توقيت القاهرة المحلي 09:23:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من دروس يونيو

  مصر اليوم -

من دروس يونيو

بقلم - حازم منير

ظلّت متانة الصداقة بين «ناصر» وعبدالحكيم عامر أساساً لتوازنات الحكم فى مصر سنوات طويلة، حتى اختلّت عقب انسحاب الجيش من سيناء عام 67، ودخول مصر فى أجواء نكسة يونيو، فاختلّ توازن الحكم بقوة.

نكسة يونيو التى يمر عليها هذه الأيام 51 عاماً متعددة الأوجه ومتنوعة الدروس والعظات والعِبر، ومنها ما حصل داخلياً، وتفاعل مع المؤامرة الخارجية، فتسبب فى هذا الخلل الرهيب الذى أصاب الدولة.

لقد انطلقت الجمهورية الأولى من قاعدة شعبية واسعة، بقيادة جماعية لمجلس قيادة ثورة تكوّن من ضباط شبان تبنّوا مطالب الشعب ضد الحكم الملكى، وانتهى الأمر فى يونيو بعد 15 عاماً على الثورة لقيادة ثنائية تحدد التوجهات وتصدر القرارات لجهات التنفيذ.

اعتمدت التجربة الوطنية المصرية على الانتقاء من أهل الثقة والمقربين من دوائر الحكم، ومن قيادات ورموز التشكيلات السياسية واستبعاد أهل العلم والمعرفة، فتحولت هذه الاختيارات إلى مراكز قُوى تسيطر وتتحكم فى غياب أى رقيب عليها، وشهدت البلاد انحرافات وأخطاء عديدة ومتنوعة ضربت فى جذور الدولة، وأسهمت بشدة فى الهزيمة، كما وصفها جمال عبدالناصر فى بيان 30 مارس.

ليست تجربة بعيدة تلك التى شاهدناها فى مصر عن نظيرتها التى عاشها الشعب الروسى فى ظل الحكم الشيوعى، والذى بدأ فى الحالتين بحكم الحزب فى الاتحاد السوفيتى والتنظيم السياسى فى مصر، وانتهى الأمر بحكم السكرتير العام فى روسيا، والزعيم فى مصر، وغابت القيادة الجمعية والمسئولية المشتركة والمشاركة الشعبية.

كان لدينا تنظيم سياسى، وشهدت اجتماعاته مناقشات قوية وجادة، لكنها أبداً ما كانت لتطال الخطوط الحمراء التى كانت منخفضة الأسقف أو تستطيع إدخال أى تعديل فى دوائر القرار أو تغير ما يتقرر بالأعلى.

وإذا كان موقف الدولة آنذاك من جماعة الإخوان طبيعياً باعتقال قادتها جراء مخططات الاغتيال، وقلب نظام الحكم التى حاولوا تنفيذها، لكن لم يفسر أحد لماذا تم اعتقال وتعذيب الشيوعيين رغم أنهم كانوا من أنصار الدولة. التفسير فى الأغلب هو الرغبة فى الانفراد بالحكم.

رغم كل المظاهر من وجود سُلطة تشريعية وتنفيذية وحكومة ومحافظين وتنظيم سياسى، فإن الحكم كان فردياً بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، لذلك كان انهيار التجربة ببساطة فى أول احتكاك حقيقى عام 1971 تعبيراً عن هشاشة الأوضاع، وبعدها بثلاث سنوات انقلبت البلاد من النموذج الاشتراكى إلى الاقتصاد الحر وسط صمت رهيب.

الحكم الفردى كان سبباً فى نكسة يونيو التى أطاحت بأحلامنا فى التنمية والانطلاق، وما زلنا نعانى آثارها حتى الآن.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من دروس يونيو من دروس يونيو



GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon