«الصحة» تشن حملة مفاجئة على معهد القلب لمراجعة خطة القضاء على قوائم الانتظار.. شن قطاع الرقابة والمتابعة.. ثانى هذه الزيارات بعد توجيهات السيدة الدكتورة وزيرة الصحة.. وذلك وفقا للتكليفات الرئاسية.
معذرة عزيزى القارئ لهذا الاختصار المخل الذى كتبت به تلك المقدمة فما أردت لفت النظر إلا للفعل الذى جاء على الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان ونشر على وسائل التواصل فى سابقة لا مثيل لها إلا إذا كان هذا جزءا من تلك الثقافة الجديدة التى تحدث عنها السيد المتحدث الرسمى فى وسائل الإعلام والتى تتبناها معالى وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد.
للوهلة الأولى تصورت أن الخبر صادر عن وزارة الداخلية، فالفعل يتماشى تماما مع طريقة عمل الشرطة فى شن الحملات على المجرمين من تجار المخدرات أو أوكار الإرهابيين وربما حملات الآداب، لكن الأمر كان واضحا تماما شن حملة على معهد القلب القومى بناء على «توجيهات وزارة الصحة» التى أكدت أن «التكليف رئاسى».
على من يريد استكمال وقائع «الحملة» أن يلجأ لصفحات التواصل الاجتماعى التى سجلت بما لا يقبل الشك وجهة نظر العديد من الأطباء بل والمصريين العاديين دون أن أتدخل ضمانا لحيادى الكامل، رغم أننى مع كل أطباء معهد القلب أصحاب القضية الأساسية، بل يمكننى أن أقول بكامل الثقة: كل مرضى معهد القلب الذين يلقون من أطبائه وكل العاملين به كل رعاية إنسانية واجبة، فى حدود ما لدينا من إمكانيات توفرها أو لا توفرها وزارة الصحة.
أى مرارة تلك التى تملأ الحلق فتتسرب للشرايين حينما يداهم الإنسان موجة من الظلم عاتية فلا يملك حتى حق الدفاع عن نفسه.. ما سر تلك الحملة التتارية التى تشنها وزارة الصحة على معهد القلب ما دون تبرير وتلجأ منها إلى بيانات وزارية تنشر على الملأ لا تختلف كثيرا عن ما ينشره الإعلام فى زماننا هذا من إثارة ودق لطبول الحرب فى غياب قضية أساسية أو سبب واضح للحرب.
كان ويظل معهد القلب القومى هو درة التاج فى وزارة الصحة المصرية لم ينقطع فيه العمل ليوم واحد على مدى أيام كثيرة صعبة ولم يرفض مريضا واحدا أتى إليه بأمل الشفاء من وجع اتلقلب.
الأمر باختصار: ويأتى يوم قريب أسجل فيه الحقيقة كاملة للدور الوطنى والاجتماعى الإنسانى والخدمى الذى قام به معهد القلب القومى فى أيام الرمادة.
< كان تطوير معهد القلب قرارا حكيما ملزما لكن هذا التطوير جاء أكبر من إمكانات المكان وكان أجدى أن تتفق تلك الإمكانيات فى مكان جديد تماما أكثر ملاءمة للخطة الطموح التى وضعت فى ذلك الوقت.
< حقق التطوير طفرة فى أداء المعهد لكن بلا شك انتقال العمليات إلى مستشفى آخر كان سببا فى بعض البطء فى العمل.
< لم يواكب التطوير توفير المستلزمات الطبية الكافية لدورات دولاب العمل بإيقاع سريع يتناسب وعدد المرضى الهائل الذى يقصد معهد القلب يوميا من كل أنحاء مصر المحروسة بدءا بين أسوان والواحات حتى دمياط ورشيد.
عانينا كثيرا من نقص المستلزمات بينما كانت الورزارة تصدرر بيانات متتالية عن توافر المستلزمات وحالة الرخاء التى يعيشها معهد القلب.
< عانينا دائما من وجود نقص فى التمريض خاصة المتمرسات على أعمال الرعاية والعمليات، حاولنا النهوض بمدرسة التمريض على أن تنضم الخريجات للعمل فى المعهد مباشرة لكن وزارة الصحة رفضت وأصرت على توزيعهن على مستشفياتها.
< فى تلك الأيام الصعبة رغم أننا لم نملك إمكانات الإعلانات المبهجة الملونة أو ضميرا يسمح لنا باستعراض آلام ومصير مرضانا إذا لم يتم تشخيصهم وعلاجهم بالعلم والإمكانيات قدم إلينا من يمد يد العون مفتوحة من أخيار هذا الوطن، لم يجتمع الملايين ولم يكونوا بالآلاف لكنهم حملوا عنا عبء توفير المستلزمات التى نحن بحاجة إليها لتقديم خدمة مستمرة اعتدنا تقديمها لمرضانا.
< ولأن أهل مكة أدرى بشعابها: أطباء معهد القلب ينتظرون أن يسمع رأيهم من بيده إصدار التوجيهات والتكليفات قبل شن الحملات.
نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع