بقلم - ليلى إبراهيم شلبي
على عكس كل ما يتمنى المرء تظل العلاقة بين نقابة الأطباء ووزارة الصحة علاقة متوترة فيها الكثير من الترقب وتوخى الحذر. نقابة الأطباء نقابة مهنية يلجأ إليها زملاء المهنة الواحدة لتدعم رسالتهم وتؤكد وجودهم وتطالب بحقوقهم وترعى أداءهم لرسالة سامية تخدم الوطن والمواطن. ووزارة الصحة وزارة خدمية فى المقام الأول تسهر على رعاية الوطن والمواطن الصحية تدعم رسالة الدولة فى توفير برامج الرعاية الصحية على اختلاف أنواعها وتضع السياسات التى تضمن أفضل أداء ممكن.
هل يرى أى عاقل أن هناك تضاربا فى المصالح أو أن هناك سببا واحدا للخلاف أو حتى الاختلاف يمكن أن يجعل التصادم بدلا من التوافق صيغة للعلاقة بين النقابة والوزارة؟، الهدف واحد والطريق واحد والأصل واحد حتى الفروع متشابهة من شجرة يجب أن تبدو وارفة لتظلل الجميع، فما الذى يحدث الآن؟!
هناك مشكلات عديدة يعانى منها الأطباء الآن منها القابل للحل ومنها ما يحتاج دراسة أعمق للأسباب الحقيقية التى تجعلها مشكلات غير قابلة للحل فى مظهرها.
لم أسمع فى حياتى ببلد مهما ارتقى أو تخلف تعانى فيه الصحة ما نعانيه فى مصر. لا أنكر على وجه الإطلاق. المحاولات الجادة والمبادرات التى اتخذت لأول مرة الطابع القومى لكنى أرى أن أهم ما ينقصنا هو سياسة العمل الجماعى الذى يؤدى فيه كل فرد دوره باتفاق وفهم وعلم وأن وضوح الرؤية يجب أن يشمل التفاصيل فى إطار من المصلحة العامة.
دور النقابة يجب أن يتضح تماما وأن تدعمه الوزارة وتحتويه وهذا أمر لا أرى فيه أى صعوبة متى خلصت النوايا وأبدى كل من الطرفين استعدادا للتفاهم والمناقشة الموضوعية فى وجود أطراف لها ثقل وخبرة بعيدة تماما عن المصالح الشخصية ولا تطمح إلا لإنجازات حقيقية تختفى فيها الأسماء وتسطع المصالح العامة.
هناك بالفعل عدد من المشكلات التى طال تجاهلها وتحتاج إلى حل باتر يفك اشتباكات كلما مر بها الزمن زاد تعقيدها وتفاقمت تعقيداتها: الزمالة والبورد، والعلاج الطبيعى والطب الطبيعى، من يحق له فتح وإدارة معمل، بدلات العدوى وغيرها من مشكلات لا مثيل بها فى بلاد لا تقل أبدا عنها حضارة أو تقدم فى أساليب الإدارة.
لماذا لا يبدأ حوار بين النقابة ووزارة الصحة يتبناه من الأطباء من خلصت نواياهم من الجهتين لفض هذا الاشتباك الذى لا يظهر منه إلا قمة جبل الجليد؟
لا أقصد على الإطلاق أن أضيف إلى أعباء وزيرة الصحة عبئا جديدا، ما أتوقعه وأتمناه أن نسند إلى أصحاب الخبرة والحس الوطنى والاجتماعى من العاملين بوزارة الصحة هذا الأمر. حوار مستمر لا ينتهى إلا بنهاية كل تلك المشكلات التى تعتم أجواء العمل وتدفع إلى تشتيت الجهود: الخلاف لا يصنع التقدم.
نقابة الأطباء على استعداد كامل لبداية الحوار وفقا لعلمى مع وعد بالتفهم والرغبة الكاملة فى توفيق الأوضاع فهل أنتظر إجابة مشجعة؟
نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع