توقيت القاهرة المحلي 11:34:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرقابة الإدارية وحكايا المرايا

  مصر اليوم -

الرقابة الإدارية وحكايا المرايا

بقلم - ليلى إبراهيم شلبي

تداولت القنوات الفضائية فى الأسابيع القليلة الماضية إعلانا خطيرا أقل ما يوصف به أنه إعلان يحرض على الكراهية ويدعو علانية لتشويه سمعة فئة من العاملين بالدولة ومحاولة النيل منهم بضراوة ووصمهم بالإجرام وانعدام الضمير واستعداء مائة مليون مواطن مصرى عليهم. خمن من هم: قد تتوصل للإجابة فى ظل موجة استهداف الأطباء التى تبدو فى حالة مد بلا جزر الآن فى مصر لكنك عزيزى القارئ لن تكون أبدا قادرا على تصور أن الفاعل هو الرقابة الإدارية بجلال قدرها وعظيم سلطانها!!
لسنا من هواة إشعال الحرائق ولا تلوين الأحداث ولا حتى التعصب لمهنة مارستها طوال عمرى والحمد لله بأمانة وكرامة وفهم لطبيعتها الإنسانية التى تقترب من رسالات الأنبياء. مرت أحداث كثيرة وسجل الإعلام وقائع حوادث وقضايا عديدة تشير إلى حملات عداء متكررة تستهدف أطباء مصر كان من الطبيعى أن يثور لها شباب الأطباء ويعلنون عن غضبهم واستيائهم بينما يتحفظ الكبار منهم ويعلنون عن احتجاجهم بوسائل هادئة لكنها لا تخلو من عتاب على أولى الأمر الذين يتجاهلون الأمر!..
تلك المرة لا أعتقد أن تجاهل الأمر يخدم القضية بل يؤصل لها ويدعم قوة ذلك التيار الجارف من استعداء المواطن المصرى على الطبيب المصرى الذى يبذل جهدا خارقا لأداء رسالته فى علاج مرضاه تحت قصف مستمر من نقص الإمكانات والمستلزمات الطبية وضعف الأجور وصعوبات العيش مثله مثل كل مواطن مصرى يعانى الأزمة الاقتصادية الخانقة التى تعيشها البلاد.
من هو الطبيب المتهم الذى أصبح هدفا لاستعراضات السادة المحافظين الهزلية فى المستشفيات والسادة الصحفيين والمذيعين فى حواراتهم وبرامجهم الركيكة الهزيلة التى تخصص فى الميلودراما بغرض إثارة المشاعر وجلب الدموع وأخيرا أقارب المرضى فى أقسام الطوارئ والمستشفيات الذين يلجئون لضرب أطقم العاملين من أطبائها للحصول على خدمات بالقوة دون تروٍّ يدفعهم شعور راسخ مسبق أن الأطباء دائما مقصرون؟؟
هم شباب تلك الأمة يا سادة الذين كتبت عليهم المعاناة منذ بداية اختيارهم لمهنة سامية يتصورون أنها ترتقى بهم إلى مستويات مهنية عالية.
هم من اختاروا العلم لخدمة المجتمع شعارا فكان عليهم أن يحصلوا العلم بأضعاف المشقة التى يبذلها أمثالهم فى مجتمعات أخرى فى بلاد تحترم مواطنيها وتساند شبابها ليواجهوا مجتمعا شرسا يمارس عليهم كل ألوان «التنمر» المرض الذى تحاول الأمم المتحدة الآن علاجه فى العالم.
الإعلان الذى أخرجته وتروج له الرقابة الإدارية الآن والذى يحمل اسم تلك الجهة الرقابية التى هى فى الأصل مؤسسة تحارب الفساد وينتهى باسهما متدثرا بعلم مصر يجب أن تقف منه الدولة موقفا حازما.
الإعلان فى غاية الخطورة يبدأ بمشاهد لمواطن مصرى ينتظر غدا «مشرقا» ويعيش «يوما بيوم» ينتهى مريضا تحت يد طبيب «مجرم» يسرق «كليته» تحت وهم أنه يجرى له «جراحة الزائدة الدودية» وينتوى أن يمنحه «قرشين يعيش بيهم» وينتهى الإعلان بصورة للطبيب لغسيل يديه من دم المريض بهدوء!.
تطالب الرقابة الإدارية الطبيب فى النهاية بأن ينظر فى «المرايا».. هى دى الحكاية!.
نحن.. المائة مليون مواطن مصرى اليوم نطالب الرقابة الإدارية بأن تنظر فى «المرايا».. عليها أن تتدارك الأمر قبل أن تبدأ أحداث حكاية نحن كلنا فى غنى عنها.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرقابة الإدارية وحكايا المرايا الرقابة الإدارية وحكايا المرايا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon