصبح سنة أساسية لمجتمع نعيش غرباء فيه لا نكف عن تبادل الاتهامات المرسلة فى ظل غياب مبدأ البينة على من ادعى.

عاصرت نشاطات للمجتمع المدنى باهرة فى كندا حيث قدر لى أن أعيش وأعمل لفترة طويلة من عمري كنت قبلها أتصور أن العمل التطوعى إنما مكانه فقط فى البلاد التى يطلق عليها أهل الشمال بلادا نامية، لكن واقعة صغيرة قادتنى إليها المصادفة جعلتنى أدرك أن ثقافة الخير والعمل التطوعى إنما تزدهر فى كل مكان فى العالم لا علاقة لها بفقر أو غنى لأن الإنسان فى كل مكان بحاجة للآخرين.

دخلت المصعد فى مستشفى رويال فيكتوريا بمونتريال لأفاجأ بجاك شاربيه رئيس وزاء كيبيك فى ذلك الوقت يصاحب مريضا على كرسى متحرك، تخيلت لبرهة أنه والده وهو فى المستشفى لسبب أو لآخر حينما ابتسمت أدرك أننى بالطبع عرفته حينما سألته: والدك مريض؟ رد الابتسامة بأخرى وهو يشير لا، إنما هو مريض أرافقه لإجراء أشعة فى الدور الرابع.

أنا متطوع لخدمة المرضى والمستشفى. للأسف ليس لدى سوى أربع ساعات فى الشهر أستطيع فيها المجىء إلى هنا.

تأكد لى فى ذلك اليوم أن حب الأوطان لا يحتاج أغانى ولا تذكير أناشيد إنما هو تعبير تلقائى ينتشر كالعطر فى صمت ليعلن عن ارتباط إنسانى قوى بين الإنسان وكل من حوله من بشر على نفس الأرض.

القيمة الأساسية فيما يقدمه المجتمع المدنى فى المجلات الخدمية مثل الصحة والتعليم هى الرغبة فى المشاركة والعطاء سواء كان هذا بتوفير الموارد المادية لإدارة وإنشاء المستشفيات والمدارس أو المساهمة بالجهد وفقا لخبرات المتطوع أو المتبرع.

إذن فمساهمتى يجب ألا تكون مدفوعة الأجر وإلا انتفت منها صفة وملامح العمل الخيرى.. نعم كل مشروع يجب أن يتوافر له هيكل إدارى، بمعنى: العاملون تلك وظيفتهم التى يمارسونها فى الحياة أما أن أتقاضى أجرا وأنا طبيب من تبرعات أهل البر والخير فهذا فى الواقع ما لا تقبله النفس السوية.

جميعنا ننتظر نتيجة التحقيق، ولا أخفى سرا إذا ما قلت أنى أتمنى أن تأتى لصالح ثقافة الخير، فالواقع أنها لو جاءت تؤكد وقائع لما نشر وحيد حامد فإنها بلا شك ستبدو ضربة موجعة لجهود المجتمع المدنى بل وفكرته من الأساس.

أرجو أن يتلطف بنا الرحمن وإن كان علينا أن نهيئ أنفسنا لاستقبال الحقيقة كاملة حتى لو اضطررنا لإعادة ترتيب كل الأوراق فى ملف ثقافة الخير.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

57357 وملف ثقافة الخير فى مصر 57357 وملف ثقافة الخير فى مصر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ مصر اليوم

GMT 08:41 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
  مصر اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 08:54 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
  مصر اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 05:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا
  مصر اليوم - زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا

GMT 00:05 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن
  مصر اليوم - نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 22:40 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

وفاة مهندس في حادث تصادم بعد حفل خطوبته بساعات

GMT 13:19 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعليق البرازيلي نيمار يثير غضب عشاق الأرجنتيني ليونيل ميسي

GMT 02:36 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

صبغات لتغطية الشعر الشايب وإبراز جمال لون البشرة

GMT 14:16 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"فيرير" فيدر أفضل لاعب تنس في تاريخ اللعُبة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon