توقيت القاهرة المحلي 09:11:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على هامش «التعريب»

  مصر اليوم -

على هامش «التعريب»

بقلم : حازم منير

  اعتزمت التوقف عن متابعة ملف تطوير التعليم والاكتفاء بما نشرته السبت الماضى، خصوصاً بعد قرار الدكتور طارق شوقى بتأجيل جانب من الملف لعامين، لكنى تنبهت إلى جوانب أخرى ربما ليست لها صلة مباشرة بقدر ما تكشف عن العقلية التى تدير الأمور.

العديد من المقالات المؤيدة للسيد الوزير انطلقت من أرضية أن معارضى آراء الدكتور طارق إما عملاء لتجار الكتب الخارجية أو عملاء لمافيا الدروس الخصوصية وأنهم يدافعون عن مصالح خاصة.

بل إن السيد الوزير نفسه وبذكاء شديد فى أحد لقاءاته التليفزيونية ألمح للمؤامرة على الوطن واستخدمها للدفاع عن أفكاره حين قال «هناك دول لا تحب مصر أن تطور من تعليمها»، وهى طبعاً إشارة ليست فقط لمؤامرة كونية وإنما إلى أنه ربما يكون من بين معارضيه من هم عملاء لهذه الدول.

وفى اللقاء استشهد الدكتور طارق بدعوة السيد الرئيس للمصريين إلى الالتفاف والتوحد حول الوطن متسائلاً «ما معنى دعوة الريس إلا أن نقف معاً صفاً واحداً».

الحقيقة أدهشنى جداً منطق الوزير الذى يخوض حرباً من أجل تطوير التعليم وهو يعتبر الاختلاف معه اختراقاً لوحدة الصف، فأى تطوير لعقول النشء يمكن أن يتم والقائم عليه لا يعتقد فى حق النقد والاختلاف بين الناس.

السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى حين طالب المصريين بالالتفاف والتوحد حول الوطن كان يقصد حماية الدولة الوطنية من مؤامرات تستهدف إسقاطها، وبالقطع فإن الخلاف حول أساليب تطوير التعليم لا تعنى أبداً تهديد أمن الدولة وتماسكها يا معالى الوزير.

أما مسألة تأجيل جوانب من ملف التطوير استيعاباً لحالة رفض ليست بالقليلة بين العائلات المصرية فإنى لا أعتبرها حلاً ملائماً فالمسألة ليست فقط فى الإبقاء على نظام المدارس التجريبية والقومية أو تغييره، إنما هى أساساً فى رؤية تستهدف تحويل العملية التعليمية إلى تجارة وليس خدمة حكومية.

أن تواكب التطور العلمى والتكنولوجى معناه أن تبث فى العملية التعليمية أساليب حديثة وأن تعمل على تطوير البيئة المحيطة بالعملية التعليمية من أبنية ومكونات داخل الأبنية وتلبى المتطلبات الأساسية لتحويل المناهج من رؤية وكلمات إلى واقع يقوم عليه معلمون مؤهلون يمنحون الأولوية للعملية التعليمية داخل المدارس وليس فى المراكز أو «السناتر» كما يطلقون عليها.

لا أعتقد أننا بحاجة للتدليل على الاحتياج لحوار حقيقى وجاد حول تطوير التعليم، ولا يمكن أبداً قبول منطق «حين يتحدث الخبراء يسكت الجميع ويطيعون»؛ لأن التعليم قضية مجتمع ولا يقتصر الأمر على الجوانب الفنية إنما هناك أيضاً جوانب واستحقاقات اجتماعية، على المختصين أن يصمتوا ويسمعوا للناس.

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على هامش «التعريب» على هامش «التعريب»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon