توقيت القاهرة المحلي 21:14:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحة فى مصر.. الدولة والمجتمع المدنى

  مصر اليوم -

الصحة فى مصر الدولة والمجتمع المدنى

بقلم : ليلى إبراهيم شلبي

 لقى حديث الرئيس السيسى عن أهمية دور المجتمع المدنى فى مجالات الصحة قبولا واسعا لدى كل من استمع إليه. كنت أنا منهم وقد سجلت هذا فى الصفحة الأسبوع الماضى لكنى أرجأت ملاحظاتى لهذا الأسبوع حتى أتحدث إلى بعض من رموز الصدق فى مجال الخدمة العامة الذين يعملون بجهد خفيض الصوت عالى القيمة. الواقع أننى كنت أعلم قبل أن أبدأ بالسؤال أن هناك تطابقا فى وجهات النظر لأن الهدف واحد والأسلوب وإن تنوع إلا أنه فى النهاية متقارب والاختلاف فيه يثرى العمل ولا يعوقه.

حق الإنسان المصرى فى العلاج هو مسئولية الدولة فى المقام الأول. المركزية مطلوبة فى التخطيط ووضع استراتيجيات عامة تغطى احتياجات المواطنين على امتداد الخريطة الجغرافية للبلاد وفقا لمعالمها الصحية. أمراض المجتمع الزراعى تختلف عن الصناعى وبنية وعمل الإنسان تشكل ملامح الأمراض التى يتعرض لها وطرق الوقاية منها.

الصحة مشروع قومى تتبناه الدولة ويعبر عن سياستها فلا يمكن للمجتمع المدنى أن يحل محلها فى إنجازه. المواطن ينتظر من الدولة أن توفر له الأمان فى مواجهة المرض لهذا يذهب إلى صناديق الانتخابات ليدعم من يترشح لتوفير العلاج له والتعليم لابنه بدءا من عضو مجلس الشعب إلى رئيس الجمهورية لذا فالقضية فى المقام الأول مسئولية الدولة.

يأتى دور المجتمع المدنى مكملا لدور الدولة فى مجال الصحة، فأنا أتصور أن بناء المستشفيات وتجهيزها مشروع يمكن للمجتمع المدنى أنى يقوم به فى حدود إمكاناته بالتعاون الكامل مع الدولة وتحت إشرافها لكن هذا فى الأصل واجب الدولة حتى يتساوى فى حق العلاج كل المواطنين. الشعور القومى يتنامى فى نفوس مواطنين لديهم ثقة فى أنهم يعيشون فى وطن يحمى حدودهم ويؤمنهم ضد المرض.

دور المجتمع المدنى مكمل لدور الدولة ولا يجب أن يحل محله أبدا إنما يدعم برامج الدولة ويسد ثغرات التأمين الصحى ويوفر خدمات إنسانية للمرضى قد لا تمتد إليها إمكانات الدولة.

دور الدولة أن توفر لمشروع التأمين الصحى ميزانية تأتى على رأس القائمة وألا تعتمد فى ذلك على سيل الإعلانات التى يضطر إليها المجتمع المدنى والتى تصل إلى حدود ابتزاز الناس وممارسة الضغوط النفسية عليهم بشتى الصور والوسائل. عمل المجتمع المدنى يقوم فى الأساس على رغبة فى التطوع لعمل الخير يقوم عليها الإنسان طواعية وليس قسرا أو إلزاما.

دور المجتمع المدنى ليس فى الواقع توفير ميزانية لخدمات الصحة إنما التطوع لتقديم الخدمة ذاتها بكل الصور الإنسانية المتاحة.

ما عملت فى مستشفى خارج بلادى إلا بدأت فى اليوم الأول لى بالسؤال عن برنامج المتطوعين: هو البرنامج الذى يدعمه الجميع أطباء وعاملين بالمستشفى إلى جانب المتطوعين من المجتمع المدنى وهم من كل أطياف المجتمع.

أذكر أننى مرة كتتب عن أنواع «الوقف» فى التاريخ الإسلامى والذى عرف فى عهد الدولة العثمانية فكان الأغنياء يوقفون من أموالهم ما يقدم مرتبا ثابتا لرجل يمر يوميا بالمستشفيات ليؤنس المرضى ويسأل عن أحوالهم ويمدهم بطاقات الأمل فى الشفاء تحت مسمى «مؤنس مريض».

من كل قلبى أحيى الجمعيات الخيرية التى تقوم بدور فعال لعلاج المرضى لكنى أؤكد على أن دور المجتمع المدنى يكمل دورر الدولة ولا يجب أن يحل محلها فى مشروع الصحة. من الطبيعى أن يشعر المريض بامتنان تجاه من يعالجه ويمنحه أمل الشفاء. من الطبيعى أيضا أن يؤلمه الشعور بأن الدولة خذلته.

دور الدولة فى مشروع الصحة فرض «عين» ودور المجتمع المدنى فرض «كفاية» كلاهما لازم وكل منهما يكمل الآخر فى حماية الإنسان المصرى من تداعيات الحاجة والمرض.

نقلًا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحة فى مصر الدولة والمجتمع المدنى الصحة فى مصر الدولة والمجتمع المدنى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon